– 1 –
سمعنا بما قاله قديما الحسن بن رشيق
مما يزهدني في أرض أندلس
سماعُ معتصمٍ فيها ومعتضِدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعها
كالهرّ يحكي انتفاخاً صولةَ الأسدِ
واليوم :
نشهد إطلاق الألقاب الكبيرة دون هوادة، على مَنْ لا يصح أنْيُطلق عليه (أصغر) الألقاب والعناوين …!!
– 2 –
هناك من يسميّ نفسه بالدكتور فلان ، او يسمونه بالدكتور فلان ، وهو لا يحمل أية شهادة أكاديميّة معتبرة ..
فهي ليست الا مسألة يُضحك فيها على الذقون …
وإنا لله وانا اليه راجعون
حدثني بعض الأحبة قائلاً :
ان احدهم قدّم شهادة الثانوية العامة الى المفوضية العليا للانتخابات ضمن ما قدّم من مستندات، ولم يقدّم شهادة أعلى رغم ادعاءاته العريضة المعروفة …
لماذا ؟
لانه يخشى التدقيق ، والاحالة الى القضاء حين ثبوت التزوير ..!!
ان اطلاق اللقب العلمي على (الأجوف) البعيد عن الاجواء العلمية ،استخفاف بكرامة العلم ، وانتهاك لحرمة الناس ، وكذب صريح ، وغش واضح، بمقتضى موازين الاخلاق، وهل ثمة ما هو أسوأ من الافلاس وفق معايير الدين والعلم والاخلاق ؟
– 3 –
وتحتاج المقامات الدينية العليا الى مؤهلات علمية حقيقية،تتمثل بالاجتهاد المطلق والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية في كل المسائل والمشاكل ، وهذا مالا يتوفر عليه الادعياء يقينا .
أين (المرجعية) ممن لم يشم رائحة الفقاهة فضلا عن الفقاهةالعالية ؟
وأين (العدالة) فمن لا يتحرج من اصطناع الحيل والأكاذيب ؟
– 4 –
ان العلماء الربانيين العظماء يكتفون بذكر اسمائهم مجردة من الألقاب ، وينأون بأنفسهم عن كل ألوان العناوين الزائفة .
خذوا الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر مثلاً :
انه باعتراف العالم كله شخصية استثنائية فريدة والاّ فما معنى (النصب) الذي صنعته له جامعة موسكو ؟
انه المرجع المجدد صاحب النظريات والأفكار التي بهرت الأوساط العلمية لا في الفقه وفي علوم الدين فحسب، بل في علوم شتى ليست الفلسفة والاقتصاد والاجتماع بعيدة عنها …
ومع ذلك كله لم يكتب لنفسه اي لقب أو عنوان ،كان يكتفي ان يكتب في ختام مقدمة كل كتاب اسمه مقرونا باسم النجف الاشرف فقط .
– 5 –
ان عملية تسويق (الذات) بالأباطيل والحيل، مرفوضة بكل المعايير، وهي تماماً كانتفاخ الهرّ يحكي صولة الأسد ..!!
– 6 –
ان مطلقي الألقاب الزائفة على أنفسهم ينسون أنهم يجنون على أنفسهم قبل جنايتهم على الآخرين ..!!
حسين محمد هادي الصدر
ألقاب في غير موضعها ..
التعليقات مغلقة