الصباح الجديد-متابعة:
كوريا الجنوبية إحدى الدول الأولى التي واجهت وباء كوفيد 19 والتي تنظّم برغم كل شيء قررت الالتزام بموعد الانتخابات الوطنية وقد اتُخذت تدابير صارمة للسماح بإجراء التصويت.
وخرج الناخبون في كوريا الجنوبية من منازلهم امس الأربعاء بأعداد كبيرة لانتخاب نوابهم، وسط إجراءات صحية مشددة تتمثل بقياس حرارة الجسم وغرف تصويت خاصة للذين يعانون من حمى ومراكز تصويت للذين يخضعون لحجر.
والزم المشاركون بارتداء الأقنعة الواقية والذين طُلب منهم الحفاظ على مسافة لا تقلّ عن متر واحد بين بعضهم في أثناء وقوفهم في طوابير الانتظار أمام مراكز الاقتراع. كذلك يتمّ قياس حرارة أجسامهم بشكل مننتظم، وينبغي على الجميع فرك اليدين بمعقّم قبل ارتداء قفازات. اما الأشخاص الذين يعانون من حمى، فيتم توجيههم إلى غرف تصويت خاصة تُعقّم بعد خروج كل ناخب.
– تصويت في الحجر –
كانت كوريا الشمالية من بين الدول الأولى التي تضررت بشكل كبير من فيروس كورونا المستجدّ بعد الصين، حيث ظهر الوباء للمرة الأولى.
وباتت في وقت من الأوقات ثاني بؤرة للإصابات في العالم. لكنها تمكنت من تغيير مسار الأمور بفضل استراتيجية فحص شامل وتحقيق متقدّم حول الأشخاص الذين احتكّوا مع مصابين مؤكدين بالمرض.
والأربعاء، أعلنت سيول لليوم السابع على التوالي حصيلة يومية لا تتجاوز الأربعين إصابة (27 حالة في 24 ساعة). وبلغ عدد اجمالي الاصابات 11 ألف شخص في كوريا الجنوبية بينهم 225 وفاة.
ويحقّ للأشخاص الذين يخضعون للحجر الصحي في منازلهم، في حال لا تظهر عليهم عوارض، الخروج للتصويت بعيد إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة 18,00. ويُفترض أن يعودوا إلى منازلهم عند الساعة 19,00.
وتمّ إنشاء مراكز اقتراع مخصصة لهم في عطلة نهاية الأسبوع الفائت في ثماني مراكز حجر.
لكن الأشخاص الذي يخضعون للحجر في منازلهم وتظهر عليهم عوارض المرض محرومون من حقهم في التصويت.
وكان لوباء كوفيد-19 تأثير كبير على الحملة الانتخابية، إذ إن المرشحين تخلوا عن المصافحات باليد وعن توزيع للمناشير الدعائية. وعاد كثيرون من بينهم إلى استعمال مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع ناخبيهم.
– مون مرتاح –
أفاد استطلاع للرأي أجراه الأسبوع الماضي معهد “غالوب كوريا”، أن 27 بالمئة من الناخبين مترددون حيال الذهاب إلى مراكز الاقتراع بسبب الوباء.
لكن 72 بالمئة منهم قالوا إنهم غير قلقين ويُتوقع أن تكون نسبة المشاركة عالية، في وقت صوّت 11,7 مليون شخص بينهم الرئيس مون جاي-إن بشكل استباقي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وعند الساعة 15,00، بلغت نسبة المشاركة 56,5 بالمئة، أي أكثر بعشر نقاط مقارنة بنسبة المشاركة في الوقت نفسه في أثناء انتخابات 2016.
رئاسة مون ليست على المحكّ حالياً لأن رئيس الدولة يُنتخب في اقتراع مختلف. لكن الانتخابات التشريعية في كوريا الجنوبية تُعد بمنزلة استفتاء لعمل الرئيس، ويتمتع مون بفرصة كبيرة بأن يجد نفسه مرتاحاً بعد هذا التصويت.
ومنذ بضعة أشهر، تعرّض مون لانتقادات كثيرة بسبب التباطؤ الاقتصادي وتعثّر المفاوضات مع كوريا الشمالية التي كان مدافعاً شرساً عنها.
لكن شعبيته التي تراجعت إلى 41 بالمئة في أواخر كانون الثاني/يناير، بلغت 57 بالمئة الأسبوع الماضي، بحسب “غالوب”. ويعود سبب هذا الارتفاع في شعبيته بشكل أساسي إلى إدارته للأزمة الصحية.
وقال كيم كي-شول (33 عاماً) الذي جاء ليدلي بصوته إن “كوريا الجنوبية أظهرت قدرات استثنائية لاحتواء (الفيروس)، مقارنة بطريقة إدارة الوباء في الخارج”. وأكد أن تراجع عدد الإصابات شجّعه على الخروج من منزله للتصويت.
ورأى هان كيو-سوب الأستاذ في الجامعة الوطنية في سيول أن الوباء أثقل كاهل الحكومة في البداية، في إشارة إلى فترة أواخر شباط/فبراير عندما ارتفع عدد الإصابات كثيراً.
وأضاف “لكن الآن في أثناء تفشي الفيروس في دول أخرى، بات الوباء يلعب (دوراً) لصالح الحكومة، إذ إن الآراء تؤيد طريقة إدارة كوريا الجنوبية للأزمة”