ا يستفزنَّك السفهاء

حسين الصدر

-1-

الحماقة والسفاهة داءان وخيمان ابتُليتْ البشريةُ بِمَنْ أُصيب بهما وما تزال ..
قال الشاعر :
لكُلِّ داءٍ دواءٌ يُستطبُ بِهِ
الاّ الحماقة أَعيْتْ مَنْ يُداويها
-2-

وفي العراق الجديد مجاميع لا يستهان بها مِنْ الحمقى والسفهاء الذين يُناصبون المؤسسة الدينية العِداء ابتداءً مِنْ رأس الهرم (المرجعية) وانتهاءً بآخر عمامة من عَمائم طلاّب العلم في الحوزات العلمية الشريفة، ويسعون الى تشويه الحقائق، وبثّ الاشاعات المُغْرضة المسيئة لهم دون هوادة .
-3 –

وهؤلاء هم بأنفسهم يرفعون عقيرتهم بَيْنَ الحين والحين مُطالبين المؤسسة الدينية بأنْ تتدخل وتقول كلمتها لانقاذ الشعب والوطن مِنْ أيدي الفاشلين، والغارقين الى الأذقان في الفساد والافساد ..!!
إنّ المؤسسة الدينية لا تحتاج الى مَنْ يُذّكرها بواجباتها الشرعية والأخلاقية والوطنية ولكنَّ الحمقى والسفهاء يُثبتون بمطالبتهم تلك حماقتهم وسفاهتهم ..!!
-4-

واستفزازات السفهاء لا ينبغي أنْ تُقابَل بالردّ ..
والترفع عن جوابهم هو سيد الحلول
جاء في التاريخ :
” انّ رجلاً شتم ( قنبرا ) – مَوْلَى الامام عليّ بن ابي طالب (ع)- فناداه الامام وقال :
يا قنبر
دع شاتِمَكَ ،
وألهُ عنه ،
تُرضِ الرحمن،
وتسخط الشيطان،
وتعاقب شاتِمَكَ،
فما عُوقِبَ الأحمقُ بِمِثْلِ السكوت عنه “
وأنشد بعض الشعراء :
وَلَلكَفُّ عَنْ شَتْمِ اللئيمِ تكرماً
أضرُّ له مِنْ شَتْمِهِ حينَ يَشتمُ
وقال آخر :
وما شيءٌ أحبّ الى سَفيهٍ
اذا سبَّ الكريمَ مِنْ الجَواب

مُتارَكَةُ السفيهِ بِلا جَوابٍ
أشدّ على السفيه مِنَ السُباب
وقال ثالث :
اذا نطقَ السَفِيهُ فلا تُجِبْهُ
فخيرٌ مِنْ إجابَتِهِ السكوتُ
وحُكِيَ عن ( الأحنف بن قيس ) قوله :
” ما عاداني أحدٌ قط ، الا اخذتُ باحدى ثلاث خصال
إنْ كان أعلى مِنّي عرفتُ له قَدْرَهُ ،
وإنْ كان دُوني رفعتُ قدري عنه ،
وإنْ كان نظيري تفضلت عليه “
وقد أشار الى هذا الشاعر بقوله “
فما الناسُ الاّ واحدٌ من ثلاثةٍ
شريفٌ ومَشْروفٌ ومِثْلٌ مُقاوِمُ
وأمّا الذي فوقي فأعرفُ قدره
واتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازِمُ
وأمّا الذي دُوني فانْ قال صنتُ عَنْ
إجابَتِه عِرضي وإنْ لامَ لائِمُ
وأمّا الذي مثلي فانْ زلّ أوهفا
تفضلتُ إنّ الفضلَ بالحلم حاكِمُ
نعم

إنَّ الزبدَ الى فناء، وما ينفعُ الناس لا يمحوه السفهاء
قال تعالى :
{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
الرعد /17
والعُقبى للصابرين .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة