“داعش” يسطو على خزين الطعام العائد للأهالي
نينوى ـ خدر خلات:
عمد عناصر تنظيم داعش الى السطو على ما تبقى من الطعام المخزون من قبل اهالي الاحياء غير المحررة بالجانب الايمن من مدينة الموصل، وسط دعوات لمحاسبة السماسرة المتاجرين بممتلكات الاهالي المسروقة.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “عناصر تنظيم داعش الارهابي يستغلون تحركاتهم بين المنازل في الاحياء غير المحررة بالجانب الايمن ويسطون على المواد الغذائية التي سبق ان خزنها الاهالي تحسباً للمعركة المحتدمة حالياً”.
واضاف “عناصر داعش سبق ان احدثوا فتحات بين الدور، وابلغوا الاهالي بفتح ابواب منازلهم والابواب الموصلة للسطوح، كما ان اختباء الاهالي بسراديب لتجنب الاشتباكات والاحتماء من الضربات الجوية المحتملة ومفخخات داعش أيضاً، شجع عناصر العدو على سرقة الاطعمة المخزنة والتي اغلبها تتكون من التمر والطحين والراشي (الطحينية)”.
ولفت المصدر الى انه “تم سرقة عشرات المنازل العائدة الى أهالي منطقة الموصل القديمة مثل باب البيض، باب لكش، باب جديد، منطقة الساعة، خزرج، فضلا عن سرقة الاطعمة من احياء أخرى مع نهب ما تبقى من البضائع في المحال التي اقفل أبوابها اصحابها”.
وتابع “كما ان البيوت المهجورة في الأحياء التي تم تحريرها فيما بعد او ما زالت في احياء خاضعة لسيطرة داعش تم نهب جميع محتوياتها من قبل عناصر داعش، علماً ان معلومات امنية تشير الى تواري عدد من الارهابيين الاجانب عن الانظار، فيما العناصر المحلية ما زالت تقاتل وتحلم بالفرار او بالاندساس وسط النازحين”.
وبحسب المصدر نفسه، فأن “التنظيم يقوم بسحب أية سيارة مدنية عائدة للمواطنين ويستعملها لسد الطرقات الضيقة بالجانب الايمن، مع إحراقها، إضافة لسرقة الآليات الكبيرة كالصهاريج والشاحنات لسد الطرق الرحبة، الامر الذي يتسبب بخسائر مادية هائلة للاهالي”.
وكان اهالي الموصل قد قاموا بتخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية الجافة وتلك التي يمكن تخزينها بغياب الكهرباء تحسباً لمعركة طويلة قبل تحرير مناطقهم.
على صعيد آخر دعا ناشطون موصليون الى محاسبة السماسرة المتاجرين بالمواد المسروقة من اهالي نينوى.
حيث ان عناصر داعش نهبت عشرات الألوف من المنازل في اقضية وقرى ومدن المحافظة طوال عامين ونصف العام، وتم بيع اغلب هذه المسروقات من اجهزة كهربائية وممتلكات منزلية وسيارات مدنية وخدمية وزراعية وغيرها الى تجار وسماسرة الذين اشتروها بابخس الاثمان حينها، والآن يقومون بعرضها تدريجيًا للبيع في الاسواق التي فتحت ابوابها عقب طرد داعش منها.
ويرى الناشطون الموصليون انه ينبغي عدّ كل سمسار تورط بهذه الاعمال المدانة داعشي لانه دعم الدواعش وشجعهم على سرقة المزيد من ممتلكات الاهالي و مدّ التنظيم المتطرف بالأموال بحجة المتاجرة، في حين هي عملية مشاركة بالسطو على املاك الأخرين تحت لافتة الغنائم.
وحذر الناشطون الموصليون من ان غض الطرف عن هؤلاء السماسرة يعني منحهم فرصة للافلات من العقاب الذي يجب ان يدفعوا ثمنه لانهم شركاء لداعش في السرقة والنهب لاموال وممتلكات الأخرين، مبينين انه يمكن الوصول لأولئك السماسرة الكبار من خلال الباعة الصغار الذين يعرضون أجهزة منزلية بأسعار بخسة جدًا بهدف تصريف تلك البضائع قبل ان تستتب الأمور بنحو كامل.
وكان التنظيم الارهابي قد صادر ممتلكات عشرات الآلاف من المنازل في عموم محافظة نينوى، مع السطو على المئات من المصانع الاهلية والحكومية، ومصادرة محتوياتها والمواد الاولية اضافة لمصادرة مئات الآلاف من المواشي واعلافها و مواد أخرى كثيرة لا يمكن حصرها، الامر الذي دفع ببعض المختصين الى القول ان داعش وضع يده على ممتلكات تبلغ اقيامها البلايين (آلاف المليارات) من الدنانير العراقية.