موافقة برلين على زيادة حصتها في تمويل حلف الناتو بواقع 2 %
واشنطن ـ أ ب ف:
أعلنت المستشارة الألمانية في ختام مباحثاتها مع الرئيس الأميركي في واشنطن موافقة برلين على زيادة حصتها في تمويل حلف الناتو بواقع 2% من إجمالي ناتج ألمانيا القومي حتى العام 2024.
وأعادت أنغيلا ميركل إلى الأذهان في مؤتمرها الصحفي المشترك مع ترامب امس السبت ، أنه سبق لها خلال قمة الأطلسي الأخيرة في بريطانيا أن أعربت عن استعداد ألمانيا لزيادة حجم إنفاقها على «أغراض الدفاع» ضمن حلف الناتو.
موافقة ميركل على زيادة حصة برلين في إنفاق الأطلسي، جاءت حسب المراقبين تلبية لما طالب به دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية، حيث كال الانتقادات للأطلسي وشكك بضرورة بقائه بصيغته الحالية، وسط إنفاق أمريكي هائل عليه.
وقال ترامب بهذا الصدد تعقيبا على موافقة ميركل زيادة التمويل: «لقد جددت التأكيد مرة أخرى للمستشارة ميركل على دعمي الكامل للناتو، وعلى ضرورة تسديد الحلفاء ضمنه القيمة العادلة للدفاع» عنهم.
وعلى صعيد موقفه إزاء التجارة عبر الأطلسي، وما ينسب إليه من نيته انتهاج سياسة تجارية تعزل الولايات المتحدة، أضاف: «أرفض السياسة الانعزالية، إلا أنني وفي نفس الوقت أؤمن بضرورة ضمان ظروف نزيهة للتجارة. أنا من مناصري التجارة، شريطة أن تدار على أسس شريفة».
رغم حرص ميركل وترامب على توخي الانتقادات المباشرة وإجماعهما المطلق على ضرورة تسوية قضية الإنفاق على الدفاع المشترك، استمر الخلاف في وجهات النظر تجاه قضية الهجرة وسبل معالجتها، حيث جدد ترامب التأكيد على مسامع ضيفته أن الهجرة «امتياز يتم منحه وليس حقا يؤخذ، وأن أمن المواطن يجب أن يتصدر جميع الأولويات».
وعلى صعيد العلاقات مع روسيا، أشادت ميركل باستمرار تطابق مواقف بلادها والولايات المتحدة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه سبل التسوية في جنوب شرق أوكرانيا، وقالت: «سررت للغاية حينما علمت بتمسك الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب شخصيا باتفاقات مينسك للتسوية في أوكرانيا، القضية الملحة التي تحتم علينا معالجتها».
وأضافت: «لا بد من إيجاد الحل الآمن والمأمون في أوكرانيا، فيما يتوجب في هذه الأثناء العمل على تحسين العلاقات مع روسيا بعد اتضاح الأمر على هذا الصعيد. اتفاقات مينسك تمثل أرضية جيدة للتسوية، لكننا ومع الأسف لم نتمكن بعد من تحقيق ما نصبو إليه، وسوف نستمر في العمل في هذا الاتجاه بالتعاون مع الخبراء».
يشار إلى أن روسيا لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، لكنها تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات مينسك للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ومن خلال مشاورات «رباعية نورماندي» التي تعقد على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة.
هذا واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الاول الجمعة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض، لكن التوتر كان جليّاً والخلافات واضحة وخصوصا في شأن ملفي التبادل الحر والهجرة.
ورغم إشارتهما إلى اجتماع مثمر، أكد الزعيمان خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مواقفهما.
وقال ترامب «لست انعزالياً، أنا مع التبادل الحر لكن ، تبادلنا الحر أدى الى كثير من الأمور السيئة»، في ما بدا أنه رد على ميركل التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.
وشدد على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكدا رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى «غلق مصانع» في الولايات المتحدة.
ومع أن الانتقادات الأميركية للفائض التجاري الألماني ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها في هذا الصدد. وبعد أن أشار مازحاً الى أن «المفاوضين الألمان» قاموا لفترة طويلة بـ»عمل أفضل» من نظرائهم الأميركيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى.
وأقرت ميركل بأنّ من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر الإعلام، لكنها لم تخف وجود نقاط خلاف عدة.