في مبادرة أطلقها عدد من الصناعيين لإسكان الأسر الفقيرة
البصرة – سعدي السند :
تتواصل في منطقة تقع ضمن الحدود الأدارية لقضاء الزبير غربي البصرة اعمال مشروع بناء مدينة الكرماء التي بادر بها عدد من الصناعيين لبناء 12 بيتا كوجبة أولى للفقراء من أصل (200) بيتا يتم بناؤها على مراحل وتمت تسمية هذا المشروع بمدينة الكرماء .
الوقوف إلى جانب المحتاج
وللتعرف على تفاصيل هذا المشروع التقينا المشرف على المشروع عرب الجزائري والصناعي هادي عبود العطبي مدير شركة جداول الفرات وقد أكدا ان هذا المشروع حقق نسبة انجاز كبيرة حتى الآن وبطريقة بناء مميزة ودقيقة وخاضعة للفحوصات المختبرية المطلوبة بالرغم من ان فترة المباشرة به هي أقل من ثلاثة أشهر لكن روح التكاتف والتكافل التي اعتمادها الأخوة الصناعيون وأصرارهم على الاسهام في دعم هذه المبادرة وانجازها بالشكل المطلوب لتكون مكانا يحتضن أخوة أعزاء من الأسر الفقيرة التي ليس لها مأوى .
كانت هي السبب الكبير للوصول الى نسبة أنجاز 80% وبأشراف هندسي يومي مميز ، ونؤكد ان الفعل الأنساني النبيل الذي تسابق به الأخوة الصناعيون للاسهام في مشروع بناء مدينة الكرماء والتبرعات السخية التي بادروا بها كانت تعبيرا مشرفا عن أداء الواجب ، منسجمين مع الخطاب التكافلي الذي يوضح بأًصدق المعاني مسؤولية الميسورين تجاه السائل والمحروم ، إذ لهما في أموالهم حقّ معلوم .
وفي هذه الظروف يترتب على أبناء المجتمع التكاتف والتكافل والوقوف إلى جانب المحتاج وإغاثة الملهوف، وهناك غريزة الإنسانية التي توجد بداخل كل إنسان والتي تجعله يشعر بغيره فلا يتحمل أن يري غيره يتألم أو يحتاج إلي الكثير من الأشياء الضرورية والتي تعتبر من أبسط حقوقه وقد اعتبر الله سبحانه وتعالى الإنسان المعين للعباد من أفضل عباده وأحبهم وأقربهم إليه.
مدينة الكرماء
وأشار المشرفان على المشروع : الى ان الأرض التي تم تشييد البيوت عليها هي أرض أصولية وغير متجاوز عليها وهي ملك صرف للمشروع وقد واصل الأخوة الصناعيون منذ اليوم الأول للمباشرة بالشروع في تقديم الدعم اللازم والتبرع بالنقد وبالمواد التي تدخل في اعمال البناء وهناك زملاء صناعيون ومتبرعون طلبوا عدم ذكر اسمائهم او اسماء شركاتهم ووجدوا انهم في هذا التوجه الأنساني النبيل انهم يؤدون واجبا طيبا ومهما انطلاقا من روعة الإسلام في تجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي الذي هذَّب نفوس المسلمين تجاهه ، ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ ) ، موصيا كلّ مسلم بقوله ( أحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك واكره له ما تكره لها ) وكلّ هذا بهدف أن تكون العلاقات الاجتماعية علاقات متينة مرتبطة برباط وثيق محكم ، و يكون العطاء نابعاً عن نفس صافية وروح إيمانية عالية لدرجة أن لا يكون هو في ظلالها معبّراً عن الفضل والإحسان بقدر ما يعبّر عن أداء الواجب .
مدينة الكرماء تضم 200 بيتا
وأوضح الجزائري والعطبي أيضا الى ان قائممقام الزبير المهندس عباس ماهر يتابع هذا المشروع بزيارات عمل ليحث على انجاز المشروع بالسرعة الممكنة لأيواء الأخوة الفقراء الذين تم تحديدهم واختيارهم للسكن بشروط دقيقة
تم اعتمادها من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض بذات الشروط سنعتمد بناء وتوزيع الدور التي سنباشر ببنائها بعد انجاز وتوزيع الوجبة الأولى هذه وكما قلنا اننا أبناء المجتمع التكاتف والتكافل، والوقوف إلى جانب المحتاج .
دعوة للارتقاء بالصناعة الوطنية
وأختتم المشرفان حديثهما بالقول ندعو الى اعتماد ودعم الصناعة الوطنية والأرتقاء بها وسنكون بهذا قد شغلنا المعامل والشركات الصناعية ليتمكن اصحابها من تقديم الدعم المطلوب والممكن لكل المشاريع فكلما ازداد الطلب على انتاجنا الوطني نكون قد هيأنا الفرصة للصناعيين لتقديم دعمهم لمثل هذه المشاريع ودعمهم للمحتاجين .