ولدت الشاعرة مايا أنجيلو بتاريخ 4 ابريل 1928 في مدينة سانت لويس من ولاية ميزوري في الولايات المتحدة، باسم مارغريت جونسون. وكان اخوها الوحيد قد أطلق عليها اسم مايا عندما كانوا صغاراً. ثم اتخذت اسم مايا أنجيلو بعد زواجها من بحار يوناني سنة 1952 اسمه توش انجيلو ودخولها عالم الفن والمسرح.
مايا أنجيلو تعتبر صوتاً من أعظم أصوات الأدب المعاصر بوصفها امرأة ريادية متميزة. كشاعره، أكاديمية، مؤرخة، ممثلة، كاتبة مسرحية، ناشطة في الحقوق المدنية، منتجة ومخرجة، د. مايا أنجيلو تواصل السفر وحضور المناسبات في انحاء العالم، ونشرما لديها من حكمة وخبرة في الحياة. وهي تتقن خمس لغات، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، وغرب افريقية(فانتي).
لها من المؤلفات اثنا عشر كتاباً صنفت ضمن المؤلفات الأكثر مبيعا، منها: (أعلم لماذا يغني الطائر الأسير)، و (أغنيه أطلقت الى السماء)، و (حتى النجوم تبدو موحشة).
كممثلة، ظهرت مايا أنجيلو في عديد من البرامج التلفزيونية والمسلسلات والأفلام الوثائقية. كما انها حصلت على ترشيح لجائزة ايمي لقيامها بدور الجدة في المسلسل الأمريكي الشهير (الجذور).
حصلت مايا انجيلو على عدد من الجوائز منها ميدالية الرئيس للفنون وجائزة جرامي لأفضل عمل صوتي. كما أن رايتر دايجست صنفتها ضمن أفضل مئة كاتب للقرن العشرين. كما انها منحت (48) شهادة فخرية من قبل جامعات في أنحاء الولايات المتحدة.
في عام 1981، تم تعيين د. مايا أنجلو مدى الحياة لمنصب رينولدز بروفيسور للدراسات الأمريكية في جامعة ويك فوريست، في ولاية نورث كارولينا.
في كانون الثاني / يناير 1993 أصبحت الثانية من الشعراء في تاريخ الولايات المتحدة ممن كان لهم شرف كتابة وقراءة عمل أدبي في حفل تنصيب الرئيس للولايات المتحدة بمساهمتها بتنصيب الرئيس بيل كلينتون وذلك بدعوة منه.
قصيدة (ومع ذلك أنهض) من قصائدها الشهيرة المعبرة عن تجاوز الضعيف ضعفه والتغلب على المجابهات لينهض من جديد ويتخطى الصعاب وهي تعبر فيها عن حلم التحرر من العبودية والإذلال. وقد كان لي الحظ لأحظى بلقائها شخصياً في أوائل الثمانينات والاستماع اليها وهي تردد هذه القصيدة على المسرح بدعوة من الجامعة التي كنت أدرِّس فيها. شاهدت شخصياً سحر أدائها المسرحي في قراءة مقاطع قصيدتها بصوتها المعبر وإحساسها المفعم الذي يسحر المستمع وينقله الى أجواء توحي بتلاشي الفروقات في اللون والعرق وتعطي القوة لتجاوز كل هذه الفروقات وتحقيق الحلم المنشود.
ومع ذلك أنهض
من نصوصها
لكَ أن تكتبني في مدوَّنة التاريخ
بمريرِ أكاذيبكَ المحرَّفة
لكَ أن تدوسَني تماماً في الوحْل
ولكن مع ذلك، كالغبار سوفَ أنهض
هل تزعجكَ أناقتي؟
لماذا تكتنفكَ الكآبة؟
لأنني أختالُ وكأن لديَّ آبارَ نفطٍ
تضخُّ في مسكني
كما الأقمارُ وكما الشموسُ،
بيقينِ المدِّ والفصول،
وكما الآمالِ تنطلق عالياً
سوف أنهض
هل أردتَ أن تراني ذليلةً؟
مطأطأ الرأسِ خافضةَ العينين؟
بأكتافٍ تنحدرُ كقطراتِ الدموع.
موهنه بتوسلاتي المستعطفه.
هل يغيظك كبريائي؟
هوِّن عليك لا تُمعِنْ في الغيظ
لأني أضحك كما لو أن لدي مناجمَ ذهبٍ
نُقبت في فناءِ منزلي
لكَ أن ترميني بسهامِ كلماتِك
لكَ أن تطعنني بنظراتِ عينيك
لكَ أن تقتلني بكراهيتِك
ولكن مع ذلك، كما الهواءُ،
سوف أنهض
هل تزعجكَ جاذبيتي؟
أتعجبُ
أنني أرقصُ كما لو كان لديَّ ماسٌ
من أكواخِ عارِ التاريخ
أنا أنهض
من ماضٍ تأصّلَ في الألم
أنا أنهض
أنا بحرٌ أسودُ، متوثبٌ وعريضٌ
أتدفقُ وأعلو وأشقُ طريقي في التيار.
تاركةً ورائي ليالي الرعبِ والخوف
أنا أنهض
إلى فجرٍ جليٍّ رائع الإشراق
أنا أنهض
حاملةً معي الهدايا التي جادَ بها أجدادي،
أنا الحلمُ والأملُ للرقيقِ المملوك
أنا أنهض
أنا أنهض
أنا أنهض
(مايا أنجيلو) الولايات المتحدة