“وحيدان.. أنا وظلّلي” جديد نبيل نعمة

بغداد ـــ الصباح الجديد:

عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صدرت مجموعة” وحيدان.. أنا وظلّي” للشاعر نبيل نعمة بواقع 95 صفحة من القطع المتوسط. نبيل نعمة، الشاعر الكربلائي، صاحب المشروع المختلف في الكتابة، يسعى من خلال هذه المجموعة التي منحها هوية ” قصيدة نثر” إلى التأكيد على فرادة مشروعه الشعري أو الكتابي. فهو يرى أن الشعر، لم يعد ذلك المصطلح الذي كان عليه سابقا، بل أصبح كلمة تصلح لأي كتابة يقرر صاحبها أنها شعر، ثم إن الشعر، زرع في أغلب الحقول الكتابية، فهو موجود في الرواية، والقصة. لكن أن تمنح كتابك هوية محددة، فهذا يعني أنك تضع نفسك في زاوية المسؤولية، التي تلزم الكاتب بمجموعة اشتراطات محددة، صعوبة تلك الاشتراطات تكمن في أنها مستلة من داخل الكاتب نفسه، الذي يسعى عبرها إلى وضع بطاقة كتابية خاصة به، تميزه عن غيره، وتميز مشروعه ككل. الصباح الجديد سألت الشاعر نبيل نعمة عن رؤيته وتصوراته عن قصيدة النثر، وفيما إذا كان يرى أنها جنس مستقل بذاته أو كتابة مختلفة عن التسمية التي قد تطلق جزافا لدى البعض ” شعر” وهي لا علاقة لها بالشعر أصلا، فأجاب: يقول أدونيس في معرض حديثه عن قصيدة النثر: ( هذه التسمية كانت حلا عندما أطلقت، وهي الآن بعد أن شاعت تكاد تصبح مشكلة). الحديث عن تجنيس الكتابة بشكل عام تحت مسمى ( شعر) فيه كثير من التعويم، إذ لم يعد الشعر حكرا على جنس او شكل او نوع معين بذاته، الشعر اليوم دخل الرواية والقصة والمسرح وصار لغة للتخاطب في الاعلام ومحدثات التواصل الاجتماعي، أتحدث عن خسارة ربما في خصوصية الشاعر، عن فقدان للوظيفة وخروج عن الأطر المتداولة للحفاظ على ما تبقى من سمات الشعر وتقنياته التي يعرف بها هذا من جهة، ومن جهة أخرى إيمان عميق بخروج قصيدة النثر من دائرة الجدال والمماحكات الكلامية ودخولها في لوحة العالم المضاءة بعد اكتسابها لمشروعية جمالية في الكتابة والتواصل مع الآخر المختلف لسانيا، قصيدة النثر لم تعد مشكلة، صارت دعوة للتكيّف مع الحياة التي تجري والزمن الذي يتغير ويتحوّل بسرعة . لهذا وجدت من الضرورة إشهار كتابي الأخير وحيدان أنا وظلي تحت هذا المسمّى.

 يشي العنوان بثيمة المجموعة كلها وهي الغربة، والاغتراب، تلك الحالة التي قد تكون هاجسا ليس لدى نبيل، وليس لدى الشعراء والكتاب، بل لدى الغالبية، فكلّ، يعاني من اغتراب روحي ومكاني، وجسدي. والشاعر عبر ديوانه، يسعى لخلق صنو ذاتي، يواجه به وحدته واغترابه، وهو الظل، الذي يرافق صاحبه، أينما حل. ولكن ذلك الظل قد يعاني هو الآخر من الوحدة.

يقول نبيل:

الحياةٌ

كتابُ منسيُ

لا شيء ينبت على كتف وحدته

غير الغبار

إنها هوى النايات الذي مس بالطعن الأغاني

الحياة غلط فادح

سلة من الخسارات

مزيد من الحمق

مجازا أختصرها

بحكاية

النوم

والاستيقاظ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة