البغدادي منير القاضي

طارق حرب:
منير القاضي هو قاض عليم وقانوني حكيم وعدلي مستقيم علا شأنه وذاع صيته في عالم القانون والقضاء والعدالة من وجه والثقافة والمعرفة واللغة العربية, ومن وجه آخر هو القاضي المرحوم منير القاضي استاذ الدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة والدكتور جواد علي الذي دخل مدرسة الحقوق (القانون ليكون المتخرج الاول سنة 1925, والذي تولى تدريس الاداب والفقه في المدارس العسكرية للجيش والشرطة ودخل دار المعلمين العالية ليتخرج منها سنة 1927.
واختير لمنصب مدير اوقاف بغداد ومارس المحاماة لسنتين وفي سنة 1932, عين قاضيًا في محكمة بداءة بغداد واصدر احكاما تعد عنوانا للعدالة والانصاف والحق والقسط المدعومة بالادلة والحجج البينات وفي سنة 1934 ,عين مفتشاً عدلياً وفي سنة 1935 اصبح استاذًا في كلية الحقوق حيث القى المحاضرات في مجلة الاحكام العدلية القانون المدني وقانون الاحوال الشخصية وفي سنة 1940 تم تعيينه عميدًا لكلية الحقوق حيث تخرج على يديه كثير من الطلاب ,وفي سنة 1948 عين رئيساً للمجمع العملي العراقي يوم كان هذا المجمع اعلى جهة ثقافية في العراق وكان رئيسه يعد المثقف الاول في بغداد وكان من اعضائه مشاهير رجال الثقافة والعلوم والفنون كالدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة والدكتور جواد علي وسواهم من أساطين الثقافة والعلوم والاداب واستمر حتى سنة 1961 وفي سنة 1952 عين رئيساً لديوان مجلس الوزراء .وفي سنة 1955 تم تعيينه كوزير للمعارف ، أي للتربية وفي سنة 1958 اعتزل الخدمة العامة لبلوغه السن القانوني التقاعدي ولكنه مع ذلك استمر رئيسًا للمجمع العلمي ، وقيل ان ولادته كانت سنة 1895 وهو ابن قاضي بغداد المشهور السيد خضر وشقيق الوزير القانوني الضليع نوري القاضي الذي كان عضوا في لجنة كتابة القانون المدني وبدأ تعليمه من المشايخ ورجال الدين ووالده والعلامة مصطفى الواعظ ،وهو صاحب المؤلفات الكثيرة في الادب والشعر والفقه وتولى التدريس في بداية حياته في الثانوية المركزية ودار المعلمين . كان خطيبا لجامع الامام الاعظم ومدرساً في جامع عثمان افندي وتولى رئاسة تحرير مجلة الحقوق قبل دخوله الكلية وبالرغم من التأتأة التي تلاحق كلامه احياناً فانها تهرب امام بلاغة قوله وفصاحة لفظه ودقة بيانه وجمال تصويره ، وكان القاضي البغدادي منير القاضي صاحب مجلس ثقافي اسبوعي في بيته في محلة الشيخ بشار من كرخ بغداد في البداية وبعد ذلك انتقل مجلسه الثقافي الى داره الكائنة في محلة مجيد باشا ، وعلى ضفاف نهر دجلة ولقد ترك للمكتبة العربية ما لم يتركه آخر ، ومن مؤلفاته الاظهار والنحو ومنظومة علم البحث والمناظرة ونظم الحروف والمعاني وتسهيل الخط العربي وادب القصة في الرقان الكريم والمثل في القرآن الكريم ومن مؤلفاته القانونية كتاب شرح مجلة الاحكام العدلية وشرح الاحوال الشخصية و محاضرات في القانون المدني وشرح قانون المرافعات وكتاب ملتقى البحرين في القانون المدني وكتب كثيرة أخرى واهمها ديوان شعره فقد كان شاعرًا واختتم حياته بفضيلة جميلة عندما اوصى ان تكون مكتبته وقفًا للنفع العام وتم اختيار داره الواقعة في كورنيش الاعظمية التي لها اطلالة على نهر دجلة محلًا لهذه المكتبة وفي 1969/2/9 توفي في السنة نفسها التي توفي فيها مصطفى جواد. وبعد الا يستحق مثل هذا الرجل الاحتفال به كقاض انعدم مثيله وانقطع نظيره ؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة