ازعج ما سمعته من سياسي جديد على الساحة ، انه ما زال بعيش في عقلية قرون مضت، فهو مازال يتحدث بان البطولة للرجال وان المرأة هي في الصف الثاني وربما العاشر في سلّم الفئات التي تتصدى لتحديات الحياة السياسية والاجتماعية.
وشعرت بالشفقة على هذا “الرجل” الذي ما زال معيارا الفحولة والشوارب ، من اهم معاييره للتقييم الاجتماعي للعنصر البشري..
واعتقد ان هذا الكائن “المشورب” لايعرف شيئا اطلاقا عن التاريخ الحديث للمرأة العراقية ، وعن تصديها لتحديات أكبر مما يتصور عقله الجامد والجاف والمتخلف معا من دون تردد في هذه التسميات.
ففي الوقت الذي يقضي هذا “الرجل” يومياته متنقلا من فندق الى فندق ومن عاصمة الى عاصمة ، قامت عصابات داعش قبل ايام معدودات باعدام امرأة في جنوب غرب كركوك، بعد أن شتمتهم، ودعت الباعة إلى عدم البيع لهم.
وقد أعدمت (ثريا حسن الجبوري) وهي في عقدها الرابع، بناحية الزاب، بعد أن حثت الناس في السوق على مقاطعة التنظيم الارهابي.وثريا الجبوري فقدت زوجها في عام 2007 خلال مشاركته مع قوات الصحوة في قتال القاعدة، فيما يحمل ابنها السلاح في مقاتلة داعش.
ونقول للذي يقاتل داعش من عمّان او بيروت ،إن شهود عيان ذكروا أنه عقب إعدام الجبوري قرب منزلها قرر الاهالي الاستجابة لدعوتها بمقاطعة البيع لداعش ووقف الحركة في السوق وعدم دخوله..!!
وقال أحد الرجال “كانت أكثر شجاعة منا رغم كونها امرأة صرخت بما كان في صدورنا وحركت فيها شيئا كان غائبا عنا هو مقاومتهم وعدم الرضوخ لهم”.
في وقت سابق حملت عضوة محافظة صلاح الدين أمية ناجي جبارة السلاح واستشهدت خلال مقاومتها بالسلاح مع ارهابيي داعش اثناء محاولتهم اقتحام ناحية العلم شرق مدينة تكريت.
وقال ضابط في الشرطة، أن أمية شاركت في القتال إلى جانب قوات الجيش والشرطة مع عدد من أقاربها الرجال رغم طلب القوات الأمنية منها الابتعاد عن خط النار، ونقل عنها في لحظات المواجهة “لن يدخلوا المدينة ويدنسوها إلا على جثتي”.
وتابع “أبدت بسالة رائعة تمكنت خلالها من قتل ما لا يقل عن ثلاثة من مسلحي داعش وجرح آخرين، فضلا عن إخلاء جنود وعناصر شرطة أصيبوا. كانت تركض وسط المواجهة بزيها المعتاد الجبة والوشاح الأسود وهي تحيي في الرجال وترفع هممهم قبل أن ترديها رصاصة قناص سقطت على إثرها شهيدة في الحال”.
وقال “الرجال الذين لم يشاركوا أول الأمر بالمعركة والمترددون شعروا بالخجل من أنفسهم والندم واليوم هم يرفعون السلاح بوجه داعش ويقاتلون مع قوات الأمن اقتداء بأمية” ..وامية ابنة الشيخ ناجي الجبارة الذي قتلته القاعدة في عام 2009 وشقيقها أيضا قتل على يد القاعدة.
وتابع الضابط “انتفض المئات من الرجال الذين كانوا يعتمدون على قوات الأمن ويتكاسلون عن تقديم دعم لهم وبمقتل أمية أحدثت ثورة داخلية ضد الإرهاب”.
وقبل ايام تعرضت النائبة فيان دخيل الى اصابات خطيرة اثر سقوط طائرة المساعدات التي كانت بداخلها لانقاذ النازحين، على موقع فوق جبل سنجار، وهي تساهم مع زميلها البطل اللواء الطيار ماجد عبد السلام عاشور العاشور التميمي، قائد المروحية الذي استشهد في الحادث.
وقبلها امرأة من ديالى حملت رشاش زوجها الذي اصيب في مواجهة مع كلاب داعش واردت اثنين منهم قتلى قبل ان يصيبها رصاصهم وتستشهد دفاعا عن الوطن والبيت والزوج ..
امثلة لاتحصى لنساء عراقيات، قدمن نموذجا متواصلا ومكملا لنضال المرأة العراقية على مر تاريخها العراقي الحديث
اما هذا السياسي فاقول له “اذهب انت وفحولتك وشواربك المصبوغة الى الجحيم “!!