“حنين حار” بانوراما لأوجاع العراقيين

سمير خليل
“حنين حار” عنوان العرض المسرحي الذي اتحف به فريق العرض الجمهور الغفير الذي اكتظت به قاعة مسرح الرافدين في بغداد.
كتب المسرحية واخرجها المخرج العراقي الدكتور جواد الاسدي، وجسد شخصياتها الرئيسة الفنانون آلاء نجم، ومناضل داود، وامين مقداد، بمشاركة حيدر الخطاط، ونهى الحمداني، وقدمتها الفرقة الوطنية العراقية للتمثيل بدعم من رابطة المصارف الخاصة العراقية اول أمس الاثنين.
وقال الدكتور جواد الاسدي: المسرحية رغبة كبيرة للتعرية، تعرية الواقع العراقي، والوضع العراقي، واشكالية بين المرأة والرجل، بين الناس والسياسة، الناس والحياة، هي بانوراما لأوجاع كثيرة داخل حياة العراقيين خلال هذه المرحلة، اظن ان هذا هو الشيء الاكثر اهمية، حاولت ان اقول شيئا بعيدا عن البروباغندا، اقول وجهة نظري لما يجري، وان كان بلغة شعرية، لغة بعيدة بطريقة غير مباشرة وغير صادمة”.
بطلة العرض الفنانة آلاء نجم قالت: عنوان المسرحية حنين حار، حنين حار لكل ما فقدناه من قيم كانت موجودة، حنين لأيام جميلة، لدور الاوبرا، لدور السينما، حنين للدفء الانساني بين كل العائلات، نحن اليوم نحتاج لهذا الحنين لكي نعود الى المحبة، والالفة، والطابع الثقافي لمدينة بغداد ككل، شارع الرشيد الملون النظيف المرتب، لكل هذه الأشياء.
وتضيف: “شخصية شفيقة، امرأة متصدعة نفسيا تعاني الفقدان الاختياري، فقدت ابنها باختيارها خوفا عليه من الحروب، مثل العديد من الأمهات، خوف ان يكبر الابن ثم يقتل بدخانية، او طلقة طائشة بسبب امزجة مختلفة، وتفقد الام ابنها بسبب اسم او هوية، نحن ندعو الله ان ترجع المياه لمجاريها ويعم السلام العراق”.
ويقول الفنان مناضل داود: أجسد في العرض شخصية الفنان التشكيلي، الفنان العراقي الذي يعيش مع زوجته الموسيقية، حاولنا ان نمر على عدة مشكلات، نمر على تواريخ وآلام هذا البلد الذي ابتلى بحكامه، من زمن الطاغية وصولا الى الآن، خاصة ما يحدث في ساحات التحرير، وما يتعرض له الشباب من قتل، فكأنما ابتلي هذا البلد من تأسيس الدولة العراقية لغاية الآن، في مسرحيتنا هذه حاولنا ان نصنع شيئا من الجمال، نهاجم القبح الموجود في الشارع ونقول: نحن موجودون في هذا البلد، ندافع عنه بالمسرح، وبما نستطيع ان نقوله من خلاله.
اما عازف الكمان امين مقداد فتحدث عن شخصيته وموسيقاه حيث يجسد شخصية عامر ابن اخت البطلة شفيقة، وهو معجب بشخصية زوجها جبار ويعده رسامه المفضل، وأضاف: “عامر تعرض لضغط كثير واضطهاد كثير جعله شخصية منغلقة الى حد ما، ويحاول دائما الهرب من الصراعات التي تحدث، الموسيقى التي ألفها كانت طريقة تعبيره عن الألم بسبب ما تمر به خالته شفيقة، طوال العرض يعزف لينسى، وفي الوقت نفسه يحاول ان يجسد فكرة الصراع الذي يدور بين شفيقة وجبار، فيحاول الهرب من هذا الصراع بشيء ثانٍ، لكنه يصب في المصب نفسه، باختصار عامر مجنون موسيقى، والآلة الموسيقية جزء منه كشخص”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة