تطابقت وجهات النظر الاوربية في توصيف (داعش) واعتبارها جزءا من منظومة الارهاب المنظم الذي بدء ينمو ويتسع ويهدد اجزاء اقليمية واسعة من منطقة الشرق الاوسط ..ولربما كان الاوربيون اكثر واقعية من الولايات المتحدة الامريكية التي فضلت توجيه ضربات عسكرية محدودة في مواجهة هذا التنظيم الذي لايختلف في اهدافه البعيدة كثيرا عن تنظيم القاعدة وهو الذي يتسق في كثير من اساليبه مع فلسفة هذا التنظيم ..!! حيث ايقن الاوربيون ان مواجهة (داعش) عسكريا تنطلق اولا من تجفيف منابع التمويل ومنافذ الانطلاق للمجاميع المسلحة التي تتوزع في المدن الاوربية والاقليمية والعربية وكان لابد اولا من وضع اليد والعمل على غلق هذه المنافذ وادركوا ان اقتلاع جذور داعش فضل من تقليم اظافرها كما تريد اميركا وتسارعت الخطوات الاوربية بمبادرات احادية لدول متعددة كفرنسا وهولندا وبريطانيا واخيرا المانيا وغيرها من الدول حيث عبرت عن تضامنها مع اقليم كردستان الذي شكل في الايام الاخيرة الواجهة الامامية لقتال داعش وجاءت زيارات وزراء الخارجية في هذه الدول لتاكيد هذا الدعم والاعلان عن بدء سياسة اوربية جديدة لمواجهة اخطر تنظيم ارهابي اقترب كثيرا من تهديد مصالح الغرب وفي نفس الوقت كشف هذا التعاطي الاوربي في التعامل مع الازمة الخطيرة التي يواجهها العراق عن مدى استهانة دول اخرى وتفرجها منذ شهور عديدة على مايجري في المنطقة عامة والعراق خاصة رغم التحذيرات التي اطلقت للوقوف امام هذا الخطر ..ويعود الفضل اليوم لدول اوربا في سرعة التحرك داخل اروقة مجلس الامن الدولي لوقف هذا التداعي السريع لهذا الملف الخطير الذي انتشرت حرائقه سريعا وبات يهدد دول مثل تركيا وايران ودول الخليج مثلما هدد بشكل مباشر مصالح الولايات المتحدة الامركية واوربا في هذه المنطقة عموما وقد تكللت هذه الجهود بصدور قرار مجلس الامن الدولي الاخير ضمن البند السابع والذي قطع الطريق على اية دولة او اية جهة او مجموعة لمواصلة تقديم دعمها لهذا التنظيم المشبوه مثلما سيضع هذا القرار حدا لتفرج دول عديدة على خروج الاف الشباب المغرربهم والالتحاق بصفوف هذا التنظيم ..وبهذا تكون اوربا حقا اكثر واقعية في معالجة اخطر امتداد ارهابي يتسع يوما بعد يوم في ارجاء المنطقة ويواصل سفك الدماء دون هوادة …!! اوربا اليوم تتحد في العراق وتعلن عن تضامنها الكامل مع كردستان واستعدادها لتقديم كل اشكال الدعم للاقليم في مواجهة هذا الخطر مع انطلاق عمليات تزويد قوات الاقليم بشحنات السلاح والعتاد مباشرة ولاول مرة ..!! ونعتقد ان الايام المقبلة ستشهد تعزيزا لهذا الدعم الاوربي مع تشكيل حكومة عراقية جديدة حيث يصبح بالامكان توسيع التعاون الاوربي مع العراق كدولة اتحادية لمواجهة ارهاب داعش ورسم معالم مرحلة جديدة من التعاون الدولي واشراك اكبر عدد ممكن من الدول للوقوف بوجه اشرس هجمة ارهابية يواجهها العراق والمنطقة ..واستثمار القرار الدولي ووضعه موضع التنفيذ باقرب وقت …!!!
علي شمخي