ثقافات الشعوب وامزجتها تتباين علاقاتها بالألوان

احلام يوسف
نسمع دائما صفات تتعلق بالالوان فمثلا اللون الازرق بصفته من الالوان الباردة والهادئة، فان المشافي اختارته مع اللون الابيض لتكسو جدرانها به كي يساعد على منح المريض حالة من الاسترخاء.
اما اللون الاحمر فارتبط بالحب والقوة ايضا لأنه لون الدم، وهناك نساء كثيرات يخترن لون احمر الشفاه الاحمر نسبة الى تلك الفرضية المتمثلة بدليل القوة. واللون الاصفر دليل غيرة وهناك بعض الشعوب تعده تعبيرا عن السرور.
يقول الباحث دانييل اوبرفيلدتستل من معهد علم النفس في جامعة جوهانس غوتنبرج بألمانيا، والذي شارك في دراسة دولية بشأن الارتباط بين المشاعر والألوان: “أظهرت الدراسة أن إعادة التوافق، إجماع عالمي كبير في هذا الشأن، وشملت الدراسة حوالي 4600 شخص من 30 دولة في ست قارات. وطلب من المشاركين تصنيف 12 لوناً، وفقًا لـ 20 شعور متفاوت. وشكل الباحثون قيماً متوسطة على المستوى المحلي، وقارنوها بالمستوى العالمي.
وذكر الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة علم النفس. ان الالوان وتأثيرها على النفس مرتبط بعادات وثقافات الشعوب، ففي الوقت الذي نجد ان اللون الابيض تعبير عن السلام والفرح، بدليل فستان زفاف العرائس، فانه في الصين يرتبط بالحزن. وينطبق الشيء نفسه على اللون الأرجواني في اليونان. حيث يرتدون اللون الارجواني في الكنيسة الارثوذكسية للتعبير عن الحداد. وفي حين يرتبط اللون الاصفر لدى اغلب الشعوب العربية ي بالغيرة واحيانا بالحقد، الصفراء، نجده عند بعض الشعب، ملازما للحزن وقد يكون السبب في هذا انه يرمز الى الخريف وتساقط اوراق الاشجار التي غالبا يكسوها اللون الاصفر في هذا الوقت.
يقول أوبرفيلد تيفستل ان هناك مجموعة كاملة من العوامل المؤثرة المحتملة، اللغة والثقافة والدين والمناخ وتاريخ التطور البشري والنظام المعرفي البشري.
اما خبيرة النفس أميرة حبراير، فتجد ان دراسة علم نفس الألوان، جديدة نسبياً وتواجه العديد من التحديات، تتمثل الصعوبة الرئيسة بان الالوان وتأثيرها على النفس تؤثر فيها عوامل عدة، تتعلق بطبيعة الشخص وطبيعة افكاره، وطبيعة البيئة التي ينشأ فيها، لذلك فان الصعوبة تكمن بكثرة العوامل التي يمكن ان تؤثر على انفعالاتنا وحالتنا النفسية، ولا يمكن دراسة عامل اللون لوحده حتى وان عزل الشخص داخل جزيرة فيبقى المناخ والوحدة والمسافة التي يبعد فيها عن حياته المعتادة، عوامل اخرى تتنافس مع الالوان في قدرتها على تغيير مزاجه.
لكن وبغض النظر عن تعدد دلالاتها واختلافها وتناقض الافكار بشأنها، تبقى لوحة الحياة غير مكتملة الا بالألوان مجتمعة بحلوها ومرها، بقبحها وحلاوتها، المهم ان نعرف من أي زاوية ننظر اليها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة