الفتح يواصل معركته ضدّ المكلف لجعله ينسحب أو يسقط بالتصويت
بغداد- وعد الشمري:
أكدت كتلة النصر، أمس الأحد، مضي رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي بمهمته، نافية نيته الاعتذار، مشددة على أن عملية اختيار الوزراء سوف تنتهي خلال الأيام العشرة المقبلة، لافتة إلى تلقيه السير الذاتية لعدد من المرشحين، وأن الاختيار سيكون بالتشاور مع الكتل السياسية.
وفي مقابل ذلك، جددت قائمة الفتح رفضها التكليف، وحملت رئيس الجمهورية ما وصفته “التجاوزات المتكررة للدستور”، وتحدثت عن عزمها حث الزرفي على ترك مهمته واختيار بديل عنه، أو إسقاطه في مجلس النواب بالتنسيق مع شركائها من المكونات الأخرى.
وفي هذه الأثناء، ألمحت القوى الكردية إلى دعمها الزرفي، لكنها رفضت الإفصاح عن ذلك بنحو علني، وطالبت بمزيد من الحوارات، محذرة في الوقت نفسه من تهميش عملية تشكيل الحكومة.
وقال النائب عن كتلة النصر فالح الزيادي، إن “عملية تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة قدّ تمت وفق السياقات الدستورية، وحصلت بتأييد من المحكمة الاتحادية العليا”.
وأضاف الزيادي، في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “الحديث عن نيّة رئيس الحكومة المكلّف الاعتذار عن التكليف عار عن الصحة، والهدف منه خلط الأوراق”.
وأشار، إلى أن “الزرفي ماض في تشكيل حكومته، وسوف يعتمد على العامل العددي في مجلس النواب، من خلال تصويت الأغلبية، وليس بالضرورة أن يكون هناك إجماعاً عليه”.
ولفت الزيادي، إلى أن “أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب خرجوا من عباءة ووصاية الكتل السياسية، وسوف يجري تمرير الحكومة بالنظر لما يتمتع به الزرفي من مواصفات تمكنه من إدارة البلد في هذه المرحلة الخطرة”.
وبين النائب عن النصر، أن “مفاوضات الزرفي مع الكتل السياسية قد خرجت بنتائج إيجابية على صعيد اختيار المرشحين، وكذلك البرنامج الذي ستعمل عليه الحكومة خلال المرحلة المقبلة، ونأمل من الجميع أن يتحمل مسؤولياته بالنظر للتحديات التي تواجه العراق”.
وشدد الزيادي ، على أن “نصف مدة التكليف قدّ مرت، والانتهاء من عملية اختيار الوزراء من المتوقع أن تنتهي خلال الأيام العشرة المقبلة”.
وتحدث، عن “مواصفات تم تحديدها لكل وزير بما يتناسب مع طبيعة علمه”، وكشف، عن “استلام الزرفي السيّر الذاتية للمرشحين من اجل الإطلاع عليها واختيار الأفضل من خلال التشاور مع جميع الشركاء السياسيين”.
وأكمل الزيادي ، إن “عملية الترشيح قد انتهت، وعلى الكتل السياسية أن تعي ذلك، كما أن الزرفي سوف يحاول إلى اللحظة الأخيرة إقناع المعترضين على تكليفه بضرورة العمل معه بما يخدم مصلحة العراق”.
من جانبه، ذكر النائب عن قائمة الفتح حامد الموسوي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “تكليف الزرفي يأتي ضمن سلسلة الانتهاكات المتكرّرة من قبل بعض القوى السياسية ورئيس الجمهورية للدستور”.
وتابع الموسوي، أن “الاعتراض على الزرفي لم يكن على أساس تكليفه غير الدستوري فحسب، بل أنه شخص جدلي لا تنطبق عليه الشروط المطلوبة”.
ويرى، أن “سيناريو رفض محمد توفيق علاوي سوف يتكرّر مع الزرفي أيضاً، بالنظر للرفض الكبير الذي تعرضا له من قبل اغلب الكتل السياسية ونوابهم”.
وأكد الموسوي، أن “القوى الشيعية المعترضة أمام خيارين، أما أن تحثّ الزرفي على الاعتذار بغية تكليف مرشح بديل عنه بأسرع وقت وهي باشرت بهذه الإجراءات، وإذا أصر على تقديم مرشحيه سوف نسقطه في جلسة التصويت بالتعاون مع الشركاء من المكونات الأخرى”.
ودعا الموسوي، “رئيس الوزراء المكلف إلى الاعتذار فوراً، ولا يستنزف المزيد من الوقت على حساب المصلحة العامة، بالتزامن مع الأزمات السياسية والصحية والاقتصادية التي يعيشها العراق”.
وواصل، إن “إرادة سياسية واضحة تحاول فرض نفسها من خلال السعي لإفراغ منصب رئيس الوزراء بوصفه المركز الأول في الدولة من أجل الوصول إلى مرحلة اللا حكومة”.
ومضى الموسوي، إلى أن “الكتل الشيعية هي المسؤولة عن اختيار رئيس الوزراء بوصفها المكون الأكبر في مجلس النوّاب، وليس لرئيس الجمهورية أو أي جهة أخرى القفز على هذا الحق وسلبه”.
إلى ذلك، أفاد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، إلى “الصباح الجديد”، بأن “إقليم كردستان يتابع تطورات الأحداث السياسية في بغداد، ولا يريد الاستعجال في الإدلاء بموقفه؛ لعدم رغبته الدخول في صراع مع جهة ضدّ الأخرى”.
ويعرب سلام عن أمله، بأن “تتوافق الكتل الشيعية على المرشح، من أجل تشكيل حكومة قويّة تضمن حقوق جميع المكونات العراقية”.
ولفت، إلى أن “الزرفي كان واضحاً في طرح رؤيته لإدارة الدولة، وهو ما ولّد نوعاً من الارتياح لدى عديد من الكتل السياسية حول برنامجه الوزاري”.
ويسترسل سلام، أن “القوى الكردية تحتاج إلى الاطلاع بنحو مكثف على البرنامج الحكومي، وكذلك آلية اختيار المرشحين للوزارات، من أجل الاتفاق على موقف موحد”.
وأوضح، أن “جميع تلك الأمور سوف تحسمها المفاوضات المباشرة مع رئيس الوزراء المكلّف، وهو ما سيحصل خلال الأيام المقبلة وقبل انتهاء المهلة الدستورية”.
ونصح سلام بـ “عدم تكرار مواقف علاوي عندما أراد إقصاء المكون الكردي، وبالتالي تعرض للرفض واضطر للاعتذار عن مهمته، وعلى الزرفي أن يحمل رؤية مختلفة ويتعاون مع الجميع في انجازها، ويستمع ويتفاوض ويخرج بنتائج ايجابية توافقية”.
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح قد كلّف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، ما ولّد انقساماً كبيراً في القوى الشيعية بين مؤيد ومعارض.