أمام أنظاركم..
نبيل يوسف
عن بعد، أتابع ما تفعله شركة المشاريع النفطية التي تعد التشكيل التنفيذي الأوحد لوزارة النفط منذ تأسيسها في سنة ١٩٦٤.. ولعلها تختلف عن أذرع الوزارة الباقيات بأنها «تنتج لتأكل»، فهي «الشغيل» الرئيس للنفط العراقية الذي عليه لمّ شمل أدوات الوزارة، إلى ناحية مشاريعها، لإثبات أن ما ينتجه ملاكها الوطني الخالص، بإسناد من شركات الوزارة المستفيدة من المشاريع التي تنجزها، ينافس أو يضاهي ما تنتجه الأذرع والأدوات المادية والبشرية لكبريات الشركات الأجنبية لا سيما العاملة حالياً في حقول البلاد النفطية.
وعن قرب، فان شركة المشاريع النفطية، المعروفة على نطاق إقليمي ودولي ب (SCOP)، انجزت خلال حقب مضت كبريات المشاريع والتي من بينها: إحدى مصافي دولة الصومال (شيدته الشركة في سبعينيات القرن الفائت)، وأنبوب نقل النفط الخام العراقي عبر الأراضي التركية (دشن سنة ١٩٧٦) والذي ما زال يُعدّ حتى اللحظة أحد المنفذين الرئيسين لتصدير الخام العراقي إلى العالم إضافة إلى المنفذ البحري عبر الخليج، علاوة على تشييدها الأنبوب الناقل للخام العراقي إلى دول العالم عبر أراضي المملكة العربية السعودية عبر ميناء ينبع على البحر الأحمر (دشن سنة ١٩٩٠ وتوقف العمل به فيما بعد لأسباب سياسية)، وميناء البصرة الكبير (ميناء البكر سابقاً والذي انجز سنة ١٩٧٥)، ومصاف من بينها مصفاة البصرة (١٩٧٤) والشمال (١٩٨٣) والنجف (٢٠١١) ومصفيي بيجي وصلاح الدين، هذا والشركة ما زالت تحاول توثيق انها المنفذة لكبريات المشاريع التخصصية في العراق ومنها الخطوط النفطية الستراتيجية الثلاثة التي تعد شرايين التصدير أو
المناورة بين حقول جنوب وشمال وغرب البلاد، فضلاً عن دورها في تأسيس وتشييد حاضنات النتاج النفطي والغازي من خزانات تخصصية ومن بينها ايضاً مستودع الفاو (نفذت خزانات تستوعب ٨ ملايين برميل نفط خام يومياً)، علاوة على انجازها منشأة تحسين البنزين في مصفاة البصرة (وتنتج هذه للاستعمال الداخلي ١٠ آلاف برميل يومياً من البنزين عالي النقاوة).. ومنشآت ومرافق متعددة الاستخدامات والأهداف، لترسم هذه الشركة العريقة خارطة طريق الرقم الأخير (الصادرات) لدى منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» على وجه التحديد.
وقدّر لشركة المشاريع النفطية، في عقود مضت، انجازها شبكة أنابيب الغاز الوطنية، وطورت الحقول النفطية والغازية متحدية التاريخ والحاضر بأن لمساتها مطبوعة على جبين اي موقع نفطي في البلاد، ناهيك عن أن أعمالها الجارية في مصفاة كربلاء التي من المؤمل أن تنتج نحو ١٤٠ ألف برميل يومياً من المشتقات النفطية فائقة الجودة.
ولوحظ ان شركة المشاريع لم تقف أمام جائحة كورونا مكتوفة الأيدي، فاخبارها عبّرت عن مزيد من التحدي في ظروف قاهرة مرت أو ما زالت تمر بها البلاد، فالشركة عززت موقف الجهات الصحية برفد الأخيرة بما تملك من أدوات وبادرت في غير مناسبة داعمة للمرفق الصحي لمواجهة الفيروس، وقالت قولها في «تملص» أبنائها من قيود حظر التجوال الى حيث مواقع عملهم لمواصلة الإنتاج ملتزمين بتعليمات خلية الأزمة الحكومية. يظهر، في غير هامش للشركة هذه ان مسؤولها شاب مثابر، كما هو ديدن ملاكها الفني والهندسي، يريد المجازفات المتكئة على خبرة وباع هندسي طويل لا الركون الى «اعمل بما هو متاح».. لذلك فان ما حققته المشاريع النفطية في زمن كورونا بالتحديد ليس بهّين اذا ما توقفنا عند تنفيذ أنبوب الغاز المغذي لمحطة كهرباء القيارة وتأهيلها مصفاة الكسك في محافظة نينوى (تبعد نحو ٦٠ كيلومترا عن الحدود السورية)، علاوة على انجازها مشروع تأهيل قاعة الشعب التراثية في بغداد (قاعة الملك غازي) استعداداً لاستقبال العراق أعضاء (أوبك) للاحتفاء بذكرى تأسيس المنظمة العالمية للدول المصدرة للنفط في بغداد في سنة ١٩٦٠، وانجازها مشاريع استغلال الغاز المصاحب لعمليات انتاج النفط في المنطقة الجنوبية من البلاد.. والحديث عن الشهداء الذين اعطتهم الشركة بعد ٢٠١٤ قد يطول.
يا جماعة.. ثمة جنود مجهولين يعملون بإخلاص وتفان في أصعب الظروف وأقساها ولم يشر لهم…
ولله درّ العراقيين