عبد الكريم خليل: النصب في الساحات مقاولات بعيدة عن الفن ومضحكة

وداد ابراهيم
برز اسم الفنان العراقي عبد الكريم خليل في ساحة التشكيل العراقي، نحاتا له أسلوبا واتجاها فنيا واضحا ومميزا، يغذي أغلب تكويناته النحتية من منابع موهبة، نضجت مبكرا وترفض أن تطوع نفسها لسياق ثابت ومحدد في مجرى العمل الفني.
برز اسمه في مرحلة تشهد ركو حركة النحت بعد هجرة الكثير من الفنانين وتوقف المعارض واغلاق الكثير من القاعات الفنية في بغداد، الا انه لم يتوقف عن انجاز الاعمال الفنية وعن المشاركة في المشهد الفني التشكيلي خارج العراق وداخله.
يقول عن تجربته الفنية: “عرفت النحت بمرحلة الطفولة، فكنت آخذ كمية من الطين وانفرد بنفسي لتحتدم الأفكار في ذهني، فأصنع أشكالاً من الاشخاص أو الأشياء التي تحيطني، وما أن أشعر بأن هناك من يراقبني، حتى آخذ العمل وأرتقي سطح المنزل الى ان يجف، ومن ثم أخبئُه. لتشهد والدتي في يوم من الايام عدداً كبيراً من الأشكال من عدد يدوية واشخاص كانت كلها مصنوعة بدقة، امتزج فيها عبث الطفولة وموهبة انبثقت مبكراً، حتى أدركت أن علي أن أضع لما أمتلك من موهبة عنواناً وهوية، فكانت دراستي في كلية الفنون الجميلة رافدا مهما أضاف لي الكثير وصقل موهبتي”.
ويضيف: “أنا منعزل الآن ولست وحدي، فالكثير منعزل الآن بسبب الوضع العام للفن التشكيلي، وساحة النحت بالتحديد حالها حال الثقافات الأخرى فهي تحتضر بعد أن تراجعت قاعات العرض الفني، وهجر ساحة التشكيل العراقي كبار الفنانين العراقيين، حتى المعارض التي تقيمها بعض دور العرض القليلة جداً ومن المؤسسات المعنية بالفن غير مجدية، وأصبحت الساحة مفتوحة أمام كل من هب ودب وحتى من لا علاقة له بالفن، لذا فالفنان العراقي الآن يعيش أسوأ مرحلة في حياته والفن يمر في حالة بائسة وكأنه يحتضر”.
وتابع: “حتى إن كانت هناك معارض فهي بلا جمهور، ولا يوجد سوق يصرف بها الفنان أعماله، فتبقى الأعمال مكدسة في مرسمة أو الاستوديو، وهذا بحد ذاته يوثر على منجز الفنان، ومع هذا فأنا متواصل مع النحت أحيانا أرسم أو أعمل بورتريه، لأن الفن، العالم الذي لا أستطيع مغادرته أبداً، لذا انا اعمل لكن من دون مشروع، لأن كلمة مشروع كبيرة المعنى”.
أما عن النصب الفنية في الساحات فقال: “لا أحد يكلف الفنانين بعمل فني يوضع في ساحات بغداد، ولم يكلفني أحد لعمل نحتي في أي ساحة، والساحات تشكو ما حدث للأعمال الفنية فيها مثل عمل الفنان (خالد الرحال) في العلاوي الذي تمت إزالته، وجداريات لكبار الفنانين تعرضت للتخريب وحتى الان بدون تأهيل او ترميم، فيما أصبحت الأعمال التي تقام في الساحات عبارة عن مقاولات بائسة لا تراعي فيها قيمة الفنان، بل إن بعضها مضحك”.
للفنان عبد الكريم خليل مشاركات عدة في المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه، منذ عام 1983 حيث شارك في معرض الفن المعاصر، وتوالت مشاركاته في المعارض الجماعية مثل معرض الفن المعاصر في إيطاليا عام 1993، ومهرجان جرش في عمان، ومعرض (مرمر) في فرنسا و(اتجاهات الفن العراقي المعاصر) في دبي عام 2004 وأقام معارض شخصية منها (عذابات على القماش) عام 2005، و(عذابات على الطين) عام 2007.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة