الغضبان: تخفيضات أوبك+ مستمرة لسنتين

النفط يحقق مكاسب وتوقعات باستقرار برنت عند ٢٥ دولارا

متابعة الصباح الجديد:

قال وزير النفط، ثامر الغضبان، إن بيئة السوق العالمية لأسعار النفط ستبقى متراجعة حتى نهاية العام الحالي، وأوضح في تصريحات، أن دول “أوبك” والدول المتحالفة من خارجها “أوبك +”، اتفقت على برنامج تخفيض الإنتاج بأقل من 10 ملايين برميل يومياً، بدءاً من هذا الشهر ولمدة شهرين، ويتبعه تخفيض إلى 8 ملايين برميل يوميا لمدة 6 أشهر وبعدها يأتي تخفيض آخر لـ6 ملايين برميل لمدة سنة و4 أشهر.

وأوضح أن هذه التخفيضات من شأنها سحب الخزين الفائض في السوق لأن الدول الصناعية والشركات التجارية اشترت نفطاً رخيصاً وقامت بتخزينه وأن مستوى الخزين الآن عال جداً لم يسبق له مثيل، وهذا يؤثر بشكل كبير في الأسعار. وأكد أن بلاده لديها التزام ومن دون شك يتعارض قرار خفض الإنتاج مع خطط الوزارة الموجهة نحو زيادة الطاقة الإنتاجية وزيادة معدلات التصدير، إذ لديها مشروعات، تعدد منافذ التصدير وزيادة طاقة التصدير للخليج.

وذكر الوزير أن في الوقت الراهن لا يهم الكمية التي نطلقها للسوق أو المنتجة منها، وإنما المهم قيمة السعر الذي يترتب على ما يتم تصديره من النفط، مشيراً إلى أن أي زيادة في التصدير أو الإنتاج في هذا الظرف تؤدي إلى خفض أسعار النفط لمستويات دنيا، مؤكداً أن هنالك دراسات في مؤسسات عالمية رصينة بينت أن استمرار حرب الأسعار النفطية تؤدي إلى إغراق السوق بالإنتاج وكذلك الصراع على الحصص يؤدي إلى انخفاض الأسعار، التي قد تصل إلى 10 دولارات أو أقل من ذلك للبرميل الواحد.

ومع بدء تنفيذ الاتفاق التاريخي الذي أقرته دول “أوبك”، ارتفعت أسعار النفط بنحو 5 في المئة عند تسوية تعاملات أمس الجمعة، مع بدء سريان اتفاق “أوبك+” لخفض الإمدادات، ليحقق النفط مكاسب أسبوعية بأكثر من 16 في المئة.

واستفاد الخام من دخول اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط ومنتجي الخام الحلفاء من خارج “أوبك” بشأن خفض تاريخي في الإمدادات بنحو 9.7 مليون برميل يومياً حيز التنفيذ بداية من اليوم ولمدة شهرين. ويهدف هذا الاتفاق إلى تعويض جزء من الانهيار الحاد في الطلب العالمي على النفط الذي جاء على خلفية تداعيات مكافحة وباء “كوفيد-19″، التي من بينها قيود السفر والحركة إضافة إلى أوامر البقاء في المنزل.

وعند التسوية، زاد سعر العقود المستقبلية للخام الأميركي “نايمكس” تسليم شهر حزيران بنسبة تزيد على 5 في المئة مسجلاً مستوى 19.78 دولار للبرميل، بعد أن سجل مستوى 20.48 دولار للبرميل خلال الجلسة. ورغم الخسائر، سجل الخام الأميركي أول مكاسب في 4 أسابيع بعدما ارتفعت الأسعار 16.7 في المئة.

وفي وقت متأخر من تعاملات أمس، انخفض سعر العقود المستقبلية لخام “برنت” القياسي تسليم حزيران بنحو 0.4 في المئة ليصل إلى 26.37 دولار للبرميل، بعد أن كان مرتفعاً عند 27.88 دولار للبرميل.

