بغداد ـ وعد الشمري:
توقّع نواب من كتل مختلفة حصول المزيد من الانشقاقات داخل الاحزاب الاسلامية مع قرب اتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب، وفيما أشاروا إلى أن الخلافات على الزعامات ومحاولة عزل القيادات القديمة قد تكون ابرز الاسباب، أفادوا بأن الحراك الجديد يأتي محاولة جديدة لكسب تأييد الشارع العراقي.
وشهد المجلس الاسلامي الاعلى، الاسبوع الماضي، انشقاقاً بانسحاب زعيمه السيد عمار الحكيم والعديد من الشباب المحيطين به وتشكيلهم تيار الحكمة الوطني تاركين مقاعدهم للقيادات التاريخية التي شكت من عزلة سياسية طيلة المدة الماضية.
وفيما تؤكد مصادر لـ “الصباح الجديد”، أن انسحابات سوف تشهدها كتل اخرى في مقدمتها اتحاد القوى العراقية، ظهر التشظي مبكراً داخل ائتلاف دولة القانون بوجود تيارين الاول مساند لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، والآخر تحت لواء نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.
ويقول النائب عن التحالف الوطني أحمد سليم الكناني في حديث مع “الصباح الجديد”ـ إن “الخلافات داخل الاحزاب السياسية الكبيرة والتي لديها تاريخ في العمل بدأت تظهر على الساحة بنحو واضح بعد أن كانت طيلة المرحلة الماضية خلف الكواليس”.
وتابع الكناني أن “الحوارات من أجل لملمة الاوراق وتجاوز الخلافات قد وصلت إلى طريق مسدود وبالتالي شهدنا حالة كبيرة من الانقسام”.
ويرى أن “ابرز اسباب الخلافات يعود إلى التنازع على زعامة الحركات السياسية أو موضوع التفرد باتخاذ القرارات”.
وشدد الكناني على أن “التقاطع في وجهات النظر بين القيادات وكذلك عدم وضع حلول لمشكلات المواطن العراقي قد يكون سبباً اخراً ايضاً للانقسام وانسحاب قيادات مهمة من احزاب واستحداثها لتشكيلات سياسية جديدة”.
من جانبه، ذكر النائب عن اتحاد القوى العراقية سعدون الدليمي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “معلوماتنا تفيد بأن الايام المقبلة ستشهد المزيد من الانشقاقات داخل الاحزاب السياسية الكبيرة”.
وأضاف الدليمي أن “الانقسمات ستنال بالدرجة الاساس من الاحزاب التي تشكلت على أسس طائفية ومذهبية وعرقية”.
ويجد أن “العراق قد ضاق ذرعاً من تلك الاحزاب ولم يتحمل بعد، نتيجة تجربة 14 عاماً مر بها وهو يدفع الثمن”.
ولفت النائب عن اتحاد القوى العراقية إلى أن “المساعي تأتي لتكون المرحلة المقبلة للعبور من الخنادق الطائفية إلى الجو الوطني ولم جمع العراقيين تحت راية واحدة مع الاحتفاظ على التنوع، لكن التشظي قادم لا محالة”.
وأكمل الدليمي بالقول إن “هناك حالات انقسام ظهرت إلى الاعلام رسمياً واخرون على الدرب نفسه ولن تستمر الحالة الطائفية السياسية أكثر من ذلك لأن جميع المكونات لم تكسب طوال المدة الماضية شيئاً”.
إلى ذلك، أفاد النائب السابق وائل عبد اللطيف في تعليق إلى “الصباح الجديد”، بأن “المرحلة السياسية تمر بمفترق طرق، بظهور انقسامات بدأت واضحة للعلن”.
وأضاف عبد اللطيف أن “تشتتاً حصل في احزاب الاسلام السياسي جعله ينقسم على نفسه ويأخذ ادواراً كان يرفض تأديتها في المرحلة السابقة”.
وذهب إلى أن “ذلك التفكك واجهه توحد للتيارات والاحزاب الليبرالية والعلمانية وحتى اللا دينية استعداداً للاستحقاق الانتخابي المقبل”.
وأستطرد عبد اللطيف أن ” الاحزاب السياسية الاسلامية لم تعد تمتلك رؤية مقبولة من الشارع العراقي للمرحلة المقبلة وبهذا تحاول خلع ثوبها”.
توقعات بمزيد من الانشقاقات في الأحزاب الإسلامية مع قرب الانتخابات
التعليقات مغلقة