برتولد بريخت: قصيدة الأنهار

هذه القصيدة نشيد إنساني مليء بالأمل الثوري يطلقها الشاعر والمسرحي الألماني برتولد بريخت (1898 – 1956) لأنهار العالم لأنها رمز الحياة والثورة والتجدد.

اخترنا القصيدة من كتاب “قصائد برتولد بريخت” الصادر عام 1986 عن دار الفارابي بترجمة أحمد حسان.


المسيسيبي العجوز يثور

يكتسح ماشيتنا وحتى الأرض.

طاردوهم إلى الجحيم غوغاء القمم أولئك

الذين يدعونه طليقًا سنة بعد سنة

فنحن الذين اختفت حقولنا

لن نغفر شيئًا

حين يكون سادته قد اختفوا

سوف نروضه

نَهْر الغانج يفيض في الهند

حيث يفيض يعم الخصب

وهناك يفيض يعم الجوع

ولكن بالتأكيد لن ظل الحال هكذا دائمًا

فنحن الذين زرعنا حقول الأرز

وروينا الوادي

نعلم، أن اليوم الذي أصبح قريبًا، حين

ننال وجبتنا.

نيلنا يفيض في مصر

المعابدُ والقصور تنظر إليه

والعبودية عمرها ستة آلاف عام

لكن الأرجح أنه لن يمتد طويلًا.

فنحن الذين بنينا تلك المنازل

ورفعنا حجرًا فوق حجر

نعلم أن اليوم لم يعد بعيدًا حين

نسكنها.

صيننا! نهرنا يانغ تسي!

حيث يفيض فكل شيء ملكنا حتى البحر

حيث يفيض نذهب إلى العمل مبتهجين

حيث يجري نذهب للعمل بسرور

والعمل أيضًا يصير بهجة

لكنه لم يكن مُلكنا دائمًا.

تطلب الأمر قتالًا مريرًا

قبل المعول رفرف القلم

وكان احمر.

الفولغا ايتها الأم الحبيبة!

لينين كان ابنكِ

لم يتردد طويلًا.

وصمتت أغنية عبودية من يجرون السفن

والآن تزأر التوربينات

اسم مدينتنا ستالينغراد

وعدو العالم سقط هنا.

وأنتم، حيثما قابلتموه

اهزموه كما فعلنا.

دون شك يفيض نهرنا الأمازون

في البرازيل لكنه يتبع الولايات المتحدة

إنه ضخم وقوي ويعمل..

في خدمة السادة الذين لم يرهم أبدًا.

لكن ذات يومن لم يعد بعيدًا

وفد أقسمنا على ذلك

سيقوم بعمله لنا نحن الذين ولدنا هنا.

للأرض أنهار قوية

تحملها بالعديد من الثمار الجميلة

لكننا نحن البروليتاريا

أخصب أنهار هذه الأرض.

وأقواها كذلك، أيها الأصدقاء،

ولا يحده سد:

يفيض فوق الأرض لا يوقفه شيء.

*عن ألترا صوت

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة