أورد ان المنطقة بحاجة ماسة الى تخفيف النزاعات
الصباح الجديد – وكالات
رصد موقع “وورلد بوليتيكس ريفيو” الاميركي “التحول في الديناميكيات الاقليمية” من خلال استئناف المفاوضات في فيينا حول الاتفاق النووي الايراني، والمحادثات المباشرة التي استضافها العراق بين السعودية وايران.
وبرغم ان تقرير الموقع الاميركي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، اشار الى ان التأثير المحتمل للمحادثات السعودية -الايرانية، يجب ان يكون مخففا، الا ان اتصالات كهذه بينهما، يجب ان تحدث بالفعل وهي تطور مرحب به بعد القطيعة الديبلوماسية بينهما منذ العام 2016 عندما أعدمت السعودية رجل دين شيعي وقيام متظاهرين ايرانيين باقتحام السفارة السعودية في طهران احتجاجا.
وبسبب الواقع الجغرافي والديموغرافي والتاريخي، فان الخصومة السعودية وايران، محتومة، لكن الخصومة هذه تحولت الى عداء بعد الثورة الاسلامية في ايران واسقاط نظام الشاه.
واشار الموقع الى ان المخاوف من قيام ايران بتصدير الثورة في المراحل الاولى، تحولت لاحقا الى “انخراط اكثر براغماتية” بين ايران وجيرانها العرب، لكن اسقاط نظامي كابول وبغداد، وهما من خصوم طهران، فيما بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر على أميركا، خلق مناخا عزز طموحات ايران ووضعها في مسار تصادمي مباشر مع السعودية والدول الاخرى في مجلس التعاون الخليجي.
واعتبر التقرير انه بدلا من ان تقوم الولايات المتحدة بالعمل على الحد من الفرص امام ايران للاستفادة من الميزات التنافسية لها في المنطقة، فان واشنطن وحلفائها الاقليميين وفروا بالمقابل لايران فرصا عديدة للتدخل في الشؤون العربية.
واوضح انه عوضا عن احتواء آمال ايران غير العقلانية من اجل الهيمنة، فان الجهود التي بذلت لاحتوائها لم تؤد سوى الى تفاقم السلوك الايراني على المدى الطويل الاكثر تخريبا في افغانستان والعراق وسوريا واليمن.
واشار الى ان الدول الخليجية أملت دوما ان تقوم الولايات المتحدة بتخليصهم من خصمهم غير المرغوب فيه من خلال “قطع رأس الافعى” كما قال الملك السعودي السابق عبدالله لمسؤولين اميركيين في العام 2008، بحسب ما كشفت وثائق ديبلوماسية اميركية.
والآن، فيما تشير الولايات المتحدة الى انها ليست راغبة في توسيع التزاماتها العسكرية في الشرق الاوسط، فان احتمالات تحقق تلك الامنية، تتلاشى، وفي المقابل، فان المنطقة بحاجة ماسة الى حوار جدي وتخفيف النزاعات، وان المفاوضات الايرانية-السعودية المباشرة، تشكل نقطة ممتازة للانطلاق.
وتابع التقرير ان مفاوضات كهذه، ملائمة للعراق ايضا والذي ما زال يدفع ثمنا باهظا بسبب انعدام الاستقرار في المنطقة، فالغزو الاميركي في العام 2003، قلب النظام الاقليمي وفتح الابواب امام التدخلات الايرانية في الشؤون العراقية.
واضاف ان العراق بطبيعة الحال، مرتبط بايران بالعديد من الطرق ولا يتحمل ان تكون لديه علاقات عدائية مع جارته، ولا يمكنه تحمل ان الاعمال العدائية الاقليمية على حدوده. وتابع ان العراق مكشوف امام أهواء شركائه ورعاته خاصة الولايات المتحدة وايران.
وسبق لادارة دونالد ترامب ان نظرت الى العراق من منظور توتر علاقاتها مع ايران، وهي نظرة مصيرها الفشل، لانها تسيء فهم المصالح العراقية وتطرح مطالب غير منطقية من الطبقة السياسية العراقية.
ودعا التقرير الاميركي الولايات المتحدة ان تنظر الى المفاوضات السعودية-الايرانية، على انها تطور ايجابي، مضيفا ان الحوار الاقليمي لا يمكنه وحده تجاوز الاستقطاب والعداوات للمرحلة الحالية، لكنها بالتأكيد النقطة التي يمكن البدء من عندها.