خط للغاز يشعل الحرب بين واشنطن وموسكو
الصباح الجديد ـ وكالات:
ذكر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الاثنين، إن روسيا سَتُنتج 560 مليون طن من النفط (11.25 مليون برميل يوميا) و737 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في 2019.
وقال نوفاك في مقابلة مع تلفزيون “آر. بي. سي” بُثت أمس ان “مشروع خط أنابيب الغاز نورث ستريم 2 سيكتمل قريبا”.
وفي الأسبوع الماضي، دفعت عقوبات أميركية على نورث ستريم 2 شركة المقاولات السويسرية الهولندية ألسياس لوقف أعمال مد خطوط الأنابيب.
وبالرغم من العقوبات التي أقرها الكونغرس الأميركي والرئيس دونالد ترمب قبل أيام، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ خط الأنابيب الروسي “نورد ستريم 2” سيُستكمل برغم فرض عقوبات أميركية على الشركات المرتبطة بأشغال البناء.
وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية “إنني على اقتناع بأنّ (نورد ستريم 2) و(تورك ستريم) سيستكملان، والأخير سيبدأ العمل فيه في غضون أسبوعين أو ثلاثة”، وفي حديثه عن نورد ستريم 2، اعتبر الوزير الروسي أنّ “الأوروبيين يدركون مصالحهم الاقتصادية، وكذلك أمنهم على صعيد الطاقة على المدى الطويل”.
وأضاف “لقد تعرضوا لإهانة، غير أننا سمعنا تصريحات، خصوصاً من برلين، تظهر أنّ احترام الذات لدى شركائنا الأوروبيين لا يزال مصاناً”. في الوقت ذاته تفيد أنباء من صحف عالمية أن الضغوط الأميركية حول خط الغاز قد ادت الى المسارعة في دراسة ايقاف المشروع الذي يوصل الغاز الى المانيا، وافادت صحيفة التايمز انه من المفروض ان يمتد المشروع تحت بحر البلطيق لنقل 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من ميناء سانت بطرس برغ الى غريفث ولد شمال شرق ألمانيا .
ويوم الجمعة الماضي، وقّع الرئيس الأميركي، قانوناً يفرض عقوبات على الشركات المرتبطة بعمليات بناء (نورد ستريم 2) و(تورك ستريم)، فيما نددت برلين التي تعدّ المستفيد الأول من نورد ستريم-2، بشدة بالعقوبات، وكذلك الاتحاد الأوروبي.
غير أنّ السفير الأميركي في ألمانيا ريتشارد غرينل وصف قرار بلاده بأنّه “لصالح الأوروبيين”، وقال لصحيفة “بيلد” الألمانية إنّ “دبلوماسيين أوروبيين كانوا يشكرونني طوال اليوم لاتخاذ هذا التدبير”.
وشارفت أعمال نورد ستريم 2 على الانتهاء، وسيتيح مضاعفة صادرات الغاز الروسي باتجاه أوروبا الغربية، وسيمر تحت مياه بحر البلطيق قبل وصوله إلى ألمانيا.
وفي أول مؤشر إلى بدء تأثير العقوبات، علقت شركة “أولسيز” السويسرية نشاطاتها في نورد ستريم 2 بانتظار “توضيحات”.
على جانب آخر، من المرتقب تدشين مشروع تورك ستريم الذي يمر بالبحر الأسود في كانون الثاني المقبل، بحضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، ويشتمل تورك ستريم على أنبوبين، ينتهي الأول في تركيا، فيما يواصل الثاني مساره نحو جنوب أوروبا وجنوب شرقها.
وأيّد الكونغرس فرض عقوبات على أنبوب الغاز الروسي “تيار الشمال2” أو “نورد ستريم 2” الذي ترى واشنطن أنه يعزّز نفوذ موسكو في أوروبا، وأيّد مجلس الشيوخ النص بغالبية كبيرة (86 مقابل ثمانية)، بعدما أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي.
ووقع ترمب قانوناً تضمن تشريعاً يفرض عقوبات على الشركات التي تشارك في عمليات مد خط الأنابيب الروسي “نورد ستريم 2” الذي يهدف إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية لنقل الغاز مع “نورد ستريم 1” الشمالي عبر ألمانيا، وسيمكن “نورد ستريم 2” الذي سيمر في قاع بحر البلطيق روسيا من تخطي أوكرانيا وبولندا لتوصيل الغاز.
وتسري هذه العقوبات على الشركات والأفراد المتعاملين مع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الذي سينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، في إطار محاولة للحد من النفوذ الروسي على سوق الغاز الطبيعي في أوروبا، وفي إطار هذا المشروع، سيُجرى نقل الغاز اعتباراً من العام المقبل مباشرة من روسيا إلى ألمانيا من دون العبور ببولندا وأوكرانيا.
وتهدف العقوبات إلى تعطيل الانتهاء من الأشغال في هذا المشروع الذي أنجز نحو 80% منه على أن يبدأ تشغيله نهاية هذا العام، وسيتيح مضاعفة شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، لكن الاتحاد الأوروبي وألمانيا نددا بهذه العقوبات التي تستهدف شركات قانونية وتشكل تدخلاً أميركياً في سياسة الطاقة الأوروبية.