40 ألف حادث قتل وأصيب فيها 52000 شخص خلال أربع سنوات

عدد الحوادث المرورية يتزايد بنحو ملحوظ

بغداد – زينب الحسني:

لم تعد السياقة ذوق وفن واخلاق، اذ تشهد بغداد وعدد من المحافظات بشكل شبه يومي حوادث سير تتسبب بمصرع وإصابة العديد من الأشخاص، وتعود أسباب أغلبها بحسب مختصين، الى عدم الالتزام بقواعد المرور، فضلاً عن رداءة بعض الطرق، اذ سجلت مديرية المرور العامة وفاة وإصابة أكثر من52 ألف شخص خلال الاعوام الاربعة الماضية، نتيجة ما يزيد على 40 ألف حادث مروري للمدة ذاتها.
ووفق الاحصائية السنوية لقسم العلاقات والاعلام في المديرية التابعة لوزارة الداخلية، “فقد بلغ عدد الوفيات عشرة آلاف و990، بينما بلغ عدد الاصابات للمدة المذكورة، 41 ألفا و118 “.
وتابعت الاحصائية أن “الحوادث الـ 40 ألفا توزعت بواقع: ثمانية الاف و951 حادثا خلال العام الماضي، وتسببت بحصول 2951 وفاة، وعشرة آلاف و692 اصابة”.
في حين كشفت دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة الشهر الماضي عن تسجيل 99 وفاة نتيجة حوادث السير، مؤكّدة أنّ الحصيلة هي الأولى مقارنة بالأشهر الماضية.
وذكر مدير الدائرة زيد علي عباس، في بيان له أنّ «الضحايا 87 رجلاً و12 امرأة، وتفاوتت الحوادث بين انقلاب سيارات واصطدام ودهس، مؤكداً أنّ حوادث المرور باتت ذات خطورة كبيرة وتضاهي عمليات القتل الأخرى، إذ إنها آفة تشكّل هاجساً وقلقاً لدى جميع أفراد المجتمع».
وما زالت البلاد تعتمد على البنى التحتية الخاصة بالجسور والطرق التي شيّدت بين سنوات 1950 ولغاية 2000، دون أن تقوم الحكومات التي توالت بعد عام 2003 بإنشاء مشاريع لتوسعة تلك الطرق أو إدامتها بشكل يمنح المسافرين قدراً كافياً من الأمان.
وتضرّرت تلك الطرق نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في البلاد التي سبّبت انهيار قسم كبير من الجسور أيضاً.
من جانبه، أكد المرجع الديني السيد علي السيستاني، ضرورة التقيّد بأنظمة المرور في الشوارع وعدم التعدي عليها، مشدد على ضرورة التعاون مع القائمين بهذا الشأن وخصوصاً في المرحلة الراهنة لتجاوز حالة الفوضى.
وجاء في رد على سؤال وجه الى السيد السيستاني ونشره موقع “الائمة الاثنا عشر” بشأن الحكم الشرعي في مخالفة القوانين الوضعيّة للمرور من قيادة السيارة بغير ترخيص من غير إجازة أو ضرب الإشارة الضوئيّة أو عدم الالتزام بإشارات رجل المرور والسير بطريق مخالف للطريق المألوف أي: عكس اتّجاه الطريق الصحيح، فما هو الحكم الشرعي عن هذه المخالفات المروريّة؟
وكان نص جواب السيد السيستاني: “يلزم التقيّد بأنظمة المرور إذا كان عدم مراعاتها يؤدّي ــ عادةً ــ إلى تضرّر من يحرم الإضرار به من محترمي النفس والمال بل مطلقاً على الأحوط”.
وأضاف المرجع الديني الأعلى أنه “ينبغي التعاون مع القائمين بهذا الشأن وخصوصاً في المرحلة الراهنة لتجاوز حالة الفوضى والتسيب والمحاذير الأمنيّة”.
وأعتبر ضابط المرور سعد فلحي ان أغلب أسباب وقوع الحوادث المسجلة هو عدم امتلاك السائق الخبرة الكافية اضافة الى عدم الانتباه وعدم النظر باتجاه الطريق، اضافة الى الظرف المفاجئ والسرعة واستخدام الهاتف النقال وانشغال السائق بأمور أخرى».
ولفت الى أن «هناك سرعات محددة لبعض الشوارع، منها سريع محمد القاسم الذي يبلغ اقصى حد للسرعة فيه 100 كم في الساعة»، مشدداً على أنه «لايمكن السير داخل العاصمة بغداد أكثر من 60 كم في الساعة بسبب الكثافة الموجودة».
وعن أهم الأسباب التي تقف وراء حوادث الطرق، نشر موقع هافينغتون بوست العالمي في عام 2016 تقريرًا ضم أكثر 15سببًا لحوادث المرور، كان أهمها تشتت ذهن السائق أثناء القيادة نتيجة استخدامه للهاتف والأكل والحديث مع الركاب دون الانتباه للطريق. وأضاف التقرير أن شرب الكحول والقيادة المتهورة واستخدام الأضواء الخلفية الحمراء دون الحاجة لذلك، فضلًا عن القيادة الليلية والعيوب الميكانيكية في السيارة وعيوب الطريق من مطبات وغيره، إضافة إلى المخدرات وقيادة المراهقين للسيارات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة