د. علي شمخي
يخطئ من يظن ان التغيير المنشود في العراق سيأتي من خارج الخارطة الانتخابية التي ستفرزها نتائج الانتخابات الاخيرة… ومخطئ هو الاخر الذي ينتظر ان تأتي حكومة جديدة او رئيس وزراء جديد خارج خارطة التحالفات المعهودة التي عرفها الشعب العراقي وخبرها واصبحت امرا معتادا لا تكتنفه المفاجآت الكبيرة..
ان اهم معالم التغيير في العراق بعد انعتاقه من الدكتاتورية هو الاصطفافات الطائفية والقومية في التصويت للاشخاص والاحزاب والكتل ولم يحن الوقت بعد كي نرى اصطفافات مدنية حقيقية عابرة للطوائف والقوميات وبالتالي يمكن القول ان ثمة استقرارا معهودا لتحالفات الكتل الكبيرة التي انضوت تحتها مكونات وفصائل طائفية وقومية اجتماعية خرجت من رداء الاديان والاثنيات والمذاهب…!! وما دام الامر كذلك فان من الصحيح ان مصنع التغيير يقع داخل اكبر هذه التحالفات التي اعتادت ان تحصد اعلى الاصوات استنادا الى هذا التوزيع الطائفي وبكلام ادق ان من تقع عليه مسؤولية التغيير ومن سيكون بعهدته هذه المهمة هو التحالف الوطني…!! الذي حرصت مكوناته على تفعيله من جديد حسبما اعلن زعيم كتلة المواطن السيد عمار الحكيم الذي قال ان كتلته بالتعاون مع مكونات التحالف الاخرى تريد اعادة تشكيل التحالف الوطني من الان.. وهنا يصح القول ان اعادة تشكيل التحالف الوطني بما يبعد اية اطر ثابتة يصر ائتلاف دولة القانون على ابقائها سيكون بمنزلة انطلاق التغيير الحقيقي في العراق وان عملية صنع التغيير ستبدأ هي الاخرى بانفتاح هذا التحالف على الكتل الاخرى بصور جديدة في مقدمتها اعادة رسم معالم جديدة لدور رئيس الوزراء المقبل وتنظيمها بما يتسق مع مطامح الكتل والاحزاب الاخرى التي اكتوت بنار التفرد بما اتاحه الدستور من صلاحيات لرئيس السلطة التنفيذية.. واذا تحقق هذا المسعى الذي يدعو اليه الحكيم ويدعمه الصدر فلربما يمكن للعراقيين ان يتلمسوا بوادر التغيير الحقيقي في العراق بهدوء ومن دون مفاجآت.. وحتى يتحقق ذلك لا بد من ان يجتمع معارضو الولاية الثالثة لرئيس الوزراء المالكي داخل التحالف الوطني على طاولة واحدة لاخذ زمام المبادرة ومن ثم ينطلقوا في حوارات اخرى خارج منظومة التحالف الوطني لتطمين الاخرين في مسعاهم وبهذا سيضيف التحالف الوطني دعما قويا لقاعدته الواسعة المتمثلة بتمثيله لاكبر طائفة من طوائف العراق وسيمنح نهجه دفقا وانفتاحا اكبر على المكونات الاخرى الممثلة في البرلمان وسيهدئ من روع الاخرين الذين باتوا يخشون من اصرار ائتلاف دولة القانون على التمسك بالمالكي كمرشح اوحد لمنصب رئيس الوزراء ومن الاصرار على الابقاء على شكل وطريقة الاداء لهذا المنصب الرفيع…!! وسيكون الجميع بانتظار خروج الدخان الابيض من مصنع التغيير داخل التحالف الوطني..!!!!