ماتزال تداعيات الاستفتاء الذي اجري في اقليم كردستان قائمة وماتزال العناوين الرئيسة لهذه الازمة منشغلة بهذه التداعيات وعلى الرغم من مرور اسابيع على قرار المحكمة الاتحادية الذي لم يجز هذا الاستفتاء وعدّ لاغيا الا ان الوصول الى تطمينات كافية لاغلاق هذا الملف وطي صفحة الاستفتاء ماتزال خطواته متعثرة وثمة مؤشرات تؤكد وجود نوايا لاستنفاد كل اوراق هذا الملف بدلا من التسليم بالاخطاء الكبيرة التي اصر عليها المسؤولون عن قرار الاستفتاء والمسوقون له.
وتحاول بعض الاطراف الكردية الاستفادة من الزمن من اجل الحصول على المزيد من التنازلات من الحكومة الاتحادية فيما يصر رئيس الوزراء حيدر العبادي على اعلان واضح وصريح بالغاء نتيجة الاستفتاء كشرط اساس لاستكمال المشاورات والمفاوضات لحلحلة النقاط المتشابكة والمعقدة بين الاقليم والمركز ولايمكن اغفال المخاطر الكبيرة التي يمكن ان تنجم عن تأجيل وضع نهايات سليمة وسريعة وايجاد حلول مرضية لكلا الطرفين حكومة المركز وحكومة الإقليم فلا احد يضمن ما الذي ستجلبه التطورات في الايام المقبلة على الصعيد الداخلي والخارجي وبالتالي فإن من مصلحة الحكومة الاتحادية والاحزاب الكردية البحث عن توافقات تعيد التعاون بينهما الى سابق عهده وتحسم الملفات العالقة بما يؤمن للحكومة الاتحادية مواصلة سعيها وشوطها في ترتيب المهام والاولويات واستعادة زمام الامن والسيادة على كل الحدود العراقية مع الدول المجاورة ..
وسيكون من الصعب فهم الاصرار وتربص كل طرف بالطرف الآخر في هذا الملف الخطير وفي الوقت نفسه فان الإصغاء الى ماتقوله الولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الأوروبي واطراف دولية اخرى لن يغني عن تفاهم حقيقي بين المركز والاقليم وللاسف فان هناك ثمة اصوات نسمعها من بعض الاطراف الكردية تريد التعويل على اصوات الدول الاخرى من اجل الاستقواء بها في محاولة ثني حكومة المركز عن سعيها لبسط السيادة العراقية على كل منافذ الدولة وهي تحاول التشويش وتضليل هذه الدول عن هدف الحكومة العراقية وحرفه باتجاه الادعاء بطمس الحقوق الكردية واضطهاد المكون الكردي واتباع سياسة التأزيم وكسب الوقت على أمل حصول متغيرات تضعف من قدرات الحكومة العراقية وتنامي قوتها الامنية والعسكرية في مواجهة الارهاب والالتفات لمعالجة الملفات الاخرى ..
من هنا ينبغي على الحكومة العراقية ان لاتستجيب لهذه المساعي وان تبادر وبسرعة للاعلان عن موقفها الحقيقي والثابت وافشال مرامي المتربصين وابعادهم عن المشاركة في أية مفاوضات مستقبلية واشراك من يؤمنون بالعراق الاتحادي مثلما نادى به الدستور وضمان حرية وكرامة جميع مكوناته بما لايثلم السيادة العراقية او ينتقص منها.
د.علي شمخي
الثقة بدلاً من التربص!
التعليقات مغلقة