السمنة آفة تغتال الجمال.. والسيدات يلجأن الى الجراحة للتخلص منها

رفل سيدة تخسر ثمانين كيلوغراماً

بغداد – وداد إبراهيم:

البدانة هذا الوحش الذي يغتال جمال وسعادة وراحة كل من يتلبس جسمه ويحيله الى انسان بلا هدف بلا امل، والبعض لا يعرف كيف يتخلص من البدانة بعد ان اعتاد على وجبات غذائية غير صحية تزيد من الوزن لتصبح البدانة القاتل الخفي الذي يباغت صاحبه في أي لحظة، وهذا ما كان مع تلك السيدة التي كنت اراها وراء مكتبها تعمل من دون حركة ومن دون ان ترفع عينيها الى الزبائن، وحين تنهض لتجمع أوراق الطبع تتحرك ببطء لما تعانيه من بدانة مفرطة، وبعد عام زرت ذلك المكتب فوجدتها انسانة أخرى، وقد فقدت الكثير من وزنها وبدت أكثر شبابا وجمالا، وحركة، تبتسم بعفوية وهي تتحدث لي عن تجربتها مع البدانة المفرطة بعد ان فقدت 80 كيلوا غراماً من وزنها انها الشابة رفاه فتقول:
كنت بدينة منذ طفولتي، فلم يكن للطفولة طعم ولا جمال، اشاهد البنات يلعبن ويركضن وانا واقفة، وأحيانا يرفض الأطفال اللعب حين ابادر بالمشاركة، لأني مشارك خسران ويخسر معي فريقي، كثيراً ما كنت اثير السخرية والضحك بين الأطفال. لماذا انا هكذا؟ سؤال يراودني ولا اعرف له إجابة، كل ما اعرفه أني كنت ابكي حين اشعر بالجوع، كان وزني يزداد مع عمري فأبدو غريبة في الشارع او حتى امام اقاربي، ما حال دون تواصلي مع الأقارب، فلا اذهب الى الاعراس او المناسبات، بعد ان تجاوز وزني المئة كيلو، وكلما كنت ابدأ ببرنامج تخفيف الوزن لا احقق أي نقصان في وزني ما يزيد من احباطي في انقاص وزني الذي وصل الى 180 كيلوغراماً، حتى قررت التعامل مع وزني على أساس انه مرض فذهبت الى الطبيب لأجراء عملية قص المعدة ونصحني بعدم اجرائها لان وزني اكثر من الوزن الاعتيادي لأجراء هكذا عملية، ونصحني باللجوء الى عملية (البالون) داخل المعدة على ان ازيله بعد ستة اشهر.
واكملت رفاه حديث البدانة المؤلم وقالت: وبعد ستة أشهر تخلصت من البالون، بعد ان خسرت 18 كيلوغراماً، وبعد ثلاثة اشهر صدمت بعد ان وجدت مقياس الوزن يؤشر لي زيادة في وزني تصل الى سبعة كيلوغراماً، فنصحني الطبيب بعملية قص المعدة، فلم اتردد بعد ان استطعت ان اصل الى شروط العملية فكانت العملية وبعدها برنامج غذائي قاس مع تمارين رياضية، وبعد عام خسرت 80 كيلوغراماً، ومع هذه الخسارة الكبيرة كسبت الكثير من الثقة والراحة والشعور بأني خفيفة في وزني، اختار ملابسي بسهولة، وكل شيء امامي سهل وجميل، وجدت ان نظرة الناس الي تغيرت، وانا تغيرت كثيراً فلم اعد تلك الفتاة الكئيبة المنطوية، اصبح عندي امل كبير بالحياة وقد تغيرت حياتي كلها في والحركة والاكل وتعاملي مع الناس، أصبحت امتلك زمام نفسي اتحكم في تفاصيل حياتي لا اتردد بزيارة الاهل او الأقارب او حضور المناسبات، صرت اشعر ان انسانة جديدة انبثقت من روحي لتحط على قارب النجاة الى مكان كل ما فيه جميل ، لذا صرت أتوجه بالنصح لكل انسان بدين ان يسارع بإيجاد الحل والتخلص من هذا المرض النفسي الجسدي الخطير.
السيدة هالة لها حكاية غريبة من البدانة فلم تكن هي الوحيدة التي تعاني من زيادة في الوزن الى اكثر من مئة كيلوغرام بل كان ابنها أيضا يعاني من بدانة كادت تقضي عليه.
فتقول: بصراحة كنت قبل زواجي رشيقة لا يتعدى وزني الـ 67 كيلوغراما، وهو وزن مثالي مع طولي البالغ 167 سم، لكن بعد الزواج والانجاب واهمالي لنفسي صار وزني اكثر من مئة، ولم اتعرض للتجريح من الاخرين، لاني طويلة القامة ما يخفي بشاعة البدانة، لكن وجدت ان ابني هو ايضاً أصيب بما يسمى السمنة المفرطة، وصارت معاناته كبيرة بالأخص وهو شاب، فكنت اشعر بتأنيب الضمير بأني انا السبب، ومع ما يعانيه لم يكن يفكر بالخضوع لما يسمى( الرجيم) والخضوع لبرنامج غذائي، وهذا ما زاد من احباطي وشعوري بأني انا السبب، حتى اصبت بأنزلاق العمود الفقري وعرفت من الطبيب ان ادوية المفاصل تزيد الوزن لاحتوائها على مادة (الكرتزون)، فنصحني الطبيب بعمل برنامج غذائي لانقاص الوزن.
واكملت هالة حديثها قائلة: لكن فشلت كل محاولاتي لانقاص وزني حتى مع برنامج غذائي قاس لم اخسر أي كيلو من وزني، بل كان وزني يزداد ولكن بشكل بطئ وعرفت ان هناك ما يسمى ب(الشحوم العنيدة) التي لا تستجب للنظام الغذائي ما زاد قلقي، فتعرضت لحالة نفسية واحباط باني لن استعيد عافيتي، حتى قررت اجراء عملية قص المعدة انا وابني واقنعته بأن يرافقني فسافرت الى خارج العراق وخضعنا انا وابني في اليوم نفسه لعملية قص المعدة وبنفس المستشفى، فكنت اشجعه وهو يشجعني على التحمل والتواصل مع البرنامج الغذائي إضافة الى التواصل مع التمارين الرياضية، حتى فقد ما يصل الى 60 كليلو غراماً وانا فقدت اكثر من أربعين كيلو غراماً فأعيش وابني حياة جديدة وكأني خرجت من نفق مظلم كنت انا من دخله بأراداتي، لكن الان حياتي تغيرت صرت اختار الملابس والألوان التي تعجبني من دون قلق وتوجس وعاهدت نفسي بالالتزام وعدم العودة لعهد البدانة المؤلم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة