بعقوبة – علي القيسي:
اقر مجلس محافظة ديالى بوجود خلافات حادة وعميقة بين عدة تنظيمات مسلحة تنشط في محيط حوض حمرين شمال شرق بعقوبة ، لافتا الى ضرورة استثمار تلك الخلافات في كشف الخلايا النائمة ، مؤكدا ان حبل الشر قصير والخير سينتصر في نهاية المطاف.
واوضح رئيس المجلس مثنى التميمي في حديث لـ» الصباح الجديد» ان المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدينا تؤكد بان هناك خلافات حادة وعميقة بين عدة تنظيمات مسلحة منها داعش في مناطق حوض حمرين 50كم شمال شرق بعقوبة بسبب اختلافات جوهرية من ناحية الايديولوجية الفكرية ورغبة كل تنظيم بسط نفوذه على التنظيم الاخر اضافة الى ان جميع التنظيمات هي ادوات اقليمية واجنبية تتصارع فيما بينها لتحقيق اهداف عدة منها ادامة اعمال العنف وقتل الابرياء.
ودعا التميمي الى استثمار خلافات التنظيمات المسلحة في كشف خلاياها النائمة خاصة في مراكز المدن والمسؤولة عن الكثير من اعمال العنف التي ادت الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين في الاشهر الماضية ، مؤكدا ان ما يحصل يدلل على ان حبل الشر قصير والخير سينتصر في نهاية المطاف مهما طال الامد.
من جانب اخر اشار مصدر استخباري مطلع في محافظة ديالى بان تنظيمي النقشبندية وانصار السنة اعلنتا بشكل واضح الحرب على تنظيم داعش ضمن منطقة حوض حمرين بعد تصاعد وتيرة الخلافات بينهما وصلت الى حد الاقتتال بعد قيام داعش بخطف وقتل قيادات بارزة في تنظيمات مسلحة اخرى.
واضاف المصدر ان تنظيم داعش يسعى الى تقويض قدرات بقية التنظيمات والهيمنة عليها ومن ثم السيطرة عليها بشكل مباشر عبر ادوات التهديد والترهيب والقتل ما خلق ردة فعل سوف تؤدي الى اندلاع مواجهات مسلحة .
ولفت المصدر الى ان» حصول اي اقتتال بين التنظيمات المسلحة سيؤدي الى كشف الكثير من الخلايا النائمة التي كانت ومازالت عنوانا للعنف في العديد من المدن الرئيسة في ديالى».
وبين المصدر ان منطقة تلال حوض حمرين تعد مأوى نشطا للعديد من التنظيمات المسلحة ابرزها داعش وانصار السنة والنقشبندية ، مبينا ان الاجهزة الامنية اكتشفت العديد من اوكار ومعسكرات عدة تنظيمات في الاشهر الماضية الا انها لم تحقق انهاء كاملا لوجودها بسبب اتساع المنطقة وقسوة تضاريسها الطبيعية».
الى ذلك اقر جعفر الربيعي مراقب امني في بعقوبة الى اهمية تصاعد الخلافات بين التنظيمات المسلحة وتأثيرها الايجابي في تحسن الواقع الامني ، لافتا الى اهمية ان تستثمر القوى الامنية هذه المرحلة بكشف خلايا التنظيمات والقضاء عليها».
واضاف الربيعي ان الخلافات بين التنظيمات المسلحة جاء بسبب اختلاف جذري في الرؤى والاهداف اعتمادا على طبيعة الجهات الداعمة لهذا الطرف او ذاك متوقعا ان تتشكل جبهة عريضة وكبيرة لمقاتلة داعش في مناطق عدة في ديالى بالقريب العاجل بعدما اصبح العدو الاول لاغلب التنظيمات المسلحة الفعالة في المحافظة.
الى ذلك اشار عمران التميمي مراقب امني في بعقوبة الى ان اغلب قيادات داعش المتقدمة في ديالى من الجنسية العربية بعضهم قاتل في سوريا وعاد للقتال في بعض مناطق ديالى على وفق توجيهات التنظيم الذي اراد ان يفتح جبهات عدة في المحافظة لتخفيف الضغط عليها في الرمادي والفلوجة.
واضاف لتميمي ان» تنامي شدة الخلافات والصراع بين عدة تنظيمات مسلحة امر متوقع منذ اشهر لان هناك اختلافات جوهرية في الايديولوجية الفكرية اضافة الى ان لغة المصالح المتقاطعة فيما بينها ما اسهم في قرب اندلاع صراعات دامية في بعض المناطق».
واكد التميمي ضرورة استثمار خلافات التنظيمات المسلحة في القضاء على خلاياها النائمة والعمل على وضع حلول تمنع عودتها الى اي منطقة من خلال توعية الاهالي بخطورة الافكار المتشددة وتأثيرها في تخريب البنى والخدمات وضياع مستقبل الاجيال المقبلة .
وتنشط في منطقة تلال حوض حمرين بديالى عدة تنظيمات مسلحة ابرزها داعش والتي حاولت عدة مرات فرض هيمنتها على مناطق عدة الا انها فشلت في تحقيق مبتغاها بعد عمليات عسكرية نوعية نفذتها قطعات الجيش والشرطة خاصة قرب ناحية السعدية 60كم شمال شرق بعقوبة.