جمال جاسم أمين: “البديل الثقافي ” رحلة تبدأ ولا تنتهي

حاورته: نادية المحمداوي

الثقافة بمجملها إذا كانت شعرا أو قصة أو رواية. كلها مفردات تدخل في خضم روح الكاتب. لا تبخسوا حق الكاتب أبدا، لأنه يواجه بكلماته أولا نفسه التي تراوده من كل الجهات وتعصره وتفتت أوصاله حتى يصل لروح الكلمة التي هي (بوابة المحبة ) نعم الكلمة بوابة المحبة . النتاج الادبي الذي يمتد للثقافة التي ندافع عنها اليوم من كل هؤلاء المتطفلين عليها ولكننا أيضا نرى بأم أعيينا أن السيل يأتي من قوة وجودنا كأفراد. نعم ، لدينا كم هائل من الكتاب والروائيين والشعراء .هذا ليس ببعيد عن العراق، بل العكس، العراق يكتب عكس المقولة التي تقول لبنان تكتب ومصر تطبع والعراق يقرأ، لكن الآن هو العكس، فالعراق يكتب وسيظل يكتب .المرحلة التي نحن بصددها لم تظهر على الساحة العراقية الثقافية شاعرا أو شاعرة يشار لهم بأنهم سوف يكونوا أفضل من البقية، أو أنهم وضعوا لمسة الجواهري أو المتنبي أو غيرهم من الشعراء الكبار .السبب هنا يشير اليه البديل الثقافي الذي تأسس ٢٠٠٥ ومؤسسه الأديب جمال جاسم أمين، حين قال: لنتوقف عن كتابة الشعر ونذهب لترميم الكلمة التي هي عنوان الثقافة البحتة .

س١

ماذا تعني الوقفة الحقيقية للشاعر جمال جاسم أمين عندما أعلن أنه توقف عن كتابة الشعر؟

ج…. السؤال دقيق ،، توقفت عن الكتابة و ليس عن الشعر ،، ليس بمقدور شاعر حقيقي أن يتوقف عن الشعر بوصفه أفقا و نبضا و مسارا، واذا حصل مثل هذا فالأمر لا يخلو من إشارة الى عدم أصالة تجربة هذا الشاعر الذي قد توقف عن الشعر !

أنا اتنفس الشعر وأعيشه بشكل لم تتحه لي الكتابة أو اللغة الأدائية المحسوبة وفق منسوب المنصات الاعلامية في مهرجانات يموت فيها الشعر .. المهرجانات في العراق أصبحت مقابر للشعر! من حيث تقصد دعمه وأ ترويجه .. هي تروج للا شعر ،، تروّج لاحتفالات مؤسساتية تديم وجود البعض في مواقع إدارية على حساب الشعر بوصفه إبداعا ٠

لكن للأسف نحن في زمن أزمة الاصغاء ،، اعتزالي الكتابة الشعرية كان من الممكن أن يتحول الى مناسبة شعرية نفحص من خلالها العيوب النسقية في الكتابة ! كنت أتمنى أن تحقق انتباها ما، لكن ضجيج المهرجانات لم يتح للمحتفلين أن يصغوا لحدث باذخ الدلالة مثل هذا! .. حدث أعده فريدا و مميزا، لأن هناك من الشعراء صمتوا أو توقفوا، لكنهم لم يعلنوا جهارا كما فعلت أنا .. أعلنت كي أحتج على هذا الهراء و كي أحمي النوع من تعويم الكم .. لا يحق للهديل أن ينسى نفسه في حضرة ( البوم ) مجاملة له على حسابه !

س٢:

ما مردود مجمل الثقافات التي يتحدث عنها الشاعر؟

ج.. .. ينبغي تحديد معنى المردوات الثقافية، هل هي الأثر المحسوب واقعيا أم المردوات غير المنظورة التي تحدثها الثقافة هنا وهناك دون أن نعرف بالضبط؟ أظن الشق الثاني أقرب للدقة ووفق هذا فأن المردون الثقافي الذي يحققه جمال لا أصفه بالكبير بل هو مهم وضروري لدعم الادب والثقافة عموما.

س٣:

هل نعد البديل الثقافي جدارا صلدا بوجه تبعية الكلمة؟

ج ….. البديل الثقافي ورشة أسئلة جادة في لحظة تاريخية و مفصلية على صعيد التحولات ،، هذا هو الوصف الأولي و كما ورد في بيان التأسيس سنة ٢٠٠٥ ، يُفهم من هذا أنه بالمطلق مع تحرير الكلمة و الموقف، أيضا من تتابع الاستهلاك و الاجترار الذي غالبا ما شكلت سمة عامة للجهد الثقافي ،، البديل الثقافي يبدأ حيث تنتعش المراجعات و التنقيب النقدي الدقيق بحثا عن الأجدى.

 

س٤:

مهرجان الجواهري وأسئلة أخرى في مداراتها؟

ج …. بعيدا عن التسميات ،، الجواهري أو غيره كنت أدعو دائما الى مهرجانات جدوى ،، الى فعل ثقافي خالص بعيدا عن الاحتفال العابر أو الفرجة الثقافية إن صح القول ،، في الغالب هذه المهرجانات لقاءات اجتماعية يتأخر فيها الثقافي عن الاجتماعي .. قلت هذا مرارا بقصد أن نعيد توجيه البوصلة نحو نوع أدبي فكري غير مفصول عن مواقف الانسان الكبرى. لكن للأسف في كل مرة يُساء الفهم فيظهر القول و كأنه موجّه ضد أحد ما في هذه المؤسسة أو تلك .. انا أنتقد الظواهر لا الأشخاص رغم علمي أنّ بعض الاشخاص صاروا جزءا أصيلا من هذه الظواهر بفعل الانتفاعات البسيطة والتي لا تساوي خسارة الموقف في كل حال.

س٥:

كيف ستبحث عن التيم لاستمرار البديل الثقافي؟ سؤالي هل تستطيع وحدك أن تدافع عن البديل وتزهو به خدمة للثقافة المقروءة والمكتوبة؟

ج … أنا أؤمن أن الثقافة حوار يتسع للآخر، وإنها فعل مشترك تغتني بمثل هذا الحوار ،، لا شك أن آخرين لهم الأهداف نفسها، وإن تكديس الأصوات وصمّها بعضا لبعض يؤدي الى صرخة ! .. الاحتجاج الثقافي موقف كبير يحتاج الى تضامن هذه الأصوات لفرك الصدأ عن مجمل الفعالية الثقافية العاطلة و المكرورة بلا جدوى! الثقافة هي نحن عندما نتحرر من عُقدنا ومن ال ( الأنا ) المغلقة عبورا للآخر تواصلا و انتاجا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة