وداد ابراهيم
بحلول الذكرى الـ59 لرحيل الفنان الكبير جواد سليم نظمت دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة جلسة نقدية ومعرضاً لصور واعمال الفنان في قاعة عشتار في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، اول امس الاثنين.
معرض الصور الخاص بهذا الفنان الكبير افتتحه الدكتور علي عويد مدير عام دائرة الفنون بالوزارة اضافة لعرض فيلم وثائقي عن حياته وبداية اهتمامه بالفنون منذ طفولته حين كان يعيش في بيت على ضفاف دجلة ويداعب الطين ليعمل اشكالا مختلفة مع شقيقيه سعاد ونزار وشقيقته نزيهة سليم
من ضمن حضور الجلسة المخرج الدكتور عقيل مهدي والذي كان قدم عرضاً مسرحياً يتحدث عن هذا الفنان الرائد تحت عنوان (جواد سليم يرتقي برج بابل) والذي تحدث عن مسرحيته قائلا: المسرحية كتبتها في ستينيات القرن الماضي وكانت نبوءة كبيرة لهذا الفنان، وحين عُرضت على احد مسارح بغداد وتحديدا على خشبة مسرح معهد الفنون الجميلة في منطقة الكسرة، حملت الفنانة نزيهة سليم لوحات جواد وزينت بها قاعة المسرح، وقتها حقق العمل نجاحاً كبيرًا، وإذ تمر اليوم الذكرى التاسعة والخمسين لرحيله فإننا نستذكر بإجلال انجازات هذا الفنان الذي استطاع ان يضع لمسة جمالية للعاصمة بغداد من خلال نصب الحرية في ساحة التحرير تعبيرا عن قدرته على التجديد والحداثة، هذا المبدع له الريادة في تأسيس قسم الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة، وكان يقول: (اريد ان اضع الحداثة في زمن متوتر جدا لأن من الصعب ان ننتج حداثة في زمن قصير، وعلينا ان نستثمر الزمن والطروحات)، كما انه كان ميالا الى التجريد والاختزال ، وكان نسق لوحاته وحتى هذا النصب الشامخ يحتوي نوعا من التعبير والترابط والنظام فليس هناك من الفائض في الأشياء غير الدالة لأنه كان راقيا في فنه ومعرفته”.
الناقد التشكيلي صلاح عباس قال بدوره: جواد سليم ظاهرة فنية كبيرة اسست لمناهج الفن المعاصر في العراق قيما وصيغا متعددة في مجالات الرسم والنحت والتصميم، واهم منجزات هذا المبدع، نصب الحرية الذي يمثل ذاكرة مدينة بغداد ويمثل الصيغة الأمثل للفن، ونرى اليوم كيف تحتدم الجماهير حول وخلف وامام نصب الحرية، فهو لم يعد ذاكرة ثورة بل اخذت امتداداته مساحات ابعد، لقد بنى افاقا كثيرة من الحميمية والعواطف حتى ان ابسط مواطن عراقي صار يعرف نصب الحرية ووحداته الصورية وتصميمه، وهو ليس نصبا مجردا بل هو حياة ومشاركة، تبدأ حكايته حين وافق الزعيم عبد الكريم قاسم على انجاز نصب يخلد مسيرة ثورة 14 تموز عام 1958 بتكليف مشترك بين جواد سليم والمعماري المهندس رفعت الجادرجي، وتم إنجازه بعرض 50 م وبلغ ارتفاعه عن الأرض 8 م وضع عليه 14 قطعة تم إنجازها في إيطاليا، تعرض جواد سليم لوعكة صحية يوم افتتاح النصب وتوفي عن عمر 42 عاما ، وتابع عباس: الفنان جواد سليم، سؤال مستدام يبحث عن إجابات متعددة، لذا شهدنا الكثير من النقاد والمتابعين الذين درسوا فصولا من حياة جواد سليم مثل شاكر حسن ال سعيد وبلند الحيدري وضياء العزاوي، وهناك الكثير من البحوث المقدمة في دراسة المناهج الاسلوبية التي اشتغل عليها سليم، اعتقد ان فسحة البحث تتسع كلما تقادمت الأيام والسنوات لان الموضوعات التي يطرق أبوابها هي الموضوعات المفتوحة والموضوعات التي تقبل التأويل.
” الثقافة ” تحتفي بالراحل جواد سليم في ذكراه التاسعة والخمسين
التعليقات مغلقة