عفويات طبيب في معرض تشكيلي

علي إبراهـيم الدليمي

على قاعة برونز للفنون، أفتتح المعرض الشخصي للفنان د. برهان جبر حسون، تحت عنوان (عفويات)، الذي ضم ثلاثين عملاً فنياً، مختلفة القياسات، ومتنوعة الأفكار، ذات إتجاه جمالي معاصر.
والتسمية أتت، كما يوضح الفنان: من فكرة المعرض بإستلهام العفوية كقيمة جمالية، وما ينتج عنها من أجواء وتكوينات خارجية عن سيطرة التقنين وقسوة الرتابة سعياً لإنجاز نصوص تشكيلية تجريدية عابرة للبيئات والجغرافية والرموز والعقائد والقومية والأقليمية والفئوية لتصبح كموسيقى ذات لغة عالمية تتخطى الحدود والسدود لتنتج فناً حراً عميقاً بذائقة رفيعة وحس فني آخر.
في هذا المعرض، هنالك ثيمة موضوعة تتعلق (بعصرنة) العمل الفني، بأحدث ما وصلت إليه «الحداثة» نفسها، فالرسم ما عاد يلبي طلبات «المستهلك» الشرقي خصوصاً.. ليكلف الفنان برسم لوحة إنطباعية أو بورتريت.. وأنما زمام فكرة وتقنية اللوحة بيد الفنان نفسه.. من حيث الأسلوب والمدرسة الفنية.. فضلاً عن الفكرة ومعالجتها النهائية.. «ولعل أطرف وأبلغ ما سمعته في تجريدياتي هو توصيفها بأنها (مسودات وخربشات فنان ترتقي لمنجزات تشكيلية جميلة وممتعة»، هكذا يتحدث د. برهان!!
تجربة الفنان د. برهان جبر حسون الأخيرة، بحاجة إلى دراسة عميقة، تتفق وقلقه الجمالي، والإنساني، جواباً على ما وصلت إليه الحداثة في العالم وسرعة الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، وفق مفاهيم الفن البصري وما آل إليه.
ونستأنس بما كتبه «الدكتور» برهان «الفنان» في فولدر معرضه: لعل التجريد في لصيق بالهم والقلق والإغتراب حيث انه يدفع بالفنان للبحث الدائم لإكتشاف الجمال بصيغ متقدمة تستدعي إستنفار الذائقة إلى مداها لعلها تمس أو تقارب خفايا المنجز التجريدي ذي اللغة النادرة والعصية على تقبل الكثيرين.
وهنا فان التجريدي فنان يستمرئ عناء المغامرة والحرج وربما الإضطهاد والنكران، لا لترف أو لظهور بل لأنه يستعذب الإبحار خلف الأفق الحسي والمرئي في حلم أو غفوة حيث تفعل العفويات فعلها وتبدع جمالياً ثراً بعيداً عن سطوة القصدية وإيقاع الرتابة، وذلك هو الفن الحر العابر للحدود والقيود، وكأنه موسيقى.

المعارض الشخصية: الأول – قاعة الأكاديمية/ 1978. الثاني – (قصائد ملونة) قاعة الرشيد/ 1986. الثالث – (الرسم شعراً) – قاعة كولبنكيان/ 1992. الرابع – (رؤيا ورؤية) – قاعة الرواق/ 1993. الخامس – (رموز في الذاكرة) – قاعة إينانا/ 1995. السادس مشترك – مع الفنان حميد ياسين – قاعة الرواق/ 2000.
المشاركات: معرض الجامعات العراقية – قاعة كولبنكيان/ 1977. معرض الفنانين الشباب – قاعة كولبنكيان/ 1987. مهرجان يوم الفن الثاني/ 1986. معرض الأدباء الفنانين الثاني – قاعة إبن الهيثم/ 1992. تموز – 1992/ جمعية التشكيليين العراقيين. يوم الفن – مركز الفنون. مهرجان الواسطي – مركز الفنون/ 1993. معرض تموز – قاعة جمعية التشكيليين العراقيين/ 1993. مهرجان بابل – مركز الفنون/ 1993. مهرجان يوم الفن – مركز الفنون/ 1994. معرض الجمعية – قاعة الأورفلي – عمان/2014. مهرجان الغردقة – مصر/ 2014. مهرجان الإستقلال – كوريا الجنوبية/ 2017. مهرجان الواسطي – 2017- 2018- 2020. المعرض السنوي للفن العراقي المعاصر/ 2016. معارض عديدة أخرى داخل العراق وخارجه. ترجم وكتب في الفن التشكيل والنقد والثقافة الصحية. صدرت له: (وجوه وأقنعة)، (بالمقلوب)، (لا ثلج يحترق – مجموعة شعرية).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة