حملة ضد قادة البوليساريو ومطالب بمحاكمة المتورطين بـ»التعذيب والاغتصاب»

متابعة ــ الصباح الجديد :

أيام بعد اختتام مؤتمرها لتجديد قيادتها، تجد جبهة البوليساريو نفسها أمام حملة حقوقية تدعو لمحاكمة قياديها بسبب تهم “قتل تحت التعذيب” ارتكبت منذ تأسيس الجبهة.
وأطلق منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في الصحراء، “فورساتين”، حملة من أجل تسليم ومتابعة مسؤولي الجبهة “المتورطين في قتل وتعذيب الصحراويين أمام المؤسسات القضائية الدولية”.
وبدأ المنتدى نشر أسماء صحراويين يقول إنهم ضحايا للبوليساريو في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية.
جرائم لا تسقط
واتهم المنتدى قيادة البوليساريو برمي الضحايا “في الخلاء، وسجنهم في حفر ومغارات بدون تهم محددة، وتعريضهم لشتى أنواع التعذيب والتعنيف غير المبرر”.
والمنتدى هو تجمع لصحراويين في مخيمات تندوف معارضون للجبهة.
تخوض جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر نزاعا مع المغرب منذ عام 1975 حول مصير الصحراء الغربية.
ويقول الناشط الصحراوي في جبهة البوليساريو، محمد ميارة، إن الحملة محاولة من الدولة المغربية للهروب إلى الأمام جراء الأزمة مع البرلمان الأوروبي.
ووصف ميارة حملة المنتدى بأنها “دعائية مغرضة”، مشيرا في حديث لموقع “الحرة” إلى أن المسؤولين الصحراويين، وبمن فيهم زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، سبق وأن برأهم القضاء الإسباني.
ويضيف ميارة أن حملة المنتدى “مجرد دعاية بدلا عن الحديث عن الحل السياسي الذي يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره”.
ويواجه، إبراهيم غالي، دعاوي قضائية في إسبانيا رفعتها ضده الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان “لارتكابه جرائم إبادة جماعية”، كما يواجه دعوى أخرى رفعها، فاضل بريكة، وهو منشق عن جبهة بوليساريو يحمل الجنسية الإسبانية.
ونشر المنتدى أن من بين ضحايا الجبهة الصحراوي، حمدي أعلي سالم محمد يحظيه بوصولة، الذي حارب ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء، وتعرض للاعتقال منذ سنة 1975 بسبب معارضته تأطير جبهة البوليساريو للصحراويين.
ويعتزم المنتدى مراسلة الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ورفع دعاوى قضائية ضد مسؤولي “البوليساريو”.
وكان القضاء الإسباني أغلق دعوى “إبادة جماعية” بحق زعيم جبهة بوليساريو في 2021،
وبعدما استمع القضاء إليه في الأول من يونيو عبر الفيديو من المستشفى الإسباني حيث كان يتلقى العلاج، تمكن في اليوم التالي من العودة إلى الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو، إذ لم يتخذ القاضي أي إجراء بحقه مثل مصادرة أوراقه أو حبسه احتياطيا.
ويؤكد، محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن مبادرة المنتدى تأتي في سياق الجهود التي يبذلها ضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة على يد البوليساريو.
ويشير عبد الفتاح إلى أن جهود الحراك المتضامن مع الضحايا فضح تورط العناصر القيادية في البوليساريو في “الانتهاكات وجرائم القتل والتعذيب وحتى الاغتصاب”. ويرى عبد الفتاح أن عدم معالجة الانتهاكات المرتكبة من قبل البوليساريو يكرس ظاهرة “الإفلات من العقاب التي تراعها السلطات الجزائرية في مخميات تندوف من خلال تفويضها سلطات للجبهة، حيث تتم رعاية الجلادين وتكريمهم من خلال منحهم مناصب قيادية وتمتيعهم بجوازات سفر وحتى تهريبهم إلى الخارج للعلاج كما حدث مع إبراهيم غالي قبل سنتين حيت تم نقله إلى إسبانيا للعلاج بجواز سفر جزائري”، بحسب تعبيره.
ويقول عبد الفتاح إن ضحايا الانتهاكات “دشنوا حراكا لنشر شهادتهم وتجميع لوائح الشهداء الذين تم اغتيالهم في سجون البوليساريو”.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية التي تسيطر المملكة المغربية على حوالى 80 بالمئة من أراضيها، وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها حلا وحيدا للنزاع.
غير أن البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير مصيرها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة