سمير خليل
للسنة الثانية على التوالي يزورنا عيد الفطر السعيد ونحن مطوقين متوجسين حذرين من الوباء اللعينكورونا الذي يحاصرنا منذ سنتين، هذا الفايروس الذي ضرب مفاصل الحياة في كل انحاء العالم واربك سبل معيشتها بات الشغل الشاغل الذي يؤرق البشرية والبحث الدؤوب عن الوسائل الفعالة لمحاربته والقضاء عليه.
العيد عندنا يحمل مضامين كثيرة فهو مناسبة دينية طقسية اجتماعية، فبالاضافة للانشطة والفعاليات الدينية فان العيد عادة مايكون فرصة للتواصل الاجتماعي حيث تتصافى القلوب وتذوب الخلافات فيبدأ الناس بالتواصل والتزاور.
ولعل الفئة التي تكون الاسعد خلال العيد هي فئة الاطفال، فللعيد عندهم عنوان آخر، هو فسحة للفرح والحرية والانطلاق حيث يملأ هؤلاء الاطفال ايام العيد صخبا وحركة عندما يتناثرون في المتنزهات ومدن الالعاب واماكن اللهو البريئة مرتدين الملابس الجديدة الملونة بالوان الفرح والحبور، وكلنا يتذكر عندما كنا صغارا حيث كان العيد فرصة لنا للتحرر من قيد الدوام المدرسي الروتيني ومتابعات وانفعالات الاهل والحاحهم الدائم على الاهتمام بالدروس.
وقبيل حلول عيد الفطر الحالي اعلنت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، وهي الجهة المسؤولة عن ملف كورونا في العراق عن حظر صحي شامل طيلة 12 يوما بضمنها ايام العيد ، ثم عادت وقررت العودة لنظام الحظر الجزئي من الساعة التاسعة مساءا حتى الساعة الخامسة فجرا، لاقى القرار ترحيبا كبيرا لدى عامة الناس لانه يسمح بالحركة خلال النهار بالنسبة للعائلات والاطفال وكذلك عودة النشاط التجاري فيما يخص الجانب المعيشي لدى شريحة كبيرة من الكسبة برغم ان اللجنة اوصت باستمرار غلق المولات والمطاعم والكافيتريات والمقاهي وقاعات المناسبات والمساجات والمسابح خلال عطلة العيد على ان تفتح ابتداءا من اليوم الاثنين، عدا قاعات المناسبات والمساجات والمسابح.
وحسب رأي اللجنة فان رفع الحظر الشامل سيسهم في انسيابية عملية التلقيح ضد الوباء وتسهيل وصول الناس لمراكز التلقيح، برغم هذا فان حركة الناس وردود افعالهم جراء هذا القرار كانت خجولة بسبب هاجس الخوف من الاصابة بالوباء اضافة لارتفاع درجة الحرارة خلال النهار، ولكن مع بداية غروب الشمس ازدحمت بعض المناطق المعروفة بحركتها التجارية والبشرية في بغداد والمحافظات بالناس في صورة توحي بالتحدي للوباء والتفاؤل بزواله والقضاء عليه، في حين فتح متنزه الزوراء في بغداد مثلا ابوابه لدخول العائلات مجانا شرط الالتزام بالاجراءات الصحية والمحافظة على النظافة، في وقت نصبت امانة بغداد اجهزة تعفير بمداخل المتنزه الى جانب تعفير مرافق والعاب المتنزه بشكل دوري .
ومع وداعنا لايام العيد مازلنا نتمنى وندعو ونتأمل بان يزول هذا الوباء وينطمر في زوايا النسيان يوما ما.