وفي نيسان الماضي، نزل الخام الأميركي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، فيما بلغ “برنت” أدنى مستوياته في 21 عاماً، إذ تهاوى الطلب بفعل الجائحة، ورفعت “أوبك” ومنتجون آخرون الإنتاج قبل التوصل إلى اتفاق إمداد جديد بدأ سريانه الجمعة.

وفي تقرير حديث، رفع مصرف “غولدمان ساكس”، من توقعاته في بحث السلع الأساسية للربع الثاني من العام والعام بأكمله بالنسبة إلى العقود الآجلة لخام القياس العالمي “برنت”، مرجعاً ذلك إلى مؤشرات على تحسن في الأساسيات مع تقلص سريع للإمدادات وتحسن الطلب في الوقت الذي تتخفف فيه إجراءات العزل العام تدريجياً.

ورفع البنك توقعاته لسعر “برنت” في الربع الثاني من العام الحالي إلى 25 دولاراً للبرميل من 20 دولار سابقاً، كما رفع بشكل طفيف توقعاته للعام بأكمله لـ”برنت” إلى 35.8 دولار للبرميل من 35.2 دولار. ومتوسط أسعار النفط في توقعاته لا يزال منخفضاً بشكل كبير للعام بأكمله. وبلغ متوسط “برنت” 64.16 دولار للبرميل في 2019، لذا فإن تعديل “غولدمان ساكس” توقعاته بالرفع إلى 35.80 لهذا العام سيظل ينطوي على تراجع بنسبة 44 في المئة.

وأضاف “نعتقد أن الزيادة في الآونة الأخيرة يمكن أن تستمر لأكثر من ذلك في أيار الحالي، وتعود إلى المستويات التي تغطي التكاليف (25 دولاراً بالنسبة إلى خام غرب تكساس الوسيط)، غير أن الضبابية لا تزال مرتفعة”.

وبدأت تخفيضات في الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً من منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين في إطار ما يُعرف بمجموعة “أوبك+”. ويتوقع البنك استمرار الطلب في التسارع على مدار الأسابيع المقبلة، إذ يجري أخيراً تخفيف إجراءات العزل العام، لكنه خفَّض توقعاته للطلب في الربع الرابع من 2020 وفي 2021، مرجعاً ذلك إلى تضرر غير متناسب لنشاط النقل واستمرار تأثر الطلب على النقل البحري والجوي.

على صعيد إنتاج دول “أوبك”، كشف مسحٌ حديث عن ارتفاع إنتاجها من النفط بأكبر وتيرة في نحو 30 عاماً خلال نيسان الماضي، مع حرب الأسعار بين كبار المنتجين للسيطرة على السوق العالمية التي دمرتها أزمة كورونا.

وأظهر مسح أجرته وكالة “بلومبيرغ”، ارتفاع إنتاج أعضاء “أوبك” من النفط بمقدار 1.73 مليون برميل يومياً في نيسان الماضي، وهي أكبر زيادة شهرية منذ أيلول عام 1990، ليصل إلى 30.36 مليون برميل يومياً.

وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية، إلى تراجع الطلب العالمي بما يقرب من 30 مليون برميل يومياً بسبب عمليات الإغلاق لاحتواء فيروس كورونا خلال الشهر الماضي، في الوقت الذي قام المنتجون بزيادة الإمدادات قبل أن يتفقوا مجدداً على خفض الإنتاج.

وأشارت “بلومبيرغ، إلى أن السعودية رفعت إنتاجها النفطي إلى مستوى قياسي لأكثر من 11 مليون برميل يومياً خلال الشهر الماضي. وبالرغم من أن “أوبك” والحلفاء اتفقوا على هدنة لحرب الأسعار بعد أكثر من أسبوع في نيسان الماضي، فإن السعودية استمرت في الحفاظ على الإنتاج مرتفعاً خلال معظم الشهر حتى مع معاناة الطلب.

على صعيد الإنتاج الأميركي، تشير بيانات شركة “بيكر هيوز”، إلى انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع السابع على التوالي، كما تراجعت منصات الغاز الطبيعي، إذ أغلقت الشركات الأميركية نحو 53 منصة للتنقيب عن النفط في الأسبوع المنتهي أمس لتصل إلى 325 منصة، كما تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار 3 ليسجل 81 منصة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة