احلام يوسف
علي عباس او كما يحب ان يكنى “علي ابن حجي عباس” فنان تميز بتنوع اعماله واشتغالاته التي توحدت بالمادة الخام، الخشب. اذ عمل نجارا وحفارا اضافة الى النحت.
الخشب ليس مجرد مادة عند علي، بل قاموس ينتقي منه ما يشاء من احرف ليشكل منها اروع الكلمات والجمل.
اختار علي لمنحوتاته مواضيع عدة ربما طغت عليها المرأة الأم، جسد الامومة، والمرأة الراقصة التي ترقص ربما تحديا لكل قيودها لتدعو الاخرين مشاركتها فرحة الحرية، اضافة الى المعاناة التي يمر بها الانسان وغيرها من المواضيع.
عن موضوع النحت على الخشب يقول انه لم يجد صعوبة فيه بل على العكس كان بالنسبة اليه متعة، واضاف: ما ساعدني على النحت بسهولة ويُسر، عملي سابقا كحفار أي احفر وانقش على الخشب، لذا فعندما بدأت بالنحت لم اجد صعوبة، بل كان الخشب طيعا بيدي وكأنه عجينة اشكل بها ما اشاء من صور.
عمل علي بالنجارة مذ كان صبيا بحكم عادة الوراثة في مجتمعاتنا، حيث وضع جده بصمته على الكثير من بيوت العراقيين، من خلال مهنة “الجراخة” وعمل “العرانيص” التي غالبا ما نشاهدها على الشرفات في البيوتات البغدادية القديمة، اما والده، وبعد بدء العمل على ترميم الابواب في المراقد، وقع الاختيار على المعمل الذي يعمل به وكان معروفا بمهارة الحرفيين العاملين به، فانجز عدة اعمال بالحضرات الشريفة، منها الشباك الخاص بشهداء الطف، وابواب مسجد “مقام الحجة” في كربلاء، و”باب القاسم” في الحلة، والذي كان عملا يتطلب دقة ومهارة عاليتين لأنه ليس حفرا باليد، بل صنع قطعا وقام بتركيبها فكان العمل يحتاج الى قياسات دقيقة بالمليمتر ما اثار اعجاب وثناء المسؤولين والناس على حد سواء.
شارك علي ابن حجي عباس بعمل فني في افتتاح معرض رابطة هواجس للثقافة والفنون في الأمانة العامة لمجلس الوزراء عام 2014
وذكر ان: دراستي في معهد الفنون الجميلة اضافت الكثير لشخصيتي وخاصة فيما يتعلق بتعاملي مع الفن بنحو عام، والنحت والحفر. النجارة بنحو عام فن، فان لم تكن بيد فنان حقيقي تصبح مهنة باهتة اشبهها بالرمادية، وان كانت بيد فنان فهي مليئة بالألوان الزاهية.
وتابع: اضاف لي عملي بمعمل ديوان الرئاسة في منتصف التسعينيات، وكان معمل نجارة تابع لرئاسة الجمهورية عمل فيه مجموعة من الحرفيين وكانت اعمالهم غاية الدقة، فكنت اسهر واركز على كل تفصيلة بأي شكل يتم تصنيعه، حتى في الشارع كانت عيني تبصر كل ما يتعلق بالحفر والنقش على الخشب.
وتابع: خدمني بتطوير نفسي، البحث في الانترنت ومتابعة أفلام تصنيع الأثاث، البسيطة منها والمعقدة تصنيعه، ورحت ابحث اكثر عن الفيديوهات التعليمية لصنع اثاث متين من دون خشب متين وضخم.
هل ما زلت تعمل بالحفر على الخشب الى جانب النحت؟
للأسف بعد 2003 افل سوق هذه الحرفة بسبب المستورد، فعندما تقارنين ما بين اسعار المستورد الذي يتضمن الحفر والنقش بما تتم صناعته بناء على طلب الزبون هنا فلا توجد مقارنة بالأسعار لذلك فيفضل الناس المستورد بسبب فارق الاسعار.
وختم: كل مهنة تحتاج الى لمسة فنان، والنجارة تحديدا لان الفن يضيف لمسة جمالية واحساس، هناك منحوتات وحتى بعض الابواب والشبابيك القديمة خاصة اشعر انها تنطق، وكأنها حكاية مجسدة بصورة، او ربما هي لوحة مجسدة، فالفن روح كل ما في هذه الحياة.