بغداد – وداد ابراهيم:
الآثاري علي حسين عبيد بنيان واحد من خمسة آثاريين يعنون باللغة السومرية في البلاد ومن عشرة كتاب في العالم، ومن هنا يترجم اللغة المسمارية بدقة عالية، له الواح في المتحف المتجول في القشلة.
بنيان أنهى دراسته في كلية الاثار بجامعة الكوفة وعمل في المتحف العراقي كباحث ومترجم وكاتب واثاري، وجد نفسه امام مسؤولية كبيرة وهي نشر ثقافة الاثار العراقية التي تتميز عن حضارات العالم بأنها اخترعت الكتابة فكانت له صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي جمعت حوله عددا كبيرا من عشاق الاثار والكتابات والرموز.
الكتابة روح وحياة
عن تجربته مع الاثار يقول: الاثار العراقية عالم واسع وعظيم يكفي ان حضارة العراق، علمت العالم الكتابة باعتمادها نظام الرموز وليس الحروف الابجدية اذ وصلت بنضوجها الى 589 رمز، والكتابات على الاثار الصامتة وفي الالواح اجدها النقل الحي العابر للزمن والروح التي تنهض عبر الاف السنين لتعيد الحياة الى القصور والمعابد والابنية الماثلة في المدن والتماثيل الشامخة في المتاحف، وتتكلم عن احداث سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية ورغم صغر بعض الالواح الا انها تتحدث عن قضية انسانية او شعرية او قصة، وهناك نصوص فأل وتنجيم، شعرت ان علي ان اخرج هذا العالم الغامض الساحر الى الناس وانشر ثقافة الكتابة على الالواح، لان هناك من لا يستطيع الوصول الى المتحف العراقي ولا يمكن لأي شخص ان يلمس لوحا سومري كتبه امير او ملك او حتى مواطن عادي.
قلم الكتابة
وأكمل بنيان: وصرت اكتب على الالواح الطينية واتركها تجف لتصير لوحا سومريا بامتياز، وطريقة الكتابة تكون بقلم عبارة عن قطعة من الزجاج او الخشب ويكون الجانب الذي يضغط به على الطين ذي زوايا حادة ومستقيمة وعند النهاية يكون بزاوية 90 درجة. ولم اكتف بالكتابة بل تواصلت مع علماء آثاريين في العراق والعالم وحين صارت لي صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي باسم “اتونابشتم” وهو قائد سفينة نوح وبطل الطوفان وصار لي متابعين واصدقاء التقي بهم واكتب لهم اسماءهم. وصنعنا انا وبعض الآثاريين عددا من الشباب يعرف الكثير عن هذه اللغة وصارت تستعمل كعناوين لبعض المشاريع الاقتصادية واستخدمها بعض الصاغة بكتابة الاسماء كقلادة، وصار الكثير من الهواة يطلعون على الاثار من خلال اقامة جولات سياحية اثارية وقراءة ما يتعلق بالمواقع، وهذه ثقافة ليس من السهل نشرها وبسرعة، ويتواصل معي بعض الآثاريين من العالم لإجراء نقاشات وحوارات بيننا عن الكثير من القضايا الاثارية
الآثاري مكتشف
اما عن عمله في اثار النجف فقال: اعمل منقبا في مديرية اثار النجف واتعامل مع المواقع قبل التنقيب في كيفية تحديد الزمن الذي يرتبط به الاثر وبعد التنقيب تبدأ دراسة الاثر بشكل علمي، وثم تكون هناك عملية مطابقة بين الاثر وما نمتلك من معلومات اولية عنه، وانا الان بصدد دراسة الماجستير من اجل صقل معلوماتي الاكاديمية.