المصممة المغتربة هالة يوسف:
حاورها سمير خليل
يتناثر مبدعونا في منافي الارض وشتاتها، فهناك وفي الفضاءات الباردة تتوهج طاقاتهم وامكاناتهم في شتى الفنون والفعاليات الانسانية، يشغلون ايامهم بما تجود قرائحهم من ابداع يتلون بأشكال متعددة عنوانها المشترك الألق العراقي، وعادة ما تتوزع ابداعاتهم بين الحضارة والتاريخ والتراث والفلكلور في وادي الرافدين حتى وان تلبست هذه الابداعية بالأردية الغربية وانتهجت الرؤى والمدارس والتوجهات هناك.
هالة شاكر يوسف احدى حمامات الابداع العراقي المهاجرة ،احترفت فنا راقيا هو فن التصميم وابدعت أناملها بالرسم على القماش، وبعد تخرجها من اكاديمية الفنون الجميلة قسم التصميم في بغداد عملت في دار الازياء العراقية رسامة ومصممة، وبعدها عملت مع سهى البكري ونهى الراضي رسامة على الملابس (العباءات والجلابيات) وافتتحت في بغداد ستوديو ومشغل خاص اسمته (شال)، تأبطت هالة حنينها وموهبتها ورحلت عن ارضها وناسها عام 1994 لتستقر في لعاصمة الاردنية عمان وعاشت هناك لما يقرب من السنة لتغادر الى السويد وتحديدا في عاصمتها ستوكهولم وهناك تواصل البحث عن كل ما يطور امكاناتها وموهبتها فدخلت عدة مواسم لطباعة الاقمشة والرسم على الحرير بتقنيات مختلفة لتنظم بعدها عروضا للأزياء من تصاميمها في ستوكهولم كما اشتركت هناك في معارض جماعية وفردية وبعد تسعة اعوام غادرت الى هولندا لتلتحق بأسرتها ومازالت تعيش هناك.
هالة يوسف تكمل شوطها ل”الصباح الجديد” قائلة :انتظمت بالدراسة في اكاديمية للفنون في مدينة جنوب هولندا متخصصة في تصميم الاقمشة والازياء وخلال فترة الدراسة طبقت وتمرنت في مشغل للنسيج الراقي في مدينة باريس وهو اول مشغل يتعامل مع الماركة العالمية الشهيرة(شانيل) “.
*بماذا تتفردين في عملك وهل من تأثيرات عربية او غربية في تصميماتك؟
“انا انتهج التكنولوجيا الحديثة في تصميم الاقمشة واضمنها في تصاميمي مثل النسيج بشتى الخيوط واستخدام الحياكة المجسمة اضافة الى الليزر في تكوين النقشات، انقش على العباءة مثلا بالليزر ثم ارسم باليد، تعلمت تقنيات في هولندا وهي دمج قماشين في قماش واحد باستخدام ماكنة خاصة ،اكثر الاحيان استخدم التول والشيفون، المناخ والثقافة الاسكندنافية والاوروبية اثرت بشكل كبير على تصميماتي والواني” وتضيف ” كما انني استوحي التصاميم من الفنون الاسلامية والحرف العربي واستعين بالنخلة السومرية ولكن بتبسيط هذه الوحدات الزخرفية والهندسية بشكل كبير حتى تتناسب مع الذوق الغربي اما ألواني فتحولت الى ألوان الطبيعة (الابيض والازرق) مع لمسة من لون او لونين من الألوان البراقة اضافة الى اللونين الذهبي والفضي الموجودين في اغلب تصميماتي”.
- وماهي حصيلة مشاركاتك في معارض التصميم ؟
“لدي مشاركة سنوية في اسبوع التصميم الهولندي العالمي ومعرض (انديكس ابو ظبي ) وهو ايضا معرض عالمي للتصميم الداخلي وكذلك لدي مشاركة في اسبوع الموضة الذي يقام في مدينة ايندهوفن الهولندية (المدينة التي اقيم فيها)، اضافة الى مشاركات عديدة في معارض الاقمشة في بلجيكا وباريس ولندن “.