دهوك – وكالات:
يبدو ان تصاعد واستمرار ردود الفعل على قضية مقتل الشابة المتزوجة ذي الخمسة عشرة عاما في احدى قرى دهوك باتت تأخذ مديات اوسع واكبر مما كان متصورا، اهالي المنطقة منزعجون، النشطاء يبدون استيائهم، ممثل الامين العام للامم المتحدة يصف انه اصیب بالذهول من الحادث، وحملة لجمع الف توقيع تبدأ من السويد تحت عنوان ( كفى صمتا وكفى انتهاكا لحقوق المرأة ) .
الناشطة النسوية سيبل آميدي التي تسهم في التعريف بحملة (كفى صمتا وكفى انتهاكا لحقوق المرأة ) في دهوك قالت ان : الحملة تأتي بعد ان رأينا ان هناك تلئكا ومماطلة في تطبيق القانون بهكذا مواضيع اي تكررت الحالات التي تذهب النساء ضحيتها ولذلك جاءت هذه الحملة .
وتضيف سيبل ان « الحملة اعلنتها مجموعة نساء ومنظمات في السويد ونأمل ان نجمع الف توقيع او اكثر لكي نعرض مشروع عدم تزويج الفتيات تحت سن الـ 18 وايقاف الانتهاكات التي تخص حقوق المرأة لرفعه الى برلمان كردستان ومن ثم مجلس النواب العراقي.
وتضيف ان « فكرة الحملة ((كفى صمتا وكفى انتهاكا بحقوق المرأة )) تكونت بعدما اصبح الانتهاك بحق المرأة ظاهرة يومية واليوم بحق طفلة قاصر تبلغ من العمر 15 عاما وقد تم تزويجها واكيد في خارج المحكمة مرتين وهي لم تبلغ السن القانونية بعد .
وتابعت سيبل « هدف الحملة هي تفعيل القوانين التي شرعت في الإقليم لمناهضة العنف ضد المرأة والتي اصلا لا تطبق جيدا في المحاكم او نستطيع القول انه اصلا القانون غائب ويتم تطبيق الأعراف العشائرية قضايا من هذا النوع في كثير من الاحيان «.
هذا الامر وبعد ان أخذت القضية ابعادا دولية تطلب النشطاء للتحرك وذلك بسبب غياب تطبيق الاجراءات القانونية بشكل مناسب وتطبيق الاعراف العشائرية بدلا منها مما أدى إلى استمرار وزيادة العنف ضد المراة بالرغم من وجود المكاتب العديدة لمديرية مناهضة العنف ضد المراة في كل المحافظات بالاقليم وفقا لما اشارت اليه سيبل .
وتقول سيبل الحملة والنشطاء يدعون برلمان كردستان بكشف ملابسات القضية ومتابعة الموضوع والضغط على الجهات المعنية وإصدار قرار او قوانين بمنع الزواج الذي يحدث خارج المحكمة وتطبيق القانون المعدل لعام 2008 في الإقليم .
مبينة ان «الامر الذي دفعنا لهذه الحملة هو ان الجهات المعنية لم تتخذ اجراءات رادعة حتى لاتتكرر هكذا حالات ولم تتخذ أي إجراءات صارمة بحق مرتكب هذه الجريمة بحق القاصر دنيا .
