حكايات للاعبي الكرة في «النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية»

بين درجة الحرارة تحت الصفر والمدرج الخفي والثكنة العسكرية

بغداد ـ امير الفرطوسي:

قد يكون هذا البلد واحد من اكثر الدولة غرابة في القارة الاسيوية فتجد الحياة مختلفة هناك من خلال الأنظمة والقوانين المعمول بها ،اضافة الى ان معظم الزائرين اليها يؤكدون على انها مدينة اشباح ومبهمة.. في هذه الزاوية سنسلط الضوء على كوريا الشمالية من خلال «كرة القدم» حيث خاض منتخبنا الاولمبي العديد من المباراة هناك اولها كانت في تصفيات دورة ميونخ الاولمبية عام ١٩٧١واخرها في العام٢٠٠٧ لحساب تصفيات اولمبياد بكين «الصباح الجديد» استطلعت اراء عدد من اللاعبين حول هذا الموضوع وخرجت لكم بالتالي:

«ثلاجة في بيونغ يانغ»
البداية كانت من لاعب منتخبنا الوطني السابق، مجبل فرطوس، حيث قال: ذهبنا الى موسكو من اجل مباراة الذهاب هناك بعدما تغلبنا في بغداد بهدف نظيف لصباح حاتم من موسكو وصلت طائرتنا الى «بيونغ يانغ» وكانت عبارة عن ثلاجة فدرجت الحرارة كانت «١٣تحت الصفر» كانت الامور جميعها طبيعية الا مصادرة «علبة الدبس» التي بحوزة معالج الفريق فقد منعت من الدخول وعلى اية حال سار الأمر بشكل طبيعي من دون مضايقات تذكر لكن الشعب الكوري لا يحب الغرباء ويعتقدون ان كل غريب عدوا لهم لذلك كان يهربون منا عندما نقترب من تجمع او نحن في الطريق للتبضع ، كان وقت بداية المباراة في الساعة «١١صباحا» وكان الجو «بارد بشكل كبير» وقد تلقينا «٣ اهداف» في الربع الاول من المباراة.

«بلد غريب الاطوار»
بعد الحديث عن العام ١٩٧١ تغير نظام البلد واصبح صعب جدا في العام ٢٠٠٣ فيقول اللاعب السابق احمد مناجد: وصلنا من الصين الى كوريا الشمالية وتم سحب جميع الاموال الخاصة بنا واقصد»الدولار» اضافة الى جهاز الاتصال «ثريا» وعند دخولنا الى العاصمة «بيونغ يانغ» كانت ايام صعبة فقد تم وضع وفدنا في فندق مكون من «٣٠ طابق» ويكاد يكون البناية الاطول هناك يحيط بهذا الفندق بعض المفاعل النووية فقد شاهدنا بلد اشبة بثكنه عسكرية ومع مرور الوقت فقدنا الكثير من الوزن بسبب عدم وجود طعام يناسبنا وهذا ما اتعب الفريق كثيراً .
عند دخولنا الى ملعب المباراة للإحماء لم نشاهد اية مشجع حاضر الى الملعب لكن عندما انتهت مدة الإحماء ودخلنا مرة اخرى من اجل المباراة وجدنا ٦٠ الف متفرج ولكن جميعم «بزي عسكري».
يكمل اللاعب مهدي كريم قائلاً: بعد انتهاء مباراة فيتنام توجهنا بعدها الى الصين لان المنفذ الوحيد لدخول كوريا الشمالية هو عبر الصين كان التشديد الأمني كبير وكانت اسوء ثلاث ايام في تاريخ حياتي الرياضية حيث غاب الطعام الجيد اضافة الى أن التشديد الامني ولد استياء لجميع اللاعبين .
في الفندق كانت هنالك رائحة كريهة وأَسرٌة النوم غير نظيفة لذلك وضعت حقيبة السفر كغطاء بديلاً عن الشرشف.واضاف اللاعب قصي منير قائلاً:عند وصولنا قدم إلينا بطاقة دخول تدون فيها «اموالك- ومتعلقاتك التي وضعت في امانات المطار» اضافة الى تفاصيل تخص أمور الجواز . وحتى عند المغادرة تدون في بطاقتك كم صرفت من اموال في بلدهم ..وعلى اية حال كانت اول المعاناة موضوع الطعام فقد عانينا كثيراً حتى ان الكابتن عدنان حمد طلب من جبار المعالج شراء «دجاج حي» من اجل تناولها وفعلاً ذهب جبار الى الجمعية واشترى»١٢دجاجة» اثنتين منهما فارقتا الحياة في الطريق الى الفندق .. طبعا بعد ان اكتمل الطبخ لم نتمكن من تناول الدجاج كونه كان اشبه (بالبلاستك) مما يصعب تناوله .. اخيراً اتذكر ان هنالك شخصين كانا يرافقان الفريق واحد من الاتحاد الكوري والاخر اعتقد «رجل امن» حيث تمازحنا مع عضو الاتحاد الكوري لكنة اشار لنا بالسكوت خوفاً من رجل الامن.
ويؤكد حارس المرمى، عدي طالب، بعد ان هبطت الطائرة في العاصمة الكورية بقيت تتجول في مدرج المطار ولمدة ساعة كاملة يبدو ان هنالك «مدرج مخفي» طبعا الطائرة كانت سيئة جداً وتكاد ان تكون «خردة» وليست طائرة وكانت الكراسي غير مريحة جداً ، وكانت هنالك روائح كريهة جدا ومع الطعام الذي لا يلائم اللاعب العراقي تعرضت الى وعكة صحية «بين حين واخر كنت اتقيء بسبب الرائحة».

سكانهم «انسان الي»
في الرابع عشر من آذار من العام ٢٠٠٧ كان تعادل منتخبنا الأولمبي امام منتخب كوريا الشمالية بهدفين لكل فريق في مباراة لحساب تصفيات اولمبياد بكين حيث قال اللاعب نبيل عباس عن تلك الرحلة: البلد عبارة عن ثكنة عسكرية والاجواء جدا صعبة بحيث يصعب التنقل من مكان الى اخر والجمهور كان حظورهم إجباري واغلبهم من الجيش وعندما وصلنا الى كوريا الشمالية قادمين من الصين تم سحب جميع «الموبايلات» لكني وضعت جهاز»ايباد» بعيدا عن الانظار لكن بعد يوم تم اكتشافة كوننا كنا مراقبين .
حقيقة لا بد ان تقال .. سافرت الى بلدان عديدة لكني لم اشعر بالخوف الى في بيونغ يانغ حيث كان البشر هناك عبارة عن «انسان الي» فأشارة المرور وضعت لهم وليست للسيارات التي لم نشاهد منها الا القليل اما عن المباراة فتشاهد اللاعب الكوري صامت ولا يبتسم وحتى لا ينظر بوجهك كثيراً .
سألت المترجم الذي جاء معنا من الصين عن وضع هذ البلد فقال: هم يظنون ان اميركا ستقصفهم بالطائرات في اي لحظة لذلك هم متهيئون على مدار ٢٤ ساعة.بعد انتهاء المباراة رجعنا الى المطار تم تسليمنا جميع اجهزة الموبايل و جهاز الايباد.ويؤكد اللاعب حيدر عبودي: ان الاجواء هناك كانت مختلفة جداً فقد تم تحديد تقليص الوفد حسب طلبهم اضافة الى مكان الفندق فقد كان في غابة ولا توجد حتى انارة كافية فية كون الكهرباء كانت تقطع في وقت معين لذلك كان هذا البلد غريب بجميع تفصيلاته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة