أحلام يوسف
في كل عام وقبل شهر رمضان بإسبوع او اكثر يبدأ الناس بشراء مواد غذائية كثيرة يحتاجها البيت خاصة خلال شهر رمضان، مثل العدس والنومي بصرة والتمر والرز والبهارات وغيرها كي لا يضطر رب او ربة البيت للذهاب الى السوق في النهار.
هذه السنة بدأ الناس بالتهافت على شراء المواد الغذائية والمنزلية قبل اسابيع عدة بعد انتشار فيروس كورونا والاعلان عن نية الحكومة فرض حظر التجول، والبعض رد على اللائمين بانهم في كل الاحوال سيجهزون بيته قبل رمضان. فاكتفى الاغلبية من الشراء، لذلك فعند حلول شهر رمضان، لم تشهد الاسواق ذلك الزخم المعتاد.
أبو احمد العجيلي صاحب محل بقالة قال: في كل سنة يقبل الناس على شراء المواد الغذائية الاساسية اضافة الى المواد التي يكثر استعمالها في رمضان كالعدس والرز واللحوم الحمر والتمر والنومي بصرة، لكن هذه السنة الناس بدأوا تحضيراتهم لشهر رمضان من قبل اسابيع، تحديدا عند الاعلان عن نية الحكومة بفرض حظر التجول، في تلك الايام كان هناك تهافتا كبيرة وبنحو مبالغ به، اذ حتى العائلات الصغيرة اقدمت على شراء كيسين او ثلاثة من الرز واكياس كبيرة من العدس والماش والحمص الذي يستعمل غالبا مع “التشريب”. لذلك فعندما حل رمضان كانت العائلات مستعدة مسبقا له، وبالتالي فلم نشهد الاقبال نفسه في كل عام.
وذهبت سهام عبد الله في اول دقيقة سمعت بها عن نية فرض حظر التجول، الى السوق مع زوجة ابنها وقالت: اشترينا مواد تكفينا لستة اشهر، وطبعا اقتصرت تلك المواد على الحبوب والمواد الجافة التي لا تتلف بسرعة، اما الخضار فنكتفي بشرائها مرة في الاسبوع، لكن الاهم اننا جهزنا تماما لشهر رمضان الكريم.
وعن ملابس العيد التي اعتاد الناس شراءها قبله واحيانا بداية رمضان، يقول زمان عبد الكريم صاحب محل ملابس: هذا العام الاقبال على الشراء ضعيف جدا، الناس كلها متخوفة مما سيكون عليه الوضع، خاصة وهناك اخبار عن تقليل رواتب الموظفين، وعن الكساد الاقتصادي المتوقع في العالم اجمع، وما سيسفر عنه من ازمات اقتصادية عامة وخاصة، لذلك فقلة هم من يقدمون على شراء الملابس والأغلبية منهم يشترون ملابس لأطفالهم لانهم لا يفقهون صعوبة الوضع والازمات لان الاهل اليوم يفكرون بادخار أي مبلغ وان كان بسيطا، تحسبا لما يمكن ان يحدث، فلا شيء مضمون هذه الايام، خاصة وان حكومتنا ليست على دراية بالقرارات الصحيحة وبثقافة ادارة الازمات.
الكل خائف وقلق من نتائج ازمة كورونا وخاصة ما يتعلق بالحظر وتبعاته، لكن يبقى لرمضان خصوصية لدى المسلمين، فالكل يسعى فيه لفعل الخير المتمثل بالعبادات والصدقات والزكاة، حتى مع تحديد الزيارات بين الجيران والاقارب، ظل رمضان رمز المحبة والعطاء. وسيظل مبشرا بقدوم العيد، فرحة الاطفال والكبار على حد سواء.. نتمنى معه ان تنجلي هذه الغمة، وترجع الحياة الى طبيعتها قريبا.
رمضان 2020 مختلف حتى بحجم الاقبال على التسوق
التعليقات مغلقة