الدكتور جيدر ناظم كلية الآداب في الجامعة المستنصرية قسم الفلسفة له راي خاص في درس الفلسفة اكاديميا حيق قال في احدى لقاءاته انه درس يحضر فيه كل شيء الا الفلسفة، يعاني من ازمة المنهج العلمي وغياب التدريسي الناشط. وكذلك عدم دعم الفلسفة من قبل الجامعات المعنية اضافة الى سوء فهم اهميتها ودورها الخلاق في احداث تغيير ايجابي داخل المجتمعات و الفلسفة مقياس يقاس عليه مدى وعي المجتمع بذاته وتطلعه نحو مستقبل يستوعب امكانياته ويتجاوز اشكالاته على صعيد العلم والمعرفة وبناء مؤسسات مدنية مستقلة قادرة على رفد المجتمع بكل ما هو نقي اذ يعتمد الحوار والتفاهم منهجاً لتجاوز مشكلة التناثر الاجتماعي والتنوع العنصري والطائفي والصراع التاريخي بمعناه السلبي.
التقيناه لنساله عن الفكر الفلسفي وعمقه وغايته.
متى بدأت علاقتك بالفلسفة كفكرة؟
علاقتي بالفلسفة علاقة قديمة منذ تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد عام ستة وتسعين اثناء دراستي الاعدادية من خلال شقيقي الذي كان يقرأ كتب كثيرة عن موضوعة الفلسفة منها «تاريخ الفلسفة» وكتاب «نقد الفكر الديني» وغيره من الكتب وبدأ تعلقي بها، اضافة الى مادة وان كانت فقيرة هي علم الاجتماع والفلسفة ولما تخرجت اتجهت مباشرة الى دراستها فقد وضعتها اول خياراتي في قائمة الخيارات.
ما الذي وجدته في الفلسفة بعد دراستك اياها اكاديميا؟
شعرت انها تلبي مجموعة من التساؤلات، وفي الاعدادية كنت في زمن المراهقة او لأقل مراهقة فكرية وكان هناك ضغط في الاجواء السياسية وفي وقتها كنا مراقبين من قبل السلطات فكانت الفلسفة نوع من المتنفس
اذ كنا نجد فيها ولادة اسئلة اضافة الى ما نمتلكه منها وكانت هذه التساؤلات تولد لدينا نوع من الحافز والتطلع الى المجهول اي كان هناك حافزا فكريا طوال الوقت لم تكن هناك هدنة او استراحة للعقل والتفكير كان هناك سؤال ربما هو قائم لحد هذه اللحظة واجابته غير واضحة هو عن السلطة والولاء المطلق الذي يكون لشخص واحد وسلسلة الولاءات بشكل عام كيف تعقد خاصة لشخص مثلا مثل صدام حسين او هتلر او اي شخص اخر.
هل تعتقد ان الفلسفة هي طريقة لاستفزاز العقل كي يبدأ بالسؤال عن ما حوله من اشياء؟
رسالتي الماجستير كانت عن فلسفة وفكر المجتمع المدني وقضية السلطة،
الفلسفة مهمتها طرح الاسئلة او تولد منطق التساؤل وخلق العقل النقدي والمشكك ازاء كل ما اعتدنا على انه نوع من البديهية في الواقع
هل تعتقد ان التراجع الفكري في مجتمعاتنا العربي سببه الاستسلام للأمور التي نعتقدها بديهية وغياب الفلسفة؟
هناك مقولة الفلسفة تنتهي عندما تبدا الايدلوجيا فهي نوع من المسلمات غير قابلة للنقاش على عكس الفلسفة التي لا تؤمن بقيم ثابتة او قيم ازلية انما كل شيء متغير حسب المجتمع اي المكان وحسب الزمان
ما الذي يشدك الى شارع المتنبي؟
لقاء الاصدقاء الذين يشاركونا الهم والفكر والبحث عن الكتب المهمة التي يمكن ان نتابعها وتوفير بعض المصادر في البحوث اضافة الى روايات لعدد من الكتاب فانا اهتمامي الاول بالفلسفة لكني قاريء جيد للرواية.
اول رواية قراتها؟
اول رواية قرأتها وانا في المرحلة الإعدادية وكانت «قصة حب مجوسية» لعبد الرحمن منيف وثم «شرق المتوسط» \ للكاتب نفسه فبدأت مع عبد الرحمن منيف ثم بعدها بدأت اتنقل بين اسماء كبيرة من الروائيين والكتاب
واخر كتاب؟
اخر كتاب فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي لكن وبصراحة مطلقة لم توفر لي جزء من المتعة التي وفرها عبد الرحمن منيف في «قصة حب مجوسية» او «شرق المتوسط» وقد يكون هناك تطور في طرائق السرد لا علم لي بها.
الا يمكن ان يكون السبب هو ما يربطك بهذه الرواية اذا انت قرأتها في مرحلة الاعدادية فيدخل الحنين للماضي في الموضوع؟
قد يكون هذا صحيحا اذ ان رواية شرق المتوسط تتحدث عن رجب وما لاقاه من تعذيب وسجن واعتقال وجهاز الامن ونحن كنا في وقت كان الامن بالنسبة الينا معناها التعذيب والاعتقال فقد يكون السبب الاول وقد يكون تشابه الاحداث التي نعيشها مع الرواية هو ما يجعلني اتعلق بها اكثر من اي رواية او كتاب اخر.
لمن تود توجيه رسالة؟
رسالتي الى الشعب العراقي ان تكون قلوبهم بيضاء كما عهدناها دائما وان تكون هناك سعة صدر للآخر ولراي الاخر وان لا يستعجلون بإطلاق الاحكام لأننا في وضع مستقبله مجهول لذا فنحن بأمس الحاجة للحوار الهادئ كي نضمن مستقبلا لنا ولاولادنا. مستقبل خال من كل اشكال العنف النفسي والجسدي.