الصباح الجديد – متابعة:
العديد من الاشخاص يصفون الزواج بانه السبب الاول لتدمير مشاعر الحب، لكن ليس منهم من يفكر قليلا بالأسباب التي تجعل مشاعر الحب تأفل بعد الزواج.
العلاقات العاطفية ومرحلة الخطبة لا يمكن ان تحدد ملامح الزواج الناجح، ففي هاتين المرحلتين يظل الشاب والشابة في حالة خوف وقلق ما يجعلهما يتصرفان بطريقة بعيدة عن العفوية وقريبة اكثر الى التصنع واحيانا تصل الى ان يكذب احدهما على الاخر بشأن طبيعته الشخصية وطبيعة الظروف المحيطة به خوفا من خسارة الشريك.
من بين التغييرات التي تحصل بعد الزواج والتي تؤثر على علاقة الحب، انجاب الطفل الاول، فهي تجربة جديدة تماما على الطرفين، ولابد ان تأخذ اهتمام الأم بالكامل ما يُشعر الزوج بانه مهمل، ومن هنا تبدأ المشكلات الصغيرة التي يمكن ان تكبر بمرور الوقت ان لم يتصارحا بشأن ما يزعجهما.
لا شك في ان تأثير ولادة الطفل الاول على الحب بين الزوجين وعلى حياتهما معاً كبير. فهذا الحدث سعيد لكنه قد يشكل مرحلة صعبة في علاقتهما. فولادة الطفل تؤدي الى حدوث تغيير كبير في عاداتهما اليومية. وبالطبع لن تمتلك الام في هذه الحالة الوقت الكافي لمجالسة الاب والتحدث اليه والسؤال عن احواله. ومن الضروري ان يتفهم الاب الواقع الجديد والا يشعر بالغضب او التوتر قدر استطاعته منعاً لإحساس الزوجة بالضغط النفسي وحدوث الخلافات بينهما.
يمكن لوجود الطفل الجديد ان يقلب حياة الزوجين رأساً على عقب ويشمل هذا غالباً عادات النوم والخروج من المنزل والعطلات وكل ما يرتبط بطرق تنظيم الحياة اليومية. اذ يتعين على الزوجين الاهتمام بأمور جديدة منها صحة الطفل وطريقة نومه وطعامه ومرضه وغير ذلك.
من الممكن ان تختلف مواضيع الحوار الذي يدور بينهما والتركيز ينصب على حالات الطفل المختلفة وكل جديد يرتبط به.
في حالة ولادة اول اطفال الاسرة تتغير احوال المرأة وتتحول من الزوجة والحبيبة الى الام. كما ان الزوج يتحول الى كونه الاب. ما يؤدي الى تغيير كبير في دور كل منهما داخل الاسرة. ولهذا تمضي الزوجة اطول وقت ممكن مع الطفل ومن الممكن ان يجد الزوج صعوبة في تقبل هذا الدور الجديد الذي تؤديه. وقد يشعر الزوج الأب احياناً بأن الطفل منافس له عن طريق اللاوعي وربما يشعر بالغيرة منه ومن اهتمام زوجته «المبالغ به» حتى وان كانت تتعامل بصورة طبيعية مع المخلوق الجديد الذي يربط بينهما.
تأثير ولادة الطفل الاول على الحب بين الزوجين واضح. ومن اجل منع حدوث ما يسمى «شجار الطفل» على كل منهما الحرص على التعامل مع الحياة الجديدة بهدوء. عليهما اولاً السعي الى التكيف مع هذه الحياة الجديدة ومع التغيير الذي يتمثل بدخول عنصر جديد اليها.
من المهم ان يتحدث الزوجان عن هذا التغيير بشكل صريح وبوضوح تام مع تعداد المهمات التي بات على كل منهما القيام بها.
يجب ان يحرصا على تجنب الشعور بالتوتر او القلق وان كانت هذه المرحلة متعبة وغير سهلة فعليهما ان يكونا على قدر المسؤولية فكل من يختار حياة الزوجية يعرف ان الزواج يعني اسرة هو مسؤول مع الشريك على انشائها، والطفل اول اعمدتها.
عليهما ادارة هذه المرحلة باهتمام من خلال تنظيم حياتهما. ويعني هذا ان يخصصا وقتاً يقضيانه معاً كلما سمح لهما الطفل بذلك. يمكنهما مثلاً ان يختارا فيلماً يشاهدانه او ان يتشاركان الاحاديث المسلية والممتعة والمضحكة.
على الزوجة ان تحرص على عدم اهمال زوجها وان توليه العناية المطلوبة كلما تمكنت من ذلك. فمن الفضل الا يشعر بأنه مهمل ووحيد.
وفي حال لم يتمكن الزوجان من التكيف مع هذه المرحلة من المفيد ان يعتمدا على خبرة الاختصاصية التي يمكن ان تشرح درجة تأثير ولادة الطفل الاول عليهما وكيفية التعامل مع ذلك، اضافة الى انهما يمكن ان يستعينان بأسرتيهما ويستذكران الطريقة التي كانت تتعاطى بها الام مع اولادها وزوجها.