إحدى عشرة غصة

أحمد مصطفى سعيد

(1)
البكاء لا يطيّب جرح حفيدي
ولا يسدّ فاه النّحيب
ولا الرّجاء
واستجداء السّماء
بفيوضات دعاء دواء
ولا العبرات
تهدئ روعة الروح ربتا
فتفر الغصة هاربة

(2)
لقاء
وصل
ولهفات
ضمّات
وتشقّ لك المقادير
ألف خندق للبعاد
والحسرات الختام
قحّ البكاء

(3)
لا تثق في شيء
واهم أنت
فالأمر موكل للسّماء
طف بناظريك
لمن حول
تجحظ عيناك دهشة
وحيرة
فقراء الذّكاء
النّجوم لهم ندماء
والقمر جارية
والميسورون
تعافهم الدّميات

(4)
قاسية هي الحياة
وعاقّة
للقلب الوليد
وغانية
فاجرة
تجزل العطاء
لجلاميد القلب
العميان رحمات

(5)
ساعة
وقدّاحة
ووسادة
كلّ ما أبقته الأيّام لنا حبّ
حسبناه بالأمس البعيد
جنّات

(6)
حاذر يا صغير
من يد فارغة
وساق مبتورة القدم
وروح وثّابة العشق
فالعشق المكتمل
وراءه صحيح البدن
وخزائن كفيلة
بقتل الألم

(7)
خوّانة الحياة صغيري
فحاذر
تهديك النّهار
هبة
وفي طرفة عين
ترميك في رمس
العتمات
ولا خيار
الرّضوخ
للسّكات

(8)
ترى ما حال اللّه
وهو يبصر
الوجوه الكالحة عوزًا
بيض القلوب
السّاهرين خواء بطن
والرّوح بشمّة رضا
يبكيهم جزاء الصّبر
أم يمقت عجزهم
وهو العالم
من قبل ومن بعد
له الأمر

(9)
أيّها الموت
أضللت البيت
والدّرب
ورب الحياة
أنت النّجاة
والممحاة
لكلّ أنّة
ونحبة
وعبرة
سكنت الرّوح
ولا صدّ

(10)
أيا أنا المبتلى
بعشق
ويباب
من أيّ باب يأتي
الفرح
والدّروب
معتمة

(11)
إياك أن تعاتب يومًا
ذات النهد الكاعب
نهدًا
ستنتقم لثمًا
ضمًا
حتى تصير
طينًا لازبًا
إياك أن تعاتبها
فإن لقيتك
وحيدًا
في سوق
صحن جامع
لن تمانع
تطفئ صهد الهجر
بماء دافق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة