تحديات اجتازها المتظاهرون اثبتت تفوقهم

شباب يفعلون المستحيل

بغداد – ظفار اسماعيل:

بالرغم من الامكانيات البسيطة ،والخبرات المتواضعة ،انجز الثوار نجاحات هائلة ،عجزت عنها وزارات الدولة لوقت طويل ، بتفانيهم واخلاصهم وقدرتهم التي ازاحت عنها ثورتهم الغبار اثبتوا بانهم شباب قادرون على فعل المستحيل، كاقامة المهرجانات واعادة الكهرباء ،للمباني ،وتنظيم السير، وضبط خط المواصلات ونقل المحتجين من ساحات التظاهر واليها مجاناً ،وبقدرة تنظيمية هائلة عبرت عن قدرة الفرد العراقي على اداء الكثير من المهام التي تكلف الدولة مبالغ طائلة بكلف بسيطة وبتنظيم اعلى .

سمبوزيوم لرسوم الاطفال
تحت خيمه جميله ، منظمه ، تناثرت فيها العاب الاطفال والوان وكراسات ، وموسيقى وفراشات معلقة على الخيمة تجمع الاطفال المساندين للثورة والمشاركين فيها ، بعيداً عن اصوات العنف وصرخات المصابين ،واخطار القنابل المسيلة للدموع ،ليحفر هذا اليوم ذكرى لن تزول من مخيلتهم سيحكونها قصصاً لاطفالهم ويقصون عليهم كيف انهم ذات يوم كانوا مع ابطال الثورة جنباً الى جنب وان الظلم مهما طال لن يدوم .

الانوار تضئ المطعم التركي
تحول مبنى شبه مهجورقرب ساحه التحرير التي يتجمع فيها المحتجون الى رمز من رموز الحراك الشعبي في ثورتة المتواصلة ضد الفساد ،اذ ان لهذا المبنى تاريخاً حافلاً باحداث العنف والاحتجاجات في العراق ، وكثيراً ما تنافس المحتجون والقوى الامنية للفوز بهذا المكان نظراً لموقعه المهم ،الذي يشرف من جهة على ساحة التظاهر حيث يسمح ارتفاعه العالي بالاطلال على مجمع الجسر والمنطقة الخضراء مقر الحكومة العراقية في الجهة الثانية .
اختارالمشاركون في الاحتجاجات الاخيرة ، الاحتماء بجدرانه وطوابقه الفارغة معتلين سطح بنايته محتمين به من الدخان المسيل للدموع والرصاص المطاطي او الحي.
هذا المكان يتألف من 14 طابقاً تم انشاؤه في عام 1983 ، ،سمي بالمطعم التركي على اسم مطعم كبير في اعلى طوابقه تميز بشرفاته الواسعه التي تطل على مدينة بغداد
اول حادثة عنف يشهدها المبنى هي : تعرضه للقصف الاميريكي في حرب الخليج الثانيه عام 1991 لتؤثر على هيكل المبنى وبالرغم من ذلك تم استعمال بعض من طوابقه في اواخر التسعينيات لتشغله هيئة الرياضة والشباب لاحقاً في عام 2001.
وقصف المكان مرة اخرى عام 2003 في معركة سقوط نظام البعث المباد حيث وجهت القوات الاميركية القذائف للقضاء على مجموعة من المسلحين التابعين لنظام البعث.
اما في الوقت الحاضر فقد اتخذ المتظاهرون السلميون من هذا المبنى مركزاً ستراتيجياً لهم تسابقوأ مع رجال الامن طويلًا للحصول عليه، ليستقروا فيه ،ويتخذونه مبيتاً لهم ويشرعون بانارته ،واعادة الكهرباء والاضاءة لطوابقة ، وانشاء خط متواصل لسير سائقي (الستوتات نجوم الثورة )، بشكل سلس ومنظم بينما تنشر اتعليمات والتوصيات على جدرانه عن طريق طباعة اللافتات والمنشورات المتضمنة توصيات اخلاقية للمشاركين وارشادات طبية لضمان سلامتهم ، وتعليقها ، بينما تحول جزء من الطابق الرابع عشر الى مركز طبي لعلاج المصابين ، وبجانب هذا يستمر العمل على اعاده تأهيل الطوابق الاخرى عن طريق توصيل الطاقه الكهربائيه وصبغ الجدران وتنظيفها وتأهيلها لاحتواء عدد اكبر من المتظاهرين وبرغم الاعداد الكبيره المتزاحمة على دخول هذا المبنى يلاحظ التنظيم الكبيرلتسهيل الدخول والخروج منه واليه ، حيث تشرف مجموعة من المتظاهرين على نجاح العملية .

التآخي واختفاء ظاهرة التحرش
حتى هذه اللحظة لم تؤشر أي حادثة تحرش بالفتيات بين المحتجين كما تضمن تقرير اصدرته منظمة حقوق الانسان في العراق ، بل على العكس من ذلك يعمل كلا الجنسين بتفان كبير وروح تاخي متفرده وتكاد تكون هذه المرة الاولى التي يجتمع فيها شباب من كلا الجنسين في العراق من دون تسجيل حادثة تحرش واحدة من اي نوع كانت .
سائقو سيارات التكتك يقومون بايصال المحتجين مجاناً من والى ساحات التظاهر برغم حاجتهم الماسة لكسب معيشة يومهم .
المتظاهرون ممن يقدرون على التبرع يتبرعون لمساعدة الاخرين عن طريق انشاء صندوق لجمع التبرعات النقدية .
النوع الاخر من التبرعات هو فتح المجال امام الجميع للتبرع بالمواد الطبية والغذائية
انشاء خيم خاصة لطبخ الطعام وتوزيعه على الموجودين في ساحة التظاهر .
تبرع اصحاب المطابع بطباعة صور الشهداء الفردية والجماعية وتعليقها في الساحة وعلى سطح مبنى المطعم التركي .
انتشار الرسامين في ارجاء الساحة لتوثيق هذه الاحداث التاريخية واعادة ترميم وتصليح النصب والجداريات القريبة كترميم وتجديد جدارية الفنان العراقي فائق حسن (جدارية العمال ).
دور فعال لشابات العراق تمثل في الرعاية الطبية للمصابين وتجهيز المحاليل البسيطة لتنظيف العين من اثار الغازات المسبلة للدمع ،عن طريق خلط مسحوق الصودا بالماء المقطر، وغسل عيون المصابين بهذا المحلول المخفف من الم حرقة العين ، عزف الموسيقيات الشابات لانشودة موطني وسط الحشود المحتجة والتي أسهمت بتأجيج المشاعر الوطنية .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة