اللجنة المالية النيابية تنفي تقليل الرواتب جراء انخفاضها والخبير النفطي حمزة الجواهري:
بغداد ـ الصباح الجديد:
رجح الخبير النفطي حمزة الجواهري امس الاثنين، استمرار انخفاض أسعار النفط العالمية الى ما دون 20 دولار، بعد الهبوط الكبير الذي سجلته فجر امس حين وصل سعر البرميل الى 32 دولارا, مشيرا الى أن الهبوط قد يستمر لمدة طويلة.
جاء هذا في وقت نفى فيه رئيس اللجنة المالية البرلمانية، مناقشة تقليل رواتب موظفي الدولة بسبب انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي أكده نائب آخر فيها على الرغم من اقتراب اقتصاد البلاد من الانهيار.
وقال الخبير الجواهري في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان “ العراق البلد المنتج للنفط الوحيد الذي سيتأثر اقتصاديا وماليا بشكل كبير بسبب اعتماده فقط على بيع النفط لاسباب عدة منها اهماله للقطاعات الصناعية والزراعية والخدمات والصناعات النفطية , فضلا عن اسرافه بمنح مبالغ كبيرة من الراوتب وعدم جدية الحكومة بمكافحة ومحاسبة الفاسدين” .
وأضاف ان “أسعار النفط ستستمر بالهبوط الى 20 دولارا وهذه ستسبب كارثة اقتصادية كبيرة”، داعيا الحكومة الى “وضع خطط سريعة وعاجلة منها رفع سقف الإنتاج والسيطرة الكاملة على الموارد وايصالها الى الخزينة بعيدا عن الفاسدين”.
وتابع، ان “إعادة النظر برواتب المسؤولين الكبار, ومادونهم من درجات وظيفية خاصة ورواتب الهيئات العالية وضباط الجيش والداخلية في الدولة”, مؤكدا ان “ازمة انهيار الأسعار ليست ازمة مؤقتة حيث انها ستستمر لوقت طويل”.
وفي السياق، نفى رئيس اللجنة المالية النيابية هيثم الجبوري يوم امس الاثنين مناقشة تقليل الرواتب بسبب انخفاض أسعار النفط.
وقال رئيس اللجنة هيثم الجبوري في تصريح مقتضب لوكالة الأنباء العراقية (واع) : إنه” لا صحة لمناقشة تقليل رواتب موظفي الدولة بسبب انخفاض أسعار النفط “.
كما اكد عضو آخر في اللجنة المالية للبرلمان امس الاثنين، ان رواتب الموظفين ليست في خطر، اذ قال عضو اللجنة أحمد حمة رشيد: “اننا نستبعد ان تكون رواتب الموظفين في خطر، اي ان يتم تقلصيها او عمل ادخار اجباري لها، رغم الانخفاض الكبير في اسعار النفط”، مبينا ان “انهيار اسعار النفط، يؤدي الى انهيار في الاقتصاد العراقي، وكل دولار ينخفض من سعر البرميل الواحد، يخسر العراق ما يقارب مليار دولار، وهو حالياً انخفض ما يقارب 20 دولار عن السعر الموجود في موازنة العراق، والعراق حالياً خسر 20 مليار دولار”.
وبين ان “المهم في الأمر ليس رواتب الموظفين واجبة الدفع، فهناك ديون واجبة الدفع وجولات تراخيص، فالعراق بحاجة الى 80 مليار دولار، لكي يسدد ما هو واجب الدفع، فلا نعرف من اين سيحصل العراق على هكذا اموال”؟.
وكانت أسعار النفط، قد هوت نحو 30 بالمئة يوم امس الاثنين الى 35 دولاراً وأقل أحياناً بعد أن خفضت السعودية أسعارها الرسمية لبيع الخام ووضعت خططا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الشهر المقبل، لتبدأ حرب أسعار حتى في الوقت الذي يتسبب فيه انتشار فيروس كورونا في تآكل نمو الطلب العالمي.
وتراجعت الأسعار بنحو الثلث عقب تحرك السعودية بعد أن رفضت روسيا تنفيذ خفض كبير آخر للإنتاج اقترحته أوبك لتحقيق استقرار في أسواق الخام التي تضررت بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.
وأثار الهبوط الكبير لأسعار النفط قلقاً في العراق بشأن رواتب الموظفين والمتقاعدين وسط شكوك من قدرة الحكومة في تأمينها بسبب اعتماد الدولة الكبير على واردات النفط.