تصاعد وتيرة بيانات الادانة
البيانات العديدة التي حذرت من تحويل القضية الى المجتمع الدولي ظهرت منذ الاعلان عن القضية فوفقا لما اشار اليه بيان لمنظمة حقوق الانسان في دهوك وشبكة المنظمات غير الحكومية في المحافظة من ان الذان طالبا في بيان ان يتم : التحقيق مع والديها حول ملابسات تزويجها وهي لم تبلغ السن القانونية ، ويجب ان يتم معاقبة الشخص الذي عقد قران البنت، الى جانب تأكيدهم ان تبذل حكومة الاقليم جهودا قصوى من اجل كشف ملابسات الحادث التي راح ضحيته الفتاة دنيا ذي الـ 15 عاما ودعوة لجنة حقوق الانسان في برلمان كردستان والهيئة المستقلة لحقوق الانسان والمنظمات النسوية المعنية الى متابعة الاجراءات وفي حال لم تكن الاجراءات مناسبة سيتم رفع القضية الى المجتمع الدولي، ويبدو ان هذا الامر قد تحقق بعد الادانة الصريحة لممثل الامين العام للامم المتحدة في بغداد الذي عبر عن الحادث بأنه عمل وحشي لابد ان يتم وقف جميع اشكال العنف ضد المرأة واشار ميلادينوف في بيان نشر باسمه انه « اصيب بالذهول جراء مقتل العروس المراهقة على يد زوجها الاسبوع الماضي في احدى قرى اقليم كردستان» .
وطالب نيكولايى ميلادينوف بالتزام حكومة أقليم وكردستان حماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف ضدهنّ ومقاضاة الجناة إلى أقصى حد يسمح به القانون. داعيا الجميع إلى «الوقوف بحزم ضد مثل هذه الأعمال الوحشية التي لا يمكن تبريرها في أي تقاليد ثقافية أو دينية».
استياء اهالي منطقة وقوع الحادث
ناشط مدني رفض الاشارة الى اسمه من منطقة كلكجي حيث وقعت حادثة مقتل دنيا حسن اشار « ان مبالغة كبيرة قد حصلت وهناك جهات اعلامية قد ضخمت الامر وهو ما ترك اثارا سيئة على سمعة اهل المنطقة، ولذلك ترى الرفض الشعبي هنا تجاه الحادثة، وكذلك تجاه ما الفق من تهم بالمنطقة «
لكن ( ع، م ، ح ) اضاف « لايمكن رفض القول ان المنطقة عشائرية وتتبع توجيهات رجال الدين وتتأثر بما يقولونه وبعض اللذين لايزالون يفكرون وفق عقلية القرون القديمة ومتأثرين جدا بالعادات العشائرية التي يصعب تجاوزها في الوقت الحاضر»
لذلك يقول « الامر مهم بالنسبة لنشطاء المجتمع المدني هنا هو تفعيل دور المؤسات الحكومية، ودعم المجتمع المدني هناك لكي يسهم في بناء المجتمع واقامة مشاريع التوعية بخصوص هكذا مواضيع، فليس سهلا ان تقول لأي شخص هنا انه لايجوز تزويج فتاة وهي في الخامسة عشرة من العمر لأن هذا امر وارد على الدوام «.
واضاف ان « هذه الاضواء الكبيرة على القضية جعلت من اهالي المنطقة مستائين من التصعيد الاعلامي كثيرا، خاصة انه لم تكن التقارير دقيقة حول الحادث ولم تعلن بعد التفاصيل التي تثبت كيفية وقوع الحادث والملابسات التي أدت اليه رغم ادانتنا الصريحة لمقتل فتاة في عمر الـ 15 «
تراجع نسبة العنف والمطالبة بحقوق للنساء ليس كما في اوربا وامريكا
الناشط المدني والحقوقي حمدي برواري الذي رافق حملة ادانة قتل الفتاة منذ الايام الاولى والى الان قال :ان رد الفعل الكبير الذي جاء حول الحادث كان نتيجة عمر الفتاة الصغير والاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام بأنها( قتلت بطريقة بشعة ).
لذلك يقول حمدي برواري : هذا الامر دعى نشطاء المجتمع المدني والمرأة للعناية بالقضية رغم ان قضايا اخرى كتلك التي حدثت في دهوك بعدها بيومين عندما اقدمت زوجة وعشيقها في قتل زوجها لكن الحديث لم يظهر في وسائل الاعلام كما ظهرت قضية مقتل ( دنيا ) .