تعلموا الكرم من الحسين

-1-
سخاء الامام الحسين (ع) بالأنفس والارواح والاموال كان من أكبر العوامل الدافعة الى أنْ يكون عشّاقُه من الاسخياء، لا في الطعام وحده بل في التسابق الى ميادين الجهاد والشهادة ، وهم يجودون بدمائهم من أجْلِ نصرة القيم والمقدسات، ودفاعاً عن المظلومين والمعذبين والمستضعفينغير عابئين بكل الأهوال والأعباء …

-2-
والبخل من أكبر الصفات الذميمة، وتتعدد ألوانُه حتى تصل الى البخل برغيف الخُبْزِ الذي لم يكن في يوم من الايام باهض الثمن ..!!
ومع ذلك بِخَلَ به اللؤماء .
يقول ( ابو نؤاس ) هاجيا أحد البخلاء برغيف الخبز :
على خُبزِ اسماعيلَ واقية البخل
فقد حَلَّ في دارِ الأمانِ مِنَ الأكلِ
وما خبزُه الاّ كآوى يُرى آبنهُ
ولم يُرَ آوى في الحُزونِ ولا السَهْلِ
وما خبزُه الاّ كعنقاءِ مَغْربٍ
تُصوّرُ في بُسْطِ المُلوكِ وفي المثلِ
يُحدّث عنها الناس مَنْ غير رُؤيَةٍ
سئى صورٍ ما إنْ تُمرّ ولا تُحلي
نعم

ان رغيف الخبز يكون عند بعض البخلاء كعنقاء مغرب التي لم يرها أحد..!!

-3-

وما رأيت مشهداً يصوّر السخاء كالمشهد الذي يتفرد الحسينيون بهِ مِنْ بذلهم للزاد ونصبهم الموائد لزوار الامام الحسين (ع)، الذين لامست اعدادهم العشرين مليونا، وربما زادت على ذلك في السنوات الأخيرة ..
وما من مجلس حسيني يُقام في شرق الأرض وغربها الاّ وهو يتفنن في ما يقدّمه لِحُضّاره من ألوان الضيافة الكريمة .

-4-
لقد هجمت الجائحة على البشرية كلها فعطلّت حركة التنقل ، وغيّرت المعادلات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والسياسية حتى أصحبت منعطفا بين مرحليتين :
مرحلة ما قبل الكورونا
ومرحلة ما بعد الكورونا
الاّ ان شيئا واحدا لم يتغير على الاطلاق وهو الاصرار على اقامة العزاء الحسيني – لكنْ مع مراعاة الضوابط الصحية – ذلك أنَّ الحسين (ع) لن يغيب عن وجدان الناس وحب الحسين قد ملأ القلوب ،
وهزّ المشاعر والنفوس ،
فانطلقت تهتف منادية :
يا حسين
ولم ينقطع بذلها للطعام باسم الحسين (ع) ،
فطوبى للحسينيين المقتدين بنهج الامام الحسين في البر الاجتماعي والانساني
وطوبى لمن تلقوا منه دروس الوعي والعزم على الاصلاح والتغيير للأوضاع الفاسدة .
وطوبى لقوافل شهدائنا الأبرار التي ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الارض والعرض واستبسلوا في مواجهتهم الساخنة لدولة الخرافة وجنودها المارقين .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة