اربيل ـ أحمد حسن:
اتهم ناشطون مدنيون حكومة اقليم كردستان، بـ»التقصير» اتجاه مساعدة النازحين، وفيما نفى حزب الديمقراطي الكردستاني تسلم حكومة الاقليم اية مساعدات مالية من المجتمع الدولي.
وافاد وزير التنمية الدولية الكندي كريستيان بارادايس، أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية بـ٥ ملايين دولار، إلى الإيزيديين الذي تعرضوا إلى عدوان من تنظيم «داعش» في العراق.
وأشار بارادايس، في بيان صحفي، الى أن الأقليات الدينية تمر بظروف صعبة في العراق، وأن بلاده ستقف بجانبهم في محنتهم التي يواجهونها جراء الهجمات التي تقوم بها «داعش».
وأضاف الوزير الكندي أنهم سيوزعون مساعدات تقدر بمبلغ مليونين و٢٥٠ ألف دولار على الإيزيديين، عبر الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الكندية، ميركي كوربس، وسيف ذا تشيلدرين (حماية الأطفال).
ولفت بارادايس، أنهم سيرسلون المبلغ الباقي (٢.٧٥ مليون دولار)، عقب وصول تقارير من المنظمات المذكورة بشأن توزيع الجزء الأول من المبلغ.
وقال الناشط المدني ريسان الجاف، في تصريح للصباح الجديد»: إن «حكومة الاقليم متباطئة في مساعدة النازحين، على الرغم من تسلمها اموالا من منظمات دولية، وبعض دول الاتحاد الاوربي، واميركا، فضلا عن دعم الحكومة الاتحادية اليها ومكتب الامم المتحدة في العراق».
وطالب الجاف محافظ دهوك كونه المسؤول عن خلية اغاثة النازحين في الاقليم بـ «الكشف عن المساعدات الدولية التي تلقها من الدول».
وفي المقابل، نفت فيان دخيل النائبة عن حزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الاقليم مسعود البارزاني تلقي حكومة الاقليم مساعدات مالية .
واوضحت دخيل في تصريح الى «الصباح الجديد»، «ليست لدية اية معلومات عن تلقي حكومة الاقليم مساعدات دولية»، مشيرة الى ان «محافظ دهوك هو المسؤول عن غرفة العمليات الخاصة للنازحين، واتصور اذا حاصل على دعم دولي لكان اخبرني».
ومضت بالقول ان «الدعم الذي تلقته غرفة العمليات هو فقط وزير المالية في الاقليم والبالغ 15 مليون وعشرة ملايين دولار من قبل رئيس حكومة الاقليم، وهذه الاموال لا تسد حاجة النازحين من مأكل ومشرب لمدة عشرة ايام، ونحن بحاجة الى دعم اكبر».
وتطرقت دخيل في تصريحها الى دعم بغداد للنازحين، وقالت ان «الحكومة الاتحادية، منذ يوم الاول من الازمة، قدمت مساعدات للنازحين في الاقليم منها مواد غذائية، فضلا عن تقديمها الجهد العسكري في نقل المحاصرين في جبل سنجار، لذا فان الحكومة الاتحادية متعاونة».
وبدوره، أعلن محافظ دهوك فرهاد الأتروشي، حالة الطوارئ في المحافظة، نتيجة إستقبال المدينة ما يقارب الـ 700 ألف نازحاً.
وطالب محافظ دهوك، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الإسراع بتقديم المساعدات للمحافظة لعدم قدرتها على إستيعاب مثل هذه الأعداد الهائلة من الأهالي الذين نزحوا من مناطق سكانهم والذي زاد على عدد سكان مركز المحافظة الأصليين.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة دهوك إستقبلت في الآونة الأخيرة المئات من الأهالي من سوريا والموصل وشنكال وغيرها من المحافظات الساخنة نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية.
واعرب مصدر اممي مسؤول في اربيل، عن استغربه من قلة الدعم الانسانية للنازحين في دهوك واربيل، متسائلا بالقول اين «الاموال التي تلقتها غرفة العمليات الاغاثة في الاقليم.
وقال ان «الامم المتحدة ممتعضة من الجهد المتلكئة الذي تقدمه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في الاقليم»، لافتا الى ان هناك منظمات مجتمع في اربيل ودهوك بعيدة عن العمل الانساني وغايتها الاساسية هي التجارة»، لافتا الى» وجود بينها منظمات مشبوهة، واخبرنا الجهات الامنية عنها ونتمنى اتخاذ الاجراءات الازمة بحقهم».
وطالب مسيحيون وايزيديون في اقليم كردستان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بمساعدتهم في العودة الى مناطقهم الاصلية في نينوى وانهاء معاناتهم مع النزوح.
الى ذلك قال وكيل امير الطائفة الايزيدية في العالم حازم سعيد تحسين، انهم تلقوا وعوداً من وزير الخارجية الفرنسي بدعهم ومساعدتهم وقال في تصريحات بعد لقائهم مع فابيوس: «اعطانا الوعود بمساعدة كردستان والايزيدية لان الاوضاع غير جيدة وهناك نحو 80 الف مازالوا باقين في جبل سنجار، وهناك عمليات اغاثة ولكن تصل لقرابة 40% منهم. والمعلومات عن قتل الايزيديين ليست اكيدة ولكن هناك نحو 500 من نساء واطفال ورجال الايزيديين محجوزون في سجن بادوش في الموصل.
فيما ركزت مطالب النازحين المسيحيين مع وزير الخارجية الفرنسي على العمل لطرد المسلحين من مناطقهم وتوفير الحماية لهم ليتمكنوا من العودة اليها. وقالت إحدى نازحات لاذاعة العراق الحر في باحة كنسية مار يوسف بعنكاوا: «نريد ان نرجع ان وفروا لنا الامان وطردوا المسلحين من مناطقنا لانهم اخذوا كل شيء منا».
بدوره وجه رئيس اقليم كردستان العراق دعوة الى دول العالم بدعم قوات البيشمركة بالسلاح لمواجهة مسلحي «داعش»، مؤكدا ان البيشمركه تخوض حالياً حربا غير متكافئة في الجانب التسليحي، واضاف «لن نطلب ابدا من اصدقائنا ارسال اولادهم للقتال هنا، لانها معركتنا ونحن سوف نقوم بها، ولكننا نطالبهم بمساعدتنا وتزويدنا بالاسلحة التي يمكن بها دحر هؤلاء الارهابيين، وثانيا نحن سعداء بالدعم العسكري الجوي عند الحاجة».