“ضحكة خير ان شاء الله”.. نحن نخاف السعادة من دون ادراك

احلام يوسف
كلنا نسمع عن انواع الخوف وانواع تخص الرهاب، كرهاب المرتفعات او الزواحف، او الظلمة الى اخره، لكن من منا سمع برهاب السعادة؟!
للتعرف اكثر على رهاب السعادة واسبابه وانواعه كان لابد لنا من لقاء دكتور اختصاص بالطب النفسي.
يوضح الدكتور مهند الحياني: “الرهاب أو عُصاب المخاوف أو الفوبيا، خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة او اجسام واشياء وحتى ملامح معينة، خوف متواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفته بان هناك مشكلة يعاني منها ولا يستطيع ان يعرّفها”.
وتابع: “هناك انواع كثيرة من الرهاب قد لا تخطر على البال ولا نتصورها، وقد يسخر منها البعض، لكن الموضوع لا يحتمل السخرية، لانه مرض يحتاج بالفعل الى علاج. هناك رهاب الاستحمام، رهاب المؤنفات، أي الاشياء المدببة كالابر والسكاكين، رهاب الالوان، رهاب الزمن والخوف من مرور الزمن، وهناك عشرات الانواع منه، لذلك فعلينا ان نتعامل بجدية مع من يعلن خوفه من امر معين نجده اعتياديا وطبيعيا”.
نعرف ان الرهاب يعني الخوف من شيء معين او التحسس منه، لكن كيف يمكن ان يحدث رهاب السعادة؟

  • “هناك اسباب ودوافع للخوف من السعادة تختلف من شخص الى شخص اخر، السبب ان هناك امورا مؤسفة وحزينة تحدث بعد مرور وقت سعيد ومبهج، مثلا ان يصاب الشخص بصدمة لفقدانه من يحب، او ان يسمع خبر موت احد وهو بمكان حفل او مع اصدقائه ويقضون وقتا ممتعا، فتصبح حالة السعادة مرتبطة بامر بشع يحدث بعدها، تتطور الحالة في بعض الاحيان الى الرهاب. لدينا جملة شائعة نكررها في اوقات السعادة او بعد ان يمر وقت نضحك فيه كثيرا (ضحكة خير)، الضحك خير بكل الاحوال، لكن هؤلاء يتوقعون حدوث امر مؤسف بمجرد انهم قضوا وقتا ممتعا او انه ضحك كثيرا وحتى هذا ربما يتطور الى ما يسمى رهاب السعادة (شيرفوبيا)”.
    واضاف: “هناك اشخاص انطوائيين، لديهم تخوف من التجمعات الكبيرة وربما مصابين برهاب المجتمع، هؤلاء غالبا يكونون عرضة لرهاب السعادة، لانهم يخافون اصلا من التجمعات التي ترتبط باجواء المرح والسعادة ويمكن ان تتطور الحالة الى الاكتئاب”.
    كيف يمكن ان نتخلص من هذا الشعور او نسهم بتجنب الاخرين له؟
    -“هناك جمل علينا ان نرددها ونقنع الاخرين بها، ان الوقت السعيد لا تعقبه مصيبة، وان نجبرهم بطريقة غير مباشرة على قضاء وقت ممتع لاقناعهم، وان البحث عن السعادة لا يعني انك عديم الاحساس بل انك تحب الحياة التي انعم الله بها عليك، وانها ليست اضاعة للوقت بل تجديده واضفاء شيء جميلا عليه. الخوف اصل الحالة، فعلينا ان نبحث عن اسبابه ومن ثم ايجاد الوسيلة الامثل لتصحيح المفاهيم لديه”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة