في وقت تقف فيه البلاد على شفا المجاعة
متابعة ـ الصباح الجديد:
حث مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن الطرفين المتحاربين امس الاول الاثنين على الاسراع في سحب القوات من ميناء الحديدة، وقالت منظمات مساعدات دولية إن أوضاع آلاف المتضورين جوعا تتدهور سريعا.
وسلم جريفيث بوجود تأخير في تنفيذ الجداول الزمنية المقترحة للانسحاب من المدينة الساحلية في وقت تقف فيه البلاد على شفا المجاعة.
وكتب على تويتر «الجداول الزمنية المبدئية كانت طموحة نوعا ما… نتعامل مع وضع معقد على الأرض».
وقالت منظمات الإغاثة التي اجتمعت في لندن إن الناس يواجهون صعوبة في إطعام أطفالهم في أجواء باتت تمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لكن إيزابيل موسارد كارلسن المسؤولة بمنظمة (العمل ضد الجوع) قالت إن زيادة المساعدات ليست الحل الوحيد لتخفيف معاناة الشعب اليمني. وأضافت «أعتقد أن علينا أن نقول بوضوح شديد إننا بحاجة إلى حل سياسي لهذا الصراع». كانت الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ديسمبر كانون الأول بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية هي أول انفراجة كبيرة في الصراع الدائر منذ نحو أربع سنوات والذي أودى بحياة عشرات الآلاف. ويسيطر الحوثيون على الحديدة، وتحتشد قوات التحالف الذي تقوده السعودية على مشارفها. ويختلف الطرفان المتحاربان حول من الذي ينبغي أن يسيطر على المدينة والميناء بعد انسحاب القوات. وتم احترام الهدنة في الحديدة إلى حد بعيد منذ دخولها حيز التنفيذ قبل نحو شهر لكن المناوشات مستمرة. ولم تنسحب القوات بعد، متجاوزة الموعد المستهدف في السابع من يناير كانون الثاني. وقال سكان وموظفو إغاثة لرويترز إنه تم تعزيز الحواجز والخنادق والحواجز على الطرق. وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجلس الأمن امس الاول الاثنين في رسالة اطلعت عليها رويترز بأنه سيعين رئيسا جديدا لمهمة المراقبة الدولية المكلفة بالإشراف على اتفاق سلام الحديدة.
وقال جوتيريش إن الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت الذي وصل الحديدة أواخر الشهر الماضي ليرأس فريق المراقبين سيحل محله اللفتنانت جنرال الدنمركي مايكل أنكر لوليسجارد الذي قاد فريق الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي عامي 2015 و2016. ولم يذكر سبب ترك كاميرت للمنصب. وفي الأسبوع الماضي نقل دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه عن كاميرت قوله إنه سيضطلع بالمهمة لفترة قصيرة.
سجن بلا جدران
على الرغم من تصاعد القتال في مناطق أخرى باليمن، قال جريفيث إنه لا يزال متفائلا.
وأضاف «أكثر من أي وقت مضى، هناك إرادة سياسية تبديها كل الأطراف من أجل وضع نهاية لهذا الصراع… ما نحتاج أن نراه الآن هو تنفيذ شروط الاتفاق بالكامل وبسرعة». ويعتري الجمود الصراع اليمني منذ سنوات مع عجز التحالف بقيادة السعودية الذي يضم دولا سنية وعربية وحلفاء يمنيين عن هزيمة حركة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم المراكز الحضرية. ومنذ العام الماضي حاول التحالف مرتين السيطرة على ميناء الحديدة لإجبار الحوثيين على التفاوض لكنه تراجع عن شن هجوم كامل وسط مخاوف من أن يؤدي تعطيل خطوط الإمداد إلى مجاعة. ودعت 14 منظمة خيرية في اجتماع لندن إلى تحرك لتخفيف الأزمة الإنسانية. وقال أوسان كمال مدير حملة منظمة أوكسفام في اليمن لرويترز «هذا ما أود أن أسميه بأنه سجن بلا جدران لمن يعيشون في البلد الآن. إنه وضع صعب يكافح فيه الناس لشراء مؤنهم اليومية كي يتمكنوا من إطعام أطفالهم». وقالت كيمبرلي براون المسؤولة بالصليب الأحمر البريطاني إن 85 ألف طفل هلكوا وإن سوء التغذية يترك أثرا بالغا. وأضافت «أعلم من زملائي أن الوضع يتدهور بشدة في الوقت الحالي».