منظّمات المجتمع المدني تندد بفتوى قتل اتباع الديانة الزرادشتية في الإقليم

طالبت باحترام حرية الدين والمعتقد

السليمانية ـ عباس كاريزي:

بالضد من العنف والاضطهاد الديني وتقييد الحريات والتجاوز على حقوق المعتقد والدين والمذهب، نظم العشرات من النشطاء والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني تجمعاً في حديقة نالي وسط محافظة السليمانية امس السبت، للتنديد بالفتوى التي اطلقها احد رجال الدين، والتي دعا فيها الى قتل اتباع الديانة الزرادشتية في الاقليم.
الدكتور فاروق رفيق رئيس مجمع دار الحكمة قال في مؤتمر صحفي خلال تجمع شارك فيه العشرات من المثقفين ونشطاء المجتمع المدني واتباع الديانة الزرادشتية في الاقليم في حديقة نالي وسط محافظة السليمانية، ان هذا التجمع جاء لرفض تقييد الحريات وفرض ارادة دين او مذهب معين على المواطنين في الاقليم، وقال «لقد تجمعنا للتنديد بمحاولة عدد من دعاة الاسلام لمصادرة الحريات الشخصية والدينية والعامة وفرض ايدليوجيتهم على المواطنين والتي تمثل تهديداً صريحاً لحرية الافراد في اختيار معتقداتهم الدينية.
رفيق اضاف «نحن نرى يومياً العديد من التجاوزات على حرية الافراد والمجتمع من قبل الاحزاب والاديان التي تعتزم عبر القهر السياسي والديني الى تغييب الفكر والوعي ومنع التطور الفكري والعقلي والحداثة بما يتيح حرية العقل والمذهب.
رفيق اضاف ان النشاطات التي تنظمها (بيت الحكمة ومركز غزل نوس) ستستمر وستستضيف هذه ممثلا عن وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وممثلين عن القوة والاحزاب الاسلامية في الاقليم لمناقشة قضية وموضوعة التشدد والتعصب الديني في الخطب والمواعظ الدينية من على منابر الجوامع.
وكان امام وخطيب جامع الملا رسول بمحافظة السليمانية رجل الدين المعروف بالملا حسيب
الذي ينتمي الى الجماعة الاسلامية في كردستان بزعامة ملا علي بابير قد اصدر فتوى امهل فيها اتباع الديانة الزرادشتية في الاقليم ثلاثة ايام للعودة الى الدين الاسلامي وبخلافه طالب بتطبيق حد الشرع عليهم واعدامهم امام الملأ.
واضاف حسيب ان الاشخاص الذين يستبدلون ديانتهم الاسلامية بديانة اخرى في الاقليم، اذا لم يعودوا عن كفرهم ويتراجعوا عن تركهم الاسلام فان السلطة يجب ان تطبق شرع الله وتأمر بقتلهم.
بدورها اعلنت ممثلة اتباع الديانة الزرادشتية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية اوات حسام الدين في تصريح للصباح الجديد عن اقامة دعوى قضائية ضد الفتوى التي اطلقها رجل الدين ملا حسيب، التي يبيح فيها قتل غير المسلمين.
واضافت حسام الدين «اننا قمنا بتسجيل دعوى قضائية في محكمة محافظة السليمانية ضد الملا حسيب امام وخطيب جامع ملا رسول بمحافظة السليمانية، مؤكدة ان المحاكم استقبلت بنحو ايجابي الدعوى التي اقاموها ضد الملا حسيب موضحة ان القضية اذا لم يتم تفعيلها في محاكم السليمانية فاننا مضطرون ان نتوجه الى الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان العالمية والادعاء العام نظراً لان الفوى التي اطلقها رجل الدين تضع حياة 300 الف شخص في الخطر.
وعدت حسام الدين فتوى الملا حسيب ضد اتباع الديانة الزرادشتية في الاقليم فتوى داعشية، لا تنسجم مع الواقع الراهن لحقوق الانسان وحرية المعتقد والدين في الاقليم، مشيرة الى وجود 8 اديان مسجلة رسمياً بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية في الاقليم منذ عام 2015 ولهم ممثلون في الوزارة، وتابعت «ان المادة خامساً من قانون وزارة الاوقاف للعام 2015 تسمح بتغيير الدين والمذهب من الاسلام او أي دين آخر الى أي دين يختاره الشخص».
وكان محافظ السليمانية وكالة سردار قادر وجه مدير الاوقاف بمحافظ السليمانية لتشكيل لجنة للتحقيق في الفتوى التي اطلقها ملا حسيب ضد اتباع الديانة الزرادشتية، مؤكداً ضرورة احترام خصوصيات كل دين ومذهب وعد المساس بها تحت اية مبررات او ذرائع.
بير فرهاد مرشد اتباع الديانة الزرادشتية بمحافظة السليمانية عدّ من جانبه، ان التعصب والتشدد الديني يمثل خطرًا كبيرًا على التعايش والسلم الاجتماعي في الاقليم، وقال عندما افتتحنا اول مركز للديانة الزرادشتية في السليمانية واجهنا سيلا من الاعتراضات والتهم، ونحن لحد الان نشعر باننا غير امنين ونتوقع ان نشهد ردود فعل عنيفة من قبل التيارات المتشددة في كل وقت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة