تواصل التظاهرات والفوضى في الشوارع الاميركية
الصباح الجديد-متابعة:
ذكرت شبكة “سي إن إن” أن موقع فيس بوك حجب الصفحات والحسابات المرتبطة بمجموعات من اليمين المتطرف، كان أعضاؤها ناقشوا إرسال أسلحة إلى المحتجين في الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت الشبكة الإخبارية الأميركية عن عاملين بالموقع، أن فيس بوك راقب مستخدمين على صلة بمجموعة “الحرس الأميركي”، حيث تمت مناقشة إمكانية إرسال أسلحة إلى الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل المواطن الأميركي من أصل إفريقي، جورج فلويد، على يد شرطي.
وأفادت الشبكة أن الموقع حظر أيضا حسابات مرتبطة بمجموعة يمينية متطرفة تدعى “Proud Boys”، على الرغم من أن أعضاءها لم يتحدثوا عن أسلحة.
يشار إلى أن شركة فيس بوك كانت خططت في وقت سابق لاتخاذ إجراءات ضد كلا المجموعتين، إلا أنها سرّعت بالعملية حين رُصد أن المجموعتين ناقشت الاحتجاجات.
وتواصلت الاحتجاجات والتظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة برغم المواجهات مع الشرطة وتهديدات الرئيس دونالد ترامب المصمم على إعادة فرض النظام ملوحا باستخدام الجيش.
وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر “نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى”.
وفي لوس أنجليس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد الأميركيين الأفارقة، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطا بركبته على عنقه لحوالى تسع دقائق.
وفي واشنطن، تظاهر الآلاف وبينهم السناتور الديموقراطية إليزابيث وارن حتى وقت متأخر من المساء متحدين حظر التجول الذي أعلنته البلدية ابتداء من الساعة 19,00، فيما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.
وكتب ترامب على تويتر أن العاصمة الأميركية حيث تم توقيف أكثر من 300 متظاهر “كانت المكان الأكثر أمانا في العالم الليل الماضي”، ماضيا في الخط الذي اعتمده منذ بداية الأزمة إذ يطرح نفسه كرئيس “النظام والقانون”.
أما في مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فكان الهدوء مخيما. وقالت صديقته روكسي واشنطن باكية خلال مؤتمر صحافي “أريد العدالة من أجله لأنه كان طيبا، مهما ظن الناس، كان شخصا طيبا”.
وانتشرت الاضطرابات منذ أسبوع إلى أن عمت أكثر من مئة مدينة أميركية، مترافقة مع آلاف التوقيفات وعدد من القتلى. وكرم ترامب مساء امس الاول الثلاثاء شرطيا سابقا قتل في موقع كان تجري فيه أعمال نهب في سانت لويس بولاية ميزوري.
وفي نيويورك، تعرض العديد من المتاجر الفاخرة على الجادة الخامسة الشهيرة للنهب مساء الإثنين، وتم تقديم ساعة بداية حظر التجول الليلي إلى الساعة 20,00 وتمديده حتى الأحد.
غير أن ذلك لم يمنع مئات المتظاهرين من السود والبيض على السواء من الاحتجاج سلميا هاتفين “جورج فلويد، جورج فلويد” و”حياة السود تهم” (بلاك لايفز ماتر)، وهي العبارة التي باتت شعارا للاحتجاج على عنف الشرطة تجاه الأميركيين الأفارقة.
وأدلى ترامب بكلمة شديدة اللهجة مساء الإثنين أعلن فيها أنه أمر بنشر “آلاف الجنود المدججين بالسلاح” والشرطيين في واشنطن لوقف “أعمال الشغب والنهب”. ودعا حكام الولايات إلى “السيطرة على الشارع”، مهددا في حال لم يأخذوا بتعليماته بنشر الجيش “لتسوية المشكلة بسرعة بدلا عنهم”.
وكانت قوات الأمن استعملت قبيل كلمته الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين عند مشارف البيت الأبيض، حتى يتمكن الرئيس من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك باعتبارها عملية إعلانية “بغيضة أخلاقيا”.
واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر على إرسال عسكريين “إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين”، وهو موقف عبر عنه أيضا العديد من الحكام الديموقراطيين.
وفي ظل الانقسام الشديد الذي يعم الولايات المتحدة، تتخذ الأزمة منحى سياسيا بشكل متزايد.
واتهم المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر جو بايدن ترامب بأنه “حول هذا البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة”.
وصرح الرئيس الأسبق جورج بوش الابن “حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية”.