المباشرة قريبا باعمار وصيانة قصر الثقافة في البصرة

ضمن حملة لتأهيل الدور التراثية

البصرة ـ سعدي السند:

بحث ممثل اليونسكو في البصرة المهندس الأستشاري قصي الشمخاوي مع ادارة قصر الثقافة والفنون في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار استعدادات منظمة اليونسكو
لأعمار وصيانة بناية القصر وهو من الدور التراثية الواقعة في شارع الشناشيل بمنطقة البصرة القديمة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة والحكومة المحلية في البصرة .

الاهتمام بهذا الفن المعماري
وقال ممثل اليونسكو في البصرة خلال الأجتماع : تم تكليفي من قبل الأدارة العليا لمنظمة اليونسكو في العراق أن أبحث مع ادارة القصر استعدادات المنظمة للمباشرة بمشروع ترميم وتأهيل هذا القصر ضمن مجموعة من البيوت التراثية في البصرة والواقعة في شارع الشناشيل في منطقة نظران في البصرة القديمة والتي ستشمل أيضا تأهيل جزء من قناة نهر العشار بعد أن تم الأتفاق والتعاون لأنجاز هذه المشاريع مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار والحكومة المحلية في البصرة للمحافظة على الجانب التراثي الجميل لبيوت الشناشيل والتي هي قطع فنية رائعة، مع جمال نقوشها الخشبية وقد التفتت منظمة اليونسكو الى المعالم المميزة لفنون العمارة البصرية ، ووضعت خطة لمشروع اعادة احيائها والحفاظ على الخصوصية العمرانية المحلية لمدينة البصرة ، والاهتمام بهذا الفن المعماري الجميل والرائع نظراً لأهمية الشناشيل وجماليتها في العمارة البصرية مضيفا ان بعض الجدران والاخشاب في هذه البيوت قد تكون آيلة للسقوط بل سقط بعضها بسبب قدمها

تحفة تراثية مهمة ونادرة
وأضاف ممثل اليونسكو ايضا وهو يتجول في أروقة القصر ويطلّع على الغرف وعلى الملحقات الخدمية فيه بصحبة أدارة القصر :
ان قصر الثقافة والفنون هذا والذي نجتمع فيه الآن وهو (قصر الشيخ خزعل الكعبي ) يعد تحفة تراثية مهمة ونادرة ولابد من ان يعاد لهذا المكان جمال بنائه وبالشكل الذي يحافظ فيه الفنيون عند المباشرة بتأهيله وصيانته على طابعه التراثي الذي تتميز فيه عمليات بنائه … وهو يمثل حقبة مهمة من تاريخ مدينة البصرة وضرورة الاسراع بأنجاز أعمال صيانته كونه يهتم ومنذ عدة سنوات بأقامة عشرات الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية ويتوافد عليه خلال هذه الفعاليات مئات المبدعين والمثقفين لحضور تلك الفعاليات والمشاركة فيها اضافة الى توافد شرائح أجتماعية أخرى عليه وطلبة وأطفال كونه يمثل واجهوا بداعية مهمة تحتضن العشرات من الأنشطة أيضا لخدمة هذه الشرائح وسنعمل على الأسراع بأنجاز ماهو مطلوب من منظمة اليونسكو في هذا القصر ليعاود نشاطه بعد انجاز بعد المباشرة بتنفيذ مشروع صيانته وتأهيله.

الشناشيل من الظواهر الرئيسة في البيوت البصرية التراثية
وتعد الشناشيل من الظواهر الرئيسية والمألوفة في البيوت البصرية التراثية، والتي تدل على الثراء، ففي بيوت الميسورين تتحول الشناشيل إلى قطع فنية رائعة، وذلك لجمال نقوشها الخشبية التي تتخللها قطع زجاجية صغيرة ملونة
وتشيد الشناشيل أساساً على قسم من بناء الطابق الأول يضاف إلى المساحة الأساسية للدار، وذلك عن طريق إحداث بروز يستند إلى روافد خشبية أو معدنية، وعندما يتسع البروز نسبياً يعمد المعمار إلى تدريج ألواح الخشب أو الروافد ليمكنه الحصول على نقاط استناد قوية تشيّد فوقها الشناشيل، ويتراوح البروز عادة ما بين متر واحد أو أكثر بقليل.
ويكون بناء الشناشيل من الخشب بدلاً من الآجر أو الحديد وذلك للتغلب على مشاكل الثقل في توسعة البناء، وكذلك مساعدة الخشب في تحقيق برودة الجو الداخلي للغرفة عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى البيت دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول إلى غرف الشناشيل من خلال الفتحات الخارجية المشبكة وكذلك تحفظ للسكان حرمتهم وخصوصيتهم فهي مصممة لحجب الرؤية من الخارج للجالسين في هذه الشرفات أو الغرف الملحقة بها.
والشناشيل المصطفة على طول الطريق العام توفر مظلّة طويلة يحتمي بها المشاة من شمس الصيف وأمطار الشتاء.
وستبقى شناشيل مدينة البصرة على الرغم من إزالة الكثير منها شاهداً حياً على جمالية العمارة البصرية وتقدمها خلال فترات من تاريخها الحضاري العريق

مشروع اليونسكو
وقد التفتت منظمة اليونسكو الى المعالم المميزة لفنون العمارة البصرية ، ووضعت خطة لمشروع اعادة احياء صناعة الشناشيل والحفاظ على الخصوصية العمرانية المحلية لمدينة البصرة ، والاهتمام بهذا الفن المعماري الجميل والرائع .
ويتضمن مشروع اليونسكو دعم وتشجيع النشاطات الابداعية في صناعة الشناشيل والفنون الاسلامية الاخرى والعناية بالحرفيين وتقدير دورهم ومكانتهم في المجتمع باعتبارهم عنصراً أساسياً في بقاء هذا التراث والحفاظ عليه واستمراره ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم واستمراره ودعوة الخبراء والفنانين والحرفيين المتخصصين في هذا المجال لوضع رؤى وتصورات لاستخدام الشناشيل في العمارة البصرية ، واعادة ترميم وصيانة البيوت التراثية والتعاون والتنسيق مع مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية ـ ارسيكا ـ باسطنبول التابع لمنظمة التعاون الاسلامي والذي يقوم بمهام احياء تراث شعوب الدول الاسلامية .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة