غوايدو يطالب مؤيديه بمواصلة التظاهرات غداة فشل انقلاب عسكري ضد مادورو

عدها «بداية النهاية» لنظام الحكم في فنزويلا

الصباح الجديد – متابعة :

دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو أنصاره إلى مواصلة التظاهر ضدّ الرئيس نيكولاس مادورو، الأربعاء غداة إعلان جنود ولاءهم له واندلاع اشتباكات بين قوات الأمن وبعض من مؤيّديه، بينما أكدت الحكومة «إفشال» انقلاب ضدها.
وقال غوايدو في شريط فيديو بثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء «أدعو القوّات المسلّحة إلى مواصلة التقدّم في عملية الحرية. غداً، في الأول من أيار/مايو – امس الاربعاء -، سنواصل في كل فنزويلا، سنكون في الشارع».
وأكد أن تظاهرات الأربعاء ستكون «الأكبر في تاريخ فنزويلا» في مسعاه للإطاحة بالرئيس الاشتراكي.
إلا أنّ مادورو بقي ثابتا بعد دعوة خصمه غوايدو الجيش إلى الانقلاب في محاولة فشلت على ما يبدو.
وأعلن مادورو الثلاثاء «إفشال» انتفاضة عسكرية نفّذتها ضدّ حكمه مجموعة صغيرة من العسكر المؤيّدين لغوايدو، متوعّداً المتورّطين في هذه «المحاولة الانقلابية» بملاحقات جزائية.
وأضاف في خطاب ألقاه من القصر الرئاسي في كراكاس وقد أحاط به وزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين أنّ ما جرى «لن يظلّ من دون عقاب، وقد تحدّثت مع النائب العام وعيّنت ثلاثة مدّعين عامّين هم بصدد استجواب كلّ الأشخاص الضالعين».
وأكّد أنّ «المدّعين العامّين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام».
وتصاعد التوتر في فنزويلا هذا العام بعد أن أعلن غوايدو، رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، في 23 كانون الثاني/يناير نفسه رئيسا بالوكالة بموجب الدستور، معتبرا أنه أعيد انتخاب مادورو عن طريق التزوير العام الماضي.
وسارعت الولايات المتحدة وعدد من كبرى دول أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل والبيرو وتشيلي إلى دعم غوايدو، تبعتها بعد ذلك عدة دول من الاتحاد الأوروبي.

  • «لا عودة» –
    بعد نشر شريط فيديو مسجل في قاعدة عسكرية جوية في كراكاس تظهر فيه مجموعة رجال يرتدون بزات عسكرية، قال غوايدو المدعوم من الولايات المتحدة «استجاب اليوم جنود شجعان ووطنيون لندائنا».
    وانضم المئات تدريجيا الى المجموعة على جسر على الطريق السريع قرب القاعدة، ولوح العديد منهم بالاعلام الفنزويلية. فردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وعندها قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة.
    وقال غوايدو إنّ الخطوة تعد «بداية النهاية» لنظام مادورو مشيرا إلى أنه «لا عودة» في الطريق الذي يسلكه. وتابع في خطابه المسجل «أظهرنا أنّ هناك جنودا راغبين في الدفاع عن الدستور وأن هناك المزيد منهم».
    وارتدى الجنود المؤيدون لغوايدو شارات زرقاء على أذرعهم لإظهار ولائهم لزعيم المعارضة إلا أن عددهم بدا قليلا.
    واندلعت اعمال شغب في ارجاء البلاد، وجُرح العشرات وقتل شخص واحد، حسب ما اعلنت منظمات حقوقية.
    وفي البرازيل، أعلن مسؤول في الرئاسة البرازيلية الثلاثاء أنّ جنوداً فنزويليين طلبوا اللجوء إلى سفارة البرازيل في كراكاس، وبحسب وسائل إعلام برازيلية فإنّ عدد الذين طلبوا اللجوء إلى السفارة هو 25 عسكرياً.
    من جهته، لجأ أحد قادة المعارضة ليوبولدو لوبيز الذي حرره عسكريون الثلاثاء من الإقامة الجبرية المفروضة عليه، إلى سفارة تشيلي في كراكاس مع زوجته وأولاده الثلاثة، حسبما أعلنت وزارة الخارجية التشيلية في تغريدة على تويتر.
    وقالت السفارة إن «ليليان تينتوري وابنتها دخلتا كمدعوتين إلى بعثتنا الدبلوماسية في كراكاس ولحق بها زوجها ليوبولدو لوبيز قبل دقائق وسيبقى في هذا المكان مع عائلته»، مؤكدة «التزام تشيلي الوقوف مع الديموقراطيين».
    في مواجهة التطورات الجديدة، أكد مادورو ان قادة الجيش الفنزويلي أكدوا له «ولاءهم الكامل».
    وكتب على تويتر «اعصاب من حديد! تحدثت مع قادة جميع مناطق الدفاع ومناطق العمليات، الذين أعربوا عن ولائهم الكامل للشعب والدستور والوطن».
    وأضاف «ادعو إلى التعبئة الشعبية القصوى لضمان انتصار السلام. وسننتصر».
    وفي خطابه نفى مادورو من جهة ثانية ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أنّ الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده الثلاثاء للعيش منفياً في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.
    وقال الرئيس الفنزويلي إنّ «مايك بومبيو قال إنّ مادورو كانت لديه طائرة جاهزة لنقله إلى كوبا ولكنّ الروس منعوه من مغادرة البلاد. سيّد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقاً».
  • «شروق جديد» –
    في خطاب امام مسؤولين في قطاع الأعمال مساء الثلاثاء في واشنطن، كرر بومبيو آماله في أن مادورو سيختار العيش في المنفى في الأيام المقبلة. وقال «ينبغي أن أقول سيكون هناك شروق جديد غدا. فرصة الديموقراطية الفنزويلية، أنا واثق أنها ستبقى».
    واتهمت موسكو، اكبر مقرض لفنزويلا مع الصين، غوايدو بـ»إشعال الأزمة» في البلد الغني بالنفط، فيما دانت الحكومة السورية «محاولة الانقلاب الفاشلة».
    كما دانت بوليفيا وكوبا الدولتان اليساريتان في اميركا اللاتينية خطوات غوايدو الاخيرة.
    وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش كافة الأطراف لتجنب العنف، حذر قائد الجيش الفنزويلي من «حمام دم» في البلاد وقال إنّه «يحمل المعارضة مسؤولية اي عمل عنف أو موت أو سفك دماء».
    بدورها، دعت الولايات المتحدة الجيش في فنزويلا إلى حماية «المؤسسات الشرعية» ومن بينها الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة بقيادة غوايدو.
    وحذّر ترامب من أن واشنطن قد تفرض «حظرا كاملا وشاملا» وعقوبات أشد ضد كوبا إذا لم تتوقف عن الدعم العسكري لفنزويلا.
    ورغم أن ترامب قال مرارا إنّ «كافة الخيارات» مطروحة على الطاولة بخصوص فنزويلا، بما فيها ضمنيا العمل العسكري، لم تلاحظ أي حشود عسكرية أميركية في المنطقة.
    عوضا عن ذلك، ضاعفت واشنطن ضغوطها الاقتصادية عبر فرض عقوبات على نظام مادورو تشمل وضع قيود على بيع النفط الفنزويلي، الذي يشكّل أكبر مورد للدخل القومي في البلد الذي تمزقه أزمة افتصادية خانقